مسح وجهه بضيق وهو يشاهدها تتحرر من الفروة ليظهر لباسها الفاضح وتعرجات جسمها شعرها الكثيف اللي سواده طغى كان يحاوط خصرها ويغطي صدرها وكتفها كان التأمل مخيف ومرهق بالنسبة له : يابنية استري عمرش وافلحي من هنا
نهضت بتغنج لتقترب منه : ضيفني الليلة الليلة وبس !
احتقن وجهه وبرزت عروق الغضب ركل الدلة وهو يقترب أيضاً : انتي ماتبغين ذا الليل يعدي على خير شد شعرها وهو يدفعها لأطراف المكان : الطريق اللي جابش ارجعي منه عودي لأهلش واتركي علوم الردى لأهلها
صرخت وهي تشد يده اللي تضم شعرها : قلت الليلة بس بس الليلة
تعثرت وهو يدفعها لتسقط ارتفع طرف ثوبها الفاضح صد بقوة وهو يتعوذ من سخط اللحظة ومن شدة وقعها تعرق وجهه وهو يسمع صوت بكائها
بصوت ثقيل نطق : انتي مسوية شيء يابنت ؟
ثقيله كلماتها اللي بتخرجها لكن إنقاذها مكلف ستدفع الثمن لا بأس : البرد دخل قلبي اول يدفى قليبي ووعد وعد أقول كل شيء ..
غضبان وماسمعها مصر يرميها بطرف الجبل ويتخلص منها ومن ثقل فتنتها وهي متشبثه بطرف كمه والبرد والخوف نهشو عظامها ..
تنفس بعمق بعد ماتحرر منها تعوذ من الشيطان وهو لازال يشعر انها ليست من الأنس أوربما غفى وداهمت منامه نفض اللحظة ودخل خيمته ونام ببساطة ...
•بقرية ثانية قريبة من ساري
خالة سعدية الله يخليش البيت بيتش ومقدره ذا الشيء بس الناس اللي بذا البيت ماهم من أملاكش
سعدية بغضب : معوده صغيرش على الخوف وماعاده صغير عودتينا نصغره وصار يطاولنا بسيقانه
كتمت ضحكتها ولازالت تتصنع الغضب : ولو يناطح سحاب الجنوب بطوله اتركيه وحيدي ياخاله خليني اتبلغ بسنينه لو كبر وفتحت عينه على الدنيا بيشوف ناس غيري
رحمت سعدية حالها وقالت : بصرش بصرش المهم ذا اليومين بيجي مستأجر جديد للشقة اللي تحت
حسناء بذهول : خالة معه أهل والا لحاله؟
سعدية بتوتر : معه مرته مريضة دكتور بمستوصف القرية ولا تنشدين أكثر لأني ما اعرفه
حسناء بطيب نفس : قد قلت وبزيد أقولها ذا البيت بيتش
سعدية وهذي البنت لها غلا كبير بداخلها ردت :وبيتش يا حبيبتي و الحوش والسطح اللي خايفة عليهم تطمني مابيقربونها وحيد ماعليه عيال ومرته ضعيفة تطمني نفداش
حسناء خجلت من لطف هذه العجوز : مجارة ياخالة إلا أنا اللي بقول الله يجعلني فدوة ذا القلب من يوم شاركتش ذا البيت والبركة ماتفارقني ..حسناء ٣٠سنة , عندها ولد اسمه ماجد بعمر ال١٦ سنة ..
•عودة لساري الوحيد وعزلته ..
فتح عينه مسح أثر النعاس ونهض بتكاسل خرج وعلى كتفه فوطة نظيفة وده يتوضى للفجر لكن البرد قوي فكر يتيمم لكن أغراه الأجر اللي بيناله لو تحامل على البرد ومسح كفوفه بالماء البارد وبالفعل أنهى الوضوء وهو يتراعد فجأة سكن البرد وهو يشاهد نفس الفتاة بجسدها المكشوف بالقرب من خيمته مغمضه عينيها والأكيد هزمها البرد وفقدت الوعي انحنى وهو يتفقد نبضها لكن داهمته وهي تفتح عينها بتلاعب ابتسمت ابتسامة قاتلة : فيني قوة تهزم كل شيء حتى الجنوب لو قست علي ببردها حضنها دايم حنون
وعندها وقت تصفصف كلام وعندها قوة تضحك اخترقت ذهوله وهي تنهض وتتمايل أمامه بخطوات ساحرة اقتحمت خيمته وسرقت سترته الطويلة ضحكت بتلاعب مستمر : بس القوة ماتمنع اني اتخلى عنها شوي لنفسي حق !
حك خده يجاري تلاعبها : نهاية ذا العرض اختصريه أنا شخص ماعنده وقت للهروج الطويلة
ببساطة قالت : لا تسمع !
أنا قررت أصير ضيفة ثقيلة وأنت مجبور تتحمل ثقل الضيف أنت كريم وضيفك مايستاهل
قاطعها بصوت بارد ليكمل : بس الواجب علينا نقوم بضيافته كان اختصرتها من أمس وقدمت مواجيبك ..
خلاص قدمناها قاطعها لينطق : سترناش بخرقة ثقيلة ارجعي من نفس الطريق دام اصبح الصبح وأظن مثل ماعندش قوة تواجه البرد عندش قوة ثانية تواجه نظرات النفوس الضعيفة
فهمت مقصده ودنقت رفعت عينها ونطقت بضعف : مثل ماقلت كل شيء صار مسرحية مزيفة والله اني اضعف شخص يواجه الدنيا عندي اللي يسترني بس تناثر كل شي مني
ساري بهدوء : الحين وقت صلاة بعدها بسمع العلم كامل ويوم تنور الدنيا بندور اغراضش اللي تناثرت مثل ماقلتي
هزت رأسها بنفس الضعف وهو رفع يدينه وكبر للصلاة ...
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...