154

204 7 0
                                    

أديب قاطعه : قصدك فرحتنا مسروقة خلنا ياخوك نضحك ياخوك ، قدامنا مشوار نرجع فيه فرحتك مستعد ؟

البتول ..

كانت تنفض أدراج غرفتها وكل مكان تطيح عينها عليه تضامناً مع سهم تدور جهازه الثمين كاتم أسراره شعرت بيدينه وهي تقتحم لحظتها وهو يطوق خصرها وينطق بصوته العابث : اتركي كل شيء بيدينش وتعالي معي
لفت له وهي مبتسمة وهو مطوقها بكل تملك :على وين !
كشر بتمثيل : محكور بين جدران أمش وأبوش كل مازانت الهروج جابوني في الوسط أشوف مسلسلاتهم إلا على طاريها هم توهم يكتشفونها ولا وش علمهم ؟
ضحكت ضحكت من تعابيره ومن تهكمه اللذيذ لتنطق : صراحة هم زادو العيار الفترة ذي ، لقو لهم واحد يماشيهم مع سهم ماكان يمشي الحال أمداك تطفش ؟
غالب : امنعينا منهم وتجهزي سهم تحرر من أول مخاوفه وقرر يعتمر !
شهقت وعيونها مفتوحة والفرحة إرتسمت على معالمها : قول والله !
ميل جسمه وكأنه يتلاعب فيها لكن مخبي إبتسامة فرح تمردت والسبب فرحتها
ضمت يدينه وودها تصرخ بأعلى صوت من الفرح اللي تجمع بصدرها ، عيونها تحكي عن السعد اللي زارها الآن وغالب واقف ينتظرها تعبر ، يستمتع حتى بنظراتها الضاحكة ، عيونها قالت كل شيء لكن ينتظر صوتها لأن عندها قدرة خارقة في توصيل الشعور بدون أدنى تكلف قالت : أنت جمعت الفرح الثمين جمعته كله بصدري وش بقيت للدنيا؟ أنا من خفة الشعور حاسة ان الأرض مو شايلتني
سكت وهو يتلذذ بكل تعابيرها : سهم يخاف يخاف من الهمهمات والنظرات يختنق من الزحام كيف اقتنع ؟
رد غالب : ما اقتنع قرر هو جا بنفسه وقال أمنية البتول تشوفني واقف بإحرام وبين الناس عايش بدون خوف ، أكيد انه قدر على نفسه وقرر يحقق هالأمنية
البتول : ياحبيبي ياسهم انت عارف وش أمنيتي اللي ماقلت له عنها ؟ دايم اتمنى اخبيه جوى قلبي يمكن يلاقي الأمان اللي ماقدر يحسه بحياته كلها
تأثر غالب وقال : وش أسباب خوفه اقدر أعرفها؟
البتول : سهم عنده رهاب من الأصوات والزحمة كبر مع نوبات الهلع فتح عيونه على الدنيا وهو خايف
تهدج صوتها ولمعت عيونها نطق هو : بس خلاص نروح جميع لبيت ربي الأكيد بيخف جزء من الخوف المجتمع بصدره
ضمته وهي صامته وهي مدركة ان سهم لن يتخلص من مخاوفه بسهولة لكن هذي أول محاولاته ..
.
.
غزل وهي تكمل مذكرات سهم تأففت نصفها مغلق برقم سري عجزت تفكك الأرقام حاولت أكثر من مرة وعجزت قررت تكتفي بالمذكرات المفتوحة أكملت وهي تغوص دواخل قصته بكل جوارحها ..

طمست ملامحي بين طيات ثوب الشخص المدعو بوالدي ليدفعني وهو غاضب لأسمع صوته ولأول مرة : سهم ولد عيب الحركات اللي تسويها أنت رجال !
أنا طفل ، أنا حديث عهد بالدنيا ، حديث عهد بثيابك وبصوتك ، مشيت خلف الشخص المدعو بوالدي بعد مادفعني لأسقط أرضاً ،
لم أبكي فأنا أتعثر بمفردي بسبب الأرض المبللة سابقاً لكن الأرض هذه ضربتها مؤذية جداً ، وصلت معه لبيت بحجم الأشياء التي للتو أراها كان كبير وواسع استقبلتني أنثى مبتسمة واحتضنتي بسلاسة لم أعي بوقع الإحتضان على الروح بعد ، لكن شعرت بشيء طفيف يلامس جزء صغير من قلبي : مرحبا بك بيننا ياسهم تقدر تقول لي ماما من الحين
لكن لحظة من تكون هذه ؟ لا أعرف وجه الأمهات ولم أدرك المعنى الحقيقي للأمومة لكن عينيها المتدفق منها سائل غريب جذب إهتمامي لم أسمع جرس لم تسمع جرس إذاً لماذا تبكي ؟

كنت في الثالثة عشر من عمري ، أفنيت تلك السنوات داخل خزانة معزولة عن جميع المغريات الألوان ، الوجوه الباسمة ، حتى الصخب والأضواء كنا نسميها حفلة ، لكن واجهت إحتفال طويل في الخارج بدون إحتفاء يبدو أنها الشيء المسمى بالحياة ، ياترى هل حياتي بجانب الشخص المدعو والدي ( حفلة ) ! لكن الأضواء خفت بريقها رويداً رويداً لأنني أصبحت حبيس لخزانة جديده تسمى بيت !
بعد أسبوع من المكوث الصامت هنا في خزانتي الجديدة غابت البشاشة عن تلك المرأة لأنها عثرت على صورة أنثى جديدة في جيب الشخص المدعو والدي لتبقى حبيسة لغرفتها

بعد مرور يومان ، إنضمت للبيت فتاة تكبرني بعامين بخصلات عسلية

: أنا البتول وأنت سهم عمري ١٥ وأنت ١٣ بس سنتين تفصلنا
مدت يدها البدينة لتصافح يدي ، بيضاء مثل غيمة من القطن ، بدى الفارق هائل جداً يدي متيبسة نحيلة سمراء مُجهدة ، يدها مثل القطن مشرّب بلون أحمر ، لم يضحك أحد في وجهي منذ فترة لتضحك هي أمامي ببساطة : من اليوم ورايح بنبقى مع بعض تقول لي حكاية وأنا حكاية ، البطل أنت وأنا بطلة حكايتي ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن