بكت حفصة بقهر على حالها لتنطق رقية بمقاومة : هم معهم حق جلستش هناك لحالش صعبة وقايد وجوده مهم بعدين مكة ماهي بعيدة لو اشتقتي للجنوب مثل مامسك خط وجاش بيمسك نفس الخط ويجيبش لاتخافين .
.بيت ضيف الله ..
طبق رسالتها اللي قراها عشرات المرات وبنفس القهر رفضته لأنها ترفض تخرج من الجنوب تجاهلت حبه لها تجاهلت كل المشاعر ورفضته بأنانية ( أديب حاولت بس ماقدرت ماقدر أترك ديرتي واروح معك مكان ثاني اجهل كل شيء فيه ماقدر افرط بقريتنا لاتتقدم لأن جوابي هو الرفض )
زفر بقهر حبيبة طفولته علقته لسنوات وعلقت قلبه لسنوات رفضته لسبب ساذج بنظره لكن كبير بالنسبة لها قرر يعاقب نفسه اللي ارخصها وحب انسانة مثل حفصة قرر يعاقبها هي أيضاً فكر بشيء مجنون وبسرعة نزل شاف امه ترتب صحون الفطور بالدكة : يازين الصباح اللي ابتديه بشوفة وجه صفية اللي تجيب العافية لا ومصلحة فطور
ضحكت صفية الأم بسعادة : قرب قرب جهزت الفطور لاخوانك مافيهم خير ولا واحد قام ياسعدي بأديب تبارك الصباح بشوفة وجهه
ضحك أديب : والله ام عتيق زعلتها شينة على طول نسفتيهم كلهم عشان فطور بس
امه بضحكة : حتى انت والله انها غريبة قومتك ذلحينه بك شيء وانا امك علمني ؟
أديب : يمه ابغى تخطبين لي وسمعت ان العروس بترفض وظيفة الرياض لأن مامعها محرم وأنا بيني وبينش ودي استقر ولقيتها فرصة تستفيد واستفيد أنا
صفية من الصدمة تأملته لثواني طال الصمت : وش تقول انت والله معد فيني عقل انت صادق تبغى تعرس ؟
أديب : ايوه وليه ما اتزوج قربنا من الثلاثين يمه
امه بسعادة : وانت بعقلك تحسب اني بقول لا واصبر وتركد الا بيطير قلبي المس المس شوف اثر السعادة من قريب عشان تصدقني
لمس جهة قلبها ليضحك وهو يشعر برقصاته لتنتقل له عدوى السعادة : يوم يخلص عرس قايد ابغاش تروحين لبيت جارنا ابو سعيد وتخطبين رقية
فتحت فمها بصدمة : رقية !
أديب : وليه انصدمتي وانتي تقولين رقية
صفية بتردد : رقية حافظة للقرآن وانت
قاطعها وهو يقول بضحكة : سربوت
كتمت ضحكتها : مستحية اقولها يمك لكنك نص سربوت
ضحك ضحكة صاخبة تناسى جرح حفصة وخيبته منها بصورة مؤقتة
رقية حافظة للقرآن وبسم الله عليها دين وعقل ومنطق
صفية : طيب يمه وجمالها كيف ؟
ذا اللي نقز كل شيء ويفكر بالزين
امه اكملت : مملوحة لها قبول وجهها سمح وضحكتها حلوة وتراها شوي مليانة يعني مو سمنة لا بين وبين
ضحك من كلمة بين وبين ونطق بلا مبالاة : لو وش يكون وجهها ابغاها هي رقية وبس طيب يمه
صفية : طيب طيب انت الحينه افطر وبعدين نحلها انا وابوك لا جا
أديب : ابوي ماله شغل انا اللي بتزوج وش جاش يمه ماتقدرين تشكين خيط إلا بوجوده
نادر الاب : وابوك يقول تم
نهض بسرعة فز ناحية ابوه : ارحب ارحب والله ماهو قصورن فيك لكنه قرار ويخصني
قبل يد ابوه وثم قبل رأسه : وأنا قلت تم امك تخلص أمور النسوان بعدين نروح لمجلسهم ونطلبها
جلس أديب وهو يخفي خجل طفيف من والده اما صفية تملصت بخجل بعد ما احتضن ابو وحيد رأسها بقبلة : السموحة المرة ذي طولت و لكن أموري ماخلصت بسرعة
صفية : معذور معذور جعلني فداك ..
•غرفة هتاف وعتيق .
أول مرة من تسع سنوات يستيقظ ويسبقها كانت تصحى قبله لكن اليوم كسرت العادة مسح آثار النوم ولف براسه عقد حاجبيه وهو يشاهدها بوضع غريب وكأنها تقاوم كابوس مؤذي لتقطع صرختها تأملاته انقبض قلبه وهو يشاهدها تضم اللحاف وتبكي التفتت بخوف لتغرس رأسها داخل صدره: عتيق عتيق
رفع وجهها ونطق بحنان بعد ماسمى عليها وحاول يرقيها لكن خوفه انساه كل شيء كان يحفظه : وش صار ليه كل هالخوف كابوس ومر مثل غيره
هتاف ولأول مرة تنطق وتفصح عن خوفها : هو بس كابوس وحيد ما يفارقني سنين ملازمني اختنقت ياعتيق
مسحت دموعها وهو مسح كتفها بلمسة دافئة : تعوذي من الشيطان
تحفز بكائها من جديد والسبب نبرته قالت بصدق : عتيق انت تشفق علي ؟
عتيق: وش مناسبة السؤال ذا وانتي عارفة ان ماله عندي جواب !
ابتلعت عبرتها مسحت بقايا الدموع : ماله مناسبة دايم اسأل نفسي والحين سألتك ليه تحن علي وقت أزماتي اللي ماعرفت سببها لين الحين ليه وقت الرخا ماشوف نظرتك اللي الحين تطالعني فيها
حصرته بزاوية ضيقة وبدأ يتوتر : انا اقول خلينا من نظراتي وهروج الرخا والشدة كويتي ثوبي الأسود وغترتي للعرس ؟
صدت ناحية الستار وهي تتأمل الفراغ بنظرة ساخرة لتنطق : كل شيء جهزته ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...