218-224

297 7 0
                                    

هذه الفرحة تنتظر وجوده لتتوهج أكثر قلبها الآن يتسع لآلاف الضحكات ، قلبها الآن يتسع لإبتهالات الشكر، ولأصوات الحمد وهي تصدح بداخلها، هذه الفرحة المنتظرة لاتريد العيش معها بمفردها ، لابد من وجوده ،
تسمرت لدقائق طويلة وهي ترقب حضوره ، لكن الشمس غابت مثل أيامها الماضية ، تغيب وهي بنفس المكان تنتظره ، لكن اليوم مختلف اليوم تنتظره وهي حاملة فرحة وليدة وهي حاملة بداخلها نبضة منه وله، أسدلت الستار وهي تحاول تتغاضى عن الشعور اللي زاحم فرحتها ليخمد اللهيب إنطفت الإبتسامات وخطواتها العجولة صارت ثقيلة وهي تتجه لدرجه القريب من مكان رأسه دست جهاز الإختبار وعلامات الخيبة على وجهها واضحة وفاضحة ، نزلت للحوش بعد ما صلت صلاة المغرب ، نزلت وهي تردد الأذكار ملتفة بوشاح أبيض ثقيل ، جلست بالقرب من أشجار خالة راوية وهي تراقب رقصاتها بعد ماغابت الشمس عجيب أمرها تتمايل على أنغام الظلام قطع صوت الباب تأملاتها الذابلة إبتسمت بصفاء حقيقي وهي تشاهد حسناء ترفع نقابها ويرتفع صوت أساورها لتضحك بعد ماشعرت بفرح غريب يعاودها
نطقت حسناء وهي مستعجلة : هذي رسالة من غالب وتري ماقال حرف زيادة سلمها لجابر وجابر لزم علي أوصلها ..
جذبت الظرف وهي تقول : وصلت
يالله حبيبتي بروح ، وتري غزل وصتني أعلمش الليلة بيحتفلون بالسطح كان تبغين تنفضين جنوبش لاتفوتين الفرصة
ضحكت من مرحها اللذيذ وقالت : إن شاء الله إذا مانمت بدري أول من يرقص أنا
قبلت خدود حسناء وقالت : يا الله ياحسناء ايش الريحة هذي من زمان ابغى اسألك عن عطرك اللي يدوخ اللي مايدوخ
إبتسمت حسناء : بس أنا ماتعطرت وش تشمين أنتي لايكون متوحمة علي اعترفي
البتول إرتبكت من مداهمتها لتنطق ببراءة : بس من قبل ماأعرف أني حامل أشم الريحة هذي
ضحكت حسناء وهي ترد لها القبلات : ياصفاوة قلبش يا البتول أعتبريني ماسمعت ولا عرفت أول واحدة حتى قبل غالب ويالله سلام
وقفت بذهول لتضرب خدها : من كثر ما أقول هتون غبية صرت أنا الغبية
فتحت الظرف لتضحك بدون شعور صورة من طفولة غالب ، عرفت صاحب الصورة لأن قلبها عرفه ، ولد صغير بثوب قصير وطاقية خلفه سيارة جده القديمة ، ضحكت وهي تقبل الصورة أكيد كتب رسالة تعرف تفاصيل غالب وبالفعل قلبت الصورة لتجد رسالة خطفت قلبها وكأنه يشعر بالفرحة المخبأة داخلها : شفتي النسخة الصغيرة ذي ؟ أحتري اليوم اللي تجينا نسخة ثانية منها
أنا ما أذكر اني نطقتها صريحة ، البتول أنا أحبش وماهو حب وبس ، شعور اللي تغرب وذاق من لوعة الدنيا مايكفيه ولقى له شي حلو يخفف عليه اللوعة وعاش مع هالحلاوة لين زانت حياته ، الحلاوة هي أنتي أنا كنت متغرب وسهم اللي كنا نسميه الغريب ذقت أنا غربته سنين أنتي يالبتول كنتي وطن الغريب اللي لقى له وطن بعد منفى العذاب والتيه
أنتظريني ياحب عيني أنتظريني " غالب "

ضمت الصورة وهي تبكي هي كانت تدرك محبته لها ومكانتها في قلبه لكن الشعور اختلف بعد ماوصف شعوره وهي بين ثنايا روحه وهي حلاوته المفضلة ووطنه بعد غربة طويلة ..
.
.
ساري رجع للديرة ومعه ورقة طلاق تمارا ومعه خبر جديد يخص عائلته !
توسط القرية وهو يحاول قدر الإمكان نفض الأفكار اللي تجمعت والصدمة كانت أكبرها ..
جدهم ضيف يخبي سر كبير ! والسر الثاني يخبيه أديب !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن