99

212 9 0
                                    

هو استيقظ وأخيراً والإنجذاب تحول لعبوس ابتعد مثل مصاب بلسعة هذه الأنثى مدمّرة وفي غاية الخطر بإرتباك رفع ضمادها وكشف عن جرحها وأخيراً وصل لوجهته المقصودة نطق : مايحتاج مستشفى بس لا تتحركين كثير عشان لايرجع ينزف ..
هزت رأسها وهو بين يدينه ، نهض للغرفة وهو يمسح وجهه ولأول مرة يميل ويضيع الطريق وينغمس و تتملكه الرعونة ، وهي صارت تفرك يدينها وآثار لمساته لازالت تشعر بها لأول مرة ينبض قلبها بطريقة مزعجة همست لنفسها :حسناء صحصحي هذا جلادش لايميل قلبش وتندمين بعدين !

ام قايد : ماتدرين وين رجلش ؟ طول وماعود !
البتول بعبوس وهي تلف السمبوسة : يعني ماتعرفين سعيد ؟ مايروح لأحد ثاني غيره
ام قايد بعفوية : هو ماعنده غيره رفيق وبينهم شراكة بالحلال والرزق أكيد مايفترقون
ردت الأخرى وهي تقاطعها : إلا صح خالة ليه ترك أهله فهمت نص قصته النص الباقي ماحد قال لي عنه ؟
ام قايد بثرثرة عفوية : هو كان خاطب هتاف قبل اخوه ويوم العرس هج شل عفشه وخرج من الديرة
البتول بصدمة : كان بيتزوج هتاف!
ام قايد بحماس تعمقت : صدمتهم قوية فيه ولا يمكن ينسوها الكل يعرف كيف كان متعلق بهتاف ويحبها حب الله يعلم فيه
فجأة شهقت وهي تغطي فمها بكفوفها : يالله الستر انا وش قلت
البتول تبعثرت وسقط اللي بيديها، صارت تتأمل ام قايد وهي تستجدي يكون الكلام اللي قالته زله والحقيقة مختلفة لكن نطقت الأخرى : قصة صار لها زمان وأكيد نسيها شيلي الصحن ولاتهتمين باللي قلته طيب يا أمي ؟

كان يهرب من قلبه لها ! يوم احتضنها وقال لاتبعدين كان يحاول يقنع نفسه انه نساها عودته للبيت قبل سنوات وخيبة الخروج منه كان أسبابها هتاف وعودته مرة أخرى وخروجه منه كان لنفس السبب!

غالب
غالب غاب يوم كامل ، هرب من قرية طفولته طفولة قلبه ومحبوبته وذكرياتها قرر يهجر المكان لو يوم واحد عله يستقر من هذيان روحه وعله يستجمعها وعله يقتنص فرصة جديدة للصمود
دخل بيت عمته الوقت قبيل السحور سمع صوتها من المطبخ ودخل عندها ..
ترتب صحون السحور وتفكر بالبتول ذبولها الجديد لايليق بها بصوت مليان عتاب قالت بعد ماحست بوجوده :وينك يمك يوم غايب و مرتك ماهي الأولى زاد عليها اليوم تعبت وانت ماكنت هنا
تقدم غالب ونطق : عسى ماخلاف ؟ رحت وهي طيبة وبخير
ام قايد بضيق : ماقدرت تصوم جاها هبوط
نغزة طفيفة شعر بها وعقد حاجبه : وطولت ؟ قصدي وش جاها يعني
التقطت قلقه : متعودة الهبوط يزيد وقت تصوم وتتعب وتتعب نفسيتها ماهي مقتنعة انها مريضة
هز رأسه وقال بهدوء : بروح لها والحمدلله لحقت آكل من يدينش
ام قايد بتقصد : خذ بخاطرها يمك لا تطلع الا ويدها بيدك
بمسايرة لا أكثر : على خشمي على خشمي
دخل وانكمش من البرودة فاتحة الستاير وجو الليل قوية برودته
ظهرها للباب منطوية وتتأمل الهوا وهو يدفع الستار
اقفل الباب وتقدم نهضت بإرتباك عدلت شعرها المبعثر وجزء من الإحمرار مكانه لم يختفي عابسة الوجه بشفاه مزمومة وهذا الدلال يثير غضب غريب بداخله نطق : ليه محبوسة هنا اليوم كله؟
تدري انه يعرف الجواب استثقلت الرد اكتفت بهز اكتافها وقال ببساطة مستفزة : علومش كلها عندي لتقاطعه بصوت مهزوز وعلامات التعب على وجهها واضحة :علومي كلها عندك وانا ماعرف عنك حاجة
غالب : وش مناسبة العتاب ذا ؟
حركت فمها : ولا شي عادي نتكلم
متأكدة ؟
دست وجهها تحت الوسادة وبكت !
هو ثابت بمكانه ومتلخبط محتار ، من الداخل دموعها صنعت فارق لكن كشر وقال : وهو كل شيء بنقعد نبكي عليه ؟ تعبتي وضاع منش يوم لا أول واحدة ولا آخر واحدة تمرض وتضطر تاكل وتشرب اتركي الدلع المايع ذا مايمشي معي ابد وانزلي عاوني عمتي بالسحور !
مستهين بتعبها ويعتبره دلع ومياعة ! اكتفت بالصمت لم تجد رد وبالفعل فزت من السرير بدون لا تلتفت له نزعت بلوزة البجامة ودخلت الحمام بسرعة صد بسرعة وكشر أكثر ، مدللة لكن متعبة ودموعها اليوم وقعها كان مختلف !
مرت دقائق وخرجت بروب قصير وهو حاصر جسدها عند المرآه علبة الكريم بيدها تتراقص من تأملاته الغريبة انكمشت وهي تحس بيدينه الثقيلة لفها ناحيته عيونها الذابلة بعد تعب اليوم والإحمرار الطفيف اللي غزى خديها وانفها شعرها المبتل وكسرة خاطرها وملامحها المرهقة كلهم عبرو حدود قلبه وسوره الطويل ، تعبها تمكن منه وآلمه امتدت يده وغطاهابفوطة ثقيلة هتف : كلنا نتعب ونستسلم لكن نعترف من الداخل ونقتنع ولو كابرنا ولو حاولنا نغطي آثار التعب الشعور فيه يخفف منه

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن