حرير : نرجع الجنوب بيني وبينش متضايقة ودي اقضي رمضان ببيت امي القديم لو تحبين تجلسين معي او اوصلش لساري ها وش قلتي
اقتنعت بعرض صديقتها : اخاف ماتتحملين تبقين وحيدة ماقدر اروح لأهلي واخليك
ابتسمت حرير : لا تفكرين فيني فكري في راحة بالش وبعدين كلها ساعتين ونص ثلاث نقدر نجتمع لو كل يومين عادي
هزت رأسها : بجهز اغراضي بس احس بدري على روحتنا باقي شهر ونص
حرير وهي تتحرك للشباك وتقفله : عادي نعتبرها إجازة من كل شيء ثلاث شهور بدون دوخة واجتماعات
زاد اقتناع تمارا ولمعت الفكرة بعينها وقررت تعطي نفسها إجازة من كل شيء مثل ماقالت حرير بالضبط
•عتيق كان بمكتبته استغرب من منظر الغبار وهو يعتلي بعض أوراقه هتاف تحرص دائماً على ترتيب المكان ورائحته لكن يبدو انها هجرت الدخول له ومن مدة !
خرج يدورها بالغرفة خمن انها تجهز قهوته لكن غفت عينها وتركته !
بدت له غريبة والهدوء والبرود اللي تلبسها وقت استقباله وإنطفاء اللهفة القديمة لم ترضي مزاجه قرب بخطواته من السرير قرر يقتحم غفوتها يداهم احلامها ويقطعها ، اللحظة اللي سرقتها منه واستفردت فيها اشعرته بالغضب طرق كتفها ولكن يبدو ان الغفوة صارت أعمق لأن طرقاته لم تجدي
هتاف : وش تبغى عتيق ؟
بعد ماهم بالخروج وصار قريب من الباب وأخيراً حنت الغفوة وحررت اجفانها : عودي ارقدي بنزل اشوف امي وتذكار
كان وده تلح عليه وتسأله اكثر ويعطيها جواب يوصلهم لضفة واضحة لكن رجعت تغمض عينها واعطته ظهرها تحفز العناد بداخله رجع فتح فمه وبتردد حاول ينطق اسمها لكن تراجع ليخرج ضرب الباب بيده ونزل للدكة
تذكار : صادقة يمه ؟ رقية رقية ؟
صفية : ومن غيرها مافي ساري غير ذا البنت وأديب ماضيع يخطب غيرها وكن البنات شحو وبيني وبينش ماتنفع له لكن وش يقنعه ذا الخبل
تذكار وهي تهز نجد وترضعها : عادي يمه يمكن يوالفها يمكن انه لمحها وخشت عقله ماتدرين وش صار عشان يختارها هي بالإسم
صفية وهي تسكب حليب بأكواب كبيره وصوت السكبه طاغي : اعرف ولدي والله بيندم البنت بحالها ضعيفة الله حافظة ومصلية واخوش اخوش مصيبة ولدي وماقدر انافق وامدحه
شرقت تذكار وهي تضحك مسحت دمع عينها وهي تكح : لايسمعش حرام والله أديب مملوح وحنون بس الصراحة ماينفع لها سربوت يمه
تعلميني في خبزة يديني ؟ هاتي الصغيره قلبتي راسها وانتي تخضينها
ناولتها نجد شربت الحليب لتضحك من جديد : يمه حاولت اتخيلهم بعقلي بس مافي أمل
عتيق جلس وخطف له كوب من الصينية : أديب وعرس أديب سالفة البيت الجديدة أديب اجودي بس لو يخفف من أعياده شوية
صفية انشغلت وهي تناغي نجد وتضحك من ضحكها وتذكار استغلت الفرصة وصارت تتأمله صغرت عينها وهو صار مستعد لإستكشافاتها : هتاف فيها شيء اللي اعرفه نفسيتها تقلب في البرد لكن خلاص الشتا قفّى( راح )
عتيق وهو متملل من سؤالهم الكثير عن غيابها عن اجواء البيت الكل لاحظ : باقي الأجواء باردة
تذكار قاطعته : قد قلت قبل اروح من هنا قبل تبرد الدنيا قفلو الدكة وحطو دفايات
همس لها : أمي تحب الأماكن المفتوحة ماحسبنا وافقت نزين سقف يغطي المكان عن الشمس
طيب بجيب حطب للمنقل وقول لها دفينا المكان والله اني فاقدتها و ماحب ادخل جوى البيت واخلي امي هنا
ابتسم لها : هي لو حبت بتنزل بعدين اي بيت ماحد يعترف فيه إلا وقت النومة ، إلا غزل وينها؟
تذكار : وين يعني حتى هي نايمة من تزعل هتاف تشبك معها بالزعلة
.
.
بعد صلاة العصر
تجهز غالب بخفه وخرج من المبنى نيته لمحل الورد كان يكلم سعيد نزل من السيارة واستوقفه منظر سهم جالس على درجات المحل وسرحان والحزن واضح وطاغي على كل جوارحه كيف يستفتح معه أحاديث هو متردد ومتخوف منها بعض الشي؟ جلس معه على الدرجات بعد مارمى تحية خافتة
سهم : ليه قطعت كل هذي المسافة بس عشان تقعد بجنبي وبدون صوت ؟
سهم : بدون مقدمات ولا كلام طويل اعتبرني ماسمعت حاجة كلمة وراحت بوقتها
سهم : صدقني بتتندم كثير انك شاركتني الجلسة هذي وسمعت صوتي
غالب ملتزم الصمت وبنفس الوقت يفكر ليه يظن انه بلا أهمية وبلا وجود ؟
ضرب ركبته بيده وشد عليها بدون أي حرف زائد كانت الضربة حادة وثقيلة وقاسية من الصلب غالب لكن كانت بمثابة طبطبة وإحتواء لسهم اعتلته صدمة كبيرة كانت طاغية وظاهرة فضحتها تعابير وجهه وإحمرار جفنيه وارتجافة فكه
غالب نهض وقال : مدري من المفروض يعزم الثاني لكن ودي تقبل عزيمتي اليوم
قاطعه سهم بملامحه المجهدة من الحزن اللي مكث مدة طويلة داخله : ما اروح لأماكن فيها زحمة وإزعاج ودامك تُعتبر ضيف اسمح لي استقبلك ببيتي ..
غالب هز رأسه بملامحه الحادة والجامدة ونطق : تم ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...