صفية الأم بأمومة نطقت : ماسويتي شيء لاتخافين ماحد تأذى غير عتيق بعُمري عنه ماذاق النوم ليالي طويلة ماحط بفمه لقمة لين شافش وانتي تاكلين
سعادة شقية غازلت قلبها ليرفرف بدقات متتابعة خافت تخرج وتفضحها بدون شعور قبضت على صدرها جهة إيقاع قلبها وأصوات الفرح الصاخبة ماكانت تشعر بصوت الدنيا حولها غابت وهامت بلحظة ماكانت تتوقعها لكن تلاشت اللحظة بسرعة بعد مادارت بعينها وهي تبحث عنه وبعد ماسمعت تمارا وهي تقول : عتيق يوم حس انك صرتي بخير رجع للرياض وشغله !
شدت من قبضتها على قلبها والإيقاع تحول لنغمة حزينة مؤذية لروحها هي تأكدت ان عتيق هرب منها مثل كل مرة يهرب فيها ، هو يهرب بعينه عنها وهي بوعيها ماذا لو غابت عن الدنيا ؟ أكيد ان حزنها لا يعني له شيء بنبرة ميتة نطقت : طيب ضربت أحد كسرت يد والا جرحت خد ؟
تذكار بحزن وهي تشاهد انكسار ملامحها : قصيتي شعرك بس
زفرت وهي تقول : الحمدلله ان الأذية طالتني لحالي
تقصد غياب عتيق وخسارتها لشعرها
اقتربت تمارا منها وهي مبتسمة: دايم أقول القصير عليك أحلى يالله حققتي أمنيتي بدون ماتحسين
فشلت بمجاراة مرحها لكن اخرجت ابتسامة باهتة وهي تهز رأسها : أول أشوف شكلي بعدين أحكم
شدت تمارا يدينها أكثر شيء ممكن تسويه انها تواسيها من بعيد تمارا تكره الأحضان الطويلة واللحظات العاطفية تمقتها وبشدة ..
صفية الأم تولت المهمة مدت يدها وهي تحتويها بحضن طويل مسحت على شعرها والأخرى تمددت لتضع رأسها على رجلها وتتمدد بإرهاق بقيت هي تتأمل تمايل الشجر وصفية تتألم بصمت على حالها ..
•تمارا : كان صبرت لين تشوفك وتتأكد انك كنت حولها ليه استعجلت بالسفر وهتاف أهم منه
عتيق بتملل : ومن قايل اني ابغاها تصحى وتشوفني قاعد اسوي شي بيني وبين نفسي وضميري
تمارا بحدة : انت الحين خلاص سكتني وحجرت لي تبغاني اخجل وتحمّر خدودي تظن اني مثل غزل والا هتاف لا ياعم
قاطعها وهو يضحك : وعشانش تمارا نزود بالهرج ونثقله داري ان عندش لسان حاضر بكل الأوقات
ضحكت هي : والله بيني وبينك كنت بصير غزل لوهله بس حضر شعور تمارا وتغير كل شيء بسرعة
ابتسم وقال : وانتي خلاص لازم ترجعين
قاطعته : راجعة مع أديب بكرة تركت الشغل لحريرالتفت ساري بحده كان حاضر للمكالمة ( بتترك جبال الدنيا وبتتعارك مع حرير ناعم ) تذكر تلك النبرة وصاحبة العيون واليد الدافئة بسرعة بعثر أفكاره وهو يتجه ناحية تمارا : ماخلصنا من شغل الرياض
صوبت نظرتها العنيدة ناحيته : ولا بنخلص انت تدري اني اثبت نفسي مالها داعي كل شوي تسألني عن لزمة ذا الشغل والا لا
ساري ابتسم بعناد وهو يقترب اكثر : ماسألت باقي عن لزمته مثل كل مرة بس سبقتي السؤال انتي
تمارا : ماعندي جواب ، دست جوالها بجيب البجامة وحركت خصلاتها القصيرة بعبث تحركت لكن قطع طريقها وهو يثبتها بغضب نفضت يده عن كتفيها وهي تصرخ : شيل يدك وموضوع شغلي لا تفتحه لأن خلاص تعبنا نفتحه بكل مرة ومانسكر سيرته
ساري وهو يشد كم بجامتها : لو اخذتي حصانة من كل رجال العيلة ولو عاندتي ماني مقتنع ببقى مثل الجبل واقف لخطواتش حطي ذا الكلام بمخش واحفظيه لباقي الأيام نفض يدها وهو يدفعها تحرك ببرود وهي تتأمل بنظرات باردة مكان خطواته شعرت بيد تحتضن كتفها رفعت رأسها ليبتسم أديب : ولو صرخ ساري بأعلى صوت أديب وأخوانه مثل الجبل يحمونك من جنونه اللي مافهمنا سره لين الحين
هزت رأسها ببرود وهي تدفع يده : ماني منتظره أحد مثل ماواجهت جنونه قبل بواجهه الحين عارفة خطته وعارفة خطواته
ضحك أديب بثقة : واثق من تمارا وبيني وبينك صرت اخاف منك
ضحكت وهي تقرص خده بالرغم من فارق الطول : ماشفت شي باقي ساري ومخه الغبي المتحجر وخططه الغبية كلهم هنا لاتخاف
اشارت لجيبه بضحكة وهو يضحك من جنونها ..
.
.
جبل الهزم ..مرت ساعات وحسناء نائمة والمغذي موصول بيدها جابر خلف الباب ينتظر بحكم انه هو اللي وصلها اما سعدية بقيت في البيت كانت مرهقة بسبب مرض حسناء وبكائها المستمر ..
فتحت حسناء عينها تأملت الغرفة الستار الطويل الحاجز بينها وبين الباب الأبيض نهضت لكن اسقطها الدوار من جديد
جابر : ام ماجد
رفعت شيلتها وغطت جزء من وجهها لتنطق : من متى وأنا هنا
جابر وعينه بالأرض : ساعات بس
خالة سعدية وين؟
جابر : ماقدرت تجي ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...