لأول تحس أن في شخص بالحياة قدر يخاطب قلبها ، وقدر يمد له حبل لو كان بعيد عن النجاة لكن قدر ينتشله من القاع ، لأنه خاطب قلبها هي ، ولأن كل شيء آثرت به على نفسها ممكن يرجع لها بيوم وبصور قريبة للقلب وأولها كلمة اليوم
( أنا هنا لاتخافين )
•ملكة
اليوم الأخير لأبوها بالمستشفى ، جمعت كل شيء جمعت حتى فُتات الثواني اللي صارت فارغة منه بحقيبة صغيرة ، حتى وهي تقف على أعتاب الخروج عندها أمل يجتمعون حتى لو بقبلة بالسر مثل مافعلها من قبل هي راضية ، تأففت وهي تتقدم من أبوها مسكت كتفه : يالله ابوي السايق ينتظرنا تحت !
وصلها صوت غاضب بسببه تراعدت أطرافها لتترك كتف والدها : ليه السايق وقايد موجود ؟
ضمت يديها وردت : ماهو موجود بقينا لحالنا من مدة !
لم يفهم عتابها المبطن بسبب غضبه ، فهم أن نظرتها هي هي ، لازالت محدودة وعينها صغيرة تتنكر لك من اللاشيء بمجرد ماتغضب تتلاشى الجمايل وتختفي عن عيونها، جذب كتف خاله وهو صامت ، دف كرسيه وهو لم يرفع عينه غاضب منها ومن نكرانها ، قبل يصعدون السيارة مسكت كفه اللي كانت تشد أطراف الكرسي : قايد أدري بك ووش طرى عليك الحين ، أنا والله ماقصدت شيء ماقصدت أنكر جميل وجودك وقربك ، أنا كنت أعاتب لكن حتى العتب من فمي شين وماحد يطيقه
لمح دمعها الرقيق وأهدابها وهي تحارب التدفق بأنوثة كاسحة ، لفت وصدت عنه تمسح دمعها بكم عبايتها وهو ترك خاله ولف جهة دموعها نزل رأسه لمستواها وقال : وش يضر لو كنا قبل بهالشفافية ليه نحارب رغباتنا ونوقف لها بغرور ليه ياملكة سمحنا لهالشعور ؟
بمرارة : مو أنت ، أنا أنا الغرور والغموض بعينه وأنت كنت صافي قدامي وواضح ، سمح وعيونك وهي تنتقي أعذب الكلام وتقوله بدون لا تنطقه وكنت أرد كل شيء بغرور ، أنت كنت تحارب بس مو مغرور
وأخيراً إعترفت لنفسها قبل تعترف له ، لاحظ إرتجافتها وتعب ليالي موسومة ملامحه تحت عيونها هتف : اتركينا نرتب أنفسنا خذي نفس ياملكة ، وإذا على اللقا أنا قريب كل شيء فيني عزيز إلا قلبي !
ضمت أطراف يدينه بسرعة : لاتقول عنه كذا إلا عزيز وشيخ وله مهابة ، قول عنه حب شخص مايستاهل ، أنت حبك ثمين وأنا ماثمنته
تجاهل الضمه وترك يدها للفراغ ورجع لخاله ساعده يركب السياره وهي تراقب كل حركاته بندم كبير قايد قريب وبعيد لكن أقرب للبعد وهالشيء يوجعها ..
.
.
: هات علمك وأبشر بي ،
غالب بعد مالمح تردد جابر قرر يشد على يده ويستحثه ينطق بالشيء اللي أشغله وأشعل هواجيسه من مدة
جابر وغالب في طابق واحد ، لم تكن صدفة غالب هو اللي أصر عليه يبقى بالسكن القريب من سكنه نطق جابر : ادري بك تجود وتكثر الجمايل لو على حساب نفسك
إبتسم له : أقول أخلص علي ، ناقصك شيء ترى جيبنا واحد
نفض جيوبه وأخرج بطاقته : الحلال وراعيه فدا راسك امسك امسك
جابر لم يتعجب من غالب دائماً جوده يسبقه ،يقدم الجمايل حتى على حساب نفسه ، شد على يده وهتف : جعلك تبقى ، مير القصة ماهي قصة فلوس ، القصة أوسع لكن ضيقت علي عيشتي ضاقت علي الوسيعة ياخوك
إنتفض غالب ونطق بحدة : وتشاورني على الضيم اللي مثقلك ؟ هاته والله مايشيله غيري
بالرغم من جدية الموقف إلا انه ماتمالك نفسه إبتسم وقال : هياطك بيوديك لدروب أنت بغنى عنها ،لكن وش نقول عوايدك الجود حتى الهم الثقيل تشيله
غالب بحيوية : اصبر اصبر العلم يبغى له شاهي محكور
تناول الصينية من يدين البتول وقبل يدخل الصالة حرك فمه من بعيد بحروف لم تفهمها كان يقول
" جعلني قبل هاليدين " لكن ردت له بكلمة لم يفهمها هو " حبيبي هالطول "
تضاد حتى بمفردات التحبب ، أرسل قبله من بعيد وهو يضحك وهي ردت الضحكة بعفوية ، دخل غالب وعلى وجهه إبتسامة مريحة الآخر كاتم لضحكته وهو يلاحظ تمسك غالب بهيئته القديمة ثوب وعصبه حتى في البيت ضحك غالب : أضحك أضحك ، أخوك راعي الغنم متمسك وعنيد
جابر وهو يمسك كاسة الشاهي رد : الله يعين بائعة الورد مثل ماسمتها تذكار على أجر يومها تتحمل هالطينة الشينة كل يوم
: هات علمك وأتركنا من الزين ، الزين تركناه للنسوان ، تذكر أمي يومها تقول الرجال زينه شينه
ضحك جابر بشجن لينطق : تقدر تتحمل الجاي معي ؟ حسناء تقول اللي يسمع همها يحتاج له قلب ثاني وأنا نصيت قلبك !
غالب بخشونه ضرب فخذ أخوه وقال : ابشر بي والله أني يمناك وعضيدك والقلب أبد فداك
مد فكه بإبتسامة راحة بعد ماقدر غالب يمتص الهم اللي غالبه لأيام هتف : البداية من بكرة ..
.
.
سيارة عتيق واقفة عند مبنى المستشفى بعد ماقضت هتاف ليلة كاملة وهي تستفرغ أصر يوصلها بنفسه والآن ينتظرها بالسيارة بعد مارفضت يصاحبها قفزت أمنية مستحيلة لصدره لو كانت أعراض حمل ؟ لكن علاقتهم في الآونة الأخيرة كانت خجولة وبالرغم من إستحاله تحققها
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...