112

214 9 0
                                    

ركض يتبع أثرهم بسيارته وهو لازال مبهوت ومصدوم وكأنه يعيش حلمه السابق لأن بطلته رهاف !
وصل معهم المستشفى لايملك أي حق بإقتحام القصة وتفاصيلها ، مثل ماعاش على أحلامه الآن يعيش على هامش القصة متفرج فقط، جلس بالممر قريب من العاملة وحيلته الوحيدة يقتنص أخبار لا أكثر ...
مرت ساعة وهو واقف بمنتصف الممر ينتظر مثلهم خبر أو يمكن يكون قلقه أكبر ، قد يكون الندم لأنه تركها لهم وتمنع يدخل وينقذها لكن وصل متأخر لايهم المهم صار قريب
جلس بعد ماثقلت أرجله وقرر يعتمد لعبته الطفولية يعد للخمسين بشكل بطيء وبعدها ينتهي إنتظاره لأن الشيء المنتظر يتحقق عد ووصل للسبعين ويبدو ان حتى ألعاب الطفولة لم تعد تجدي قرر يخرج لأنه اختنق لكن التفت وتراجعت خطواته سبق العاملة بعد ماخرجت الممرضة نحوهم
رهاف عبدالله صمت لأنه بأي حق يسأل الآن ! قاطعته : ولدت والبنت وأمها كلهم بخير
تنفس بإرتياح وخرج للسيارة هذا أقصى شيء قدر يسويه مقيّد وعُرف عائلته يمنعه من التمادي
وقبل كل شيء يملك مبدأ لا يمكن يتخلى عنه ، خرج لدقائق وعاد وهو محمل بكل شيء خمن انها تحتاجه ، سخر من نفسه وأصحاب المحلات يباركون له المولود لازال يعيش شعور أحلامه معها لايهم المهم يرضي ضميره وصى توصلها بالإسم وخرج بعد ما تأكد من عودة أهل حمد والطعم لعودتهم كان حفيدتهم اما رهاف فهي على الهامش مثل قصته معها

البتول واقفة بنص الغرفة بعد ما انتهت وصارت بكامل زينتها ، دارت على نفسها وهي بأوج سعادتها فستانها يثير الإنبساط بلونه ، أفتح درجات الزهري أكمامه بسيطة وبسبب قلبها اللي صار مشرّع أوسع أبوابه لغالب قدرت تفهم رغبته ، قررت تنثر العسل على أكتافها ولامست نعومته خصرها ، نصفه مرفوع بوردة تشابه الورد المزروع على خديها بسيطة وناعمة تسلب الروح بقبولها وأثيرها الجاذب للقلب ..
غالب اللي طوّل بعد الصلاة يستقبل التهاني وعمته بنص الصالة تحمل مبخرتها وتوزع دخانها بزوايا المكان بثوبها الجديد وشالها القطن اللي يحمل رائحة عذبة مالها مثيل ..
البتول ببهجة : الله الله ايش الحلاوة هذي والريحة اللي ترد الروح هي اللي جابتني من الغرفة
غمزت الأخرى : حلاوتي ولا الحلاوة اللي تحترينها من الصبح طلعت ولاعودت ؟
ضحكت البتول وماردت لأن الخجل منعها ترد قررت تسيطر على فضولها وانتظارها وتتشاغل بشيء ثاني لأن غالب طول وماجا
دخلت المطبخ وهو دخل مع الباب الكبير
تقدم وعلى ثغره إبتسامة حب :ياجلعني فدا للثوب ولراعية الذهب ويقولون ليه متمسكين وماتغرينا الألوان احتكرتي كل الألوان وماعاد يغرينا شيء
راوية بتلاعب ضمت رأسه وهي تضحك : والله انك بياع هروج يوم تشوف الألوان الثانية لاتزوغ عينك ولا تختلف أقوالك خلك قد هروجك !
ضحك تعمد يبالغ بكلامه ويسرف وهو يغازل هذه التحفة هذه الأمومة تثير حنينه وحبه وينطق بعذوبة أمامها بلا توقف : ماقدر أعطيش العلم واثبت اني قده قرب من اذنها وهمس : اخاف تضيع علومي
ضحكت عمته لتهمس : في المطبخ واعتبرني ماسمعت شيء لأن مافي علم كل شيء بيضيع من أسباب وردتك اللي قايمة من صبح الله تحتريك
ضاق صدره ، نيته يعايد عمته ويروح لحلاله وكلامه السابق كان مراوغه لا أكثر هتف
بهدوء : بروح لسعيد ولحلالي وان قدرت اعود اليوم عودت
لم يمهلها ترد وتجاوبه خرج ببساطة !
البتول خرجت من المطبخ ابتسمت بذبول : بروح أعيد قايد وملكة قبل انام
البتول ماما لايتكدر خاطرش انتي تدرين وش اللي في قلبه
ردت : وأنا ؟ وأنا ؟ ليه دايم طرف نرتب له أعذار والطرف الثاني هو يصير بوجه الظروف ؟ مو مهم المهم رايحة أعيش العيد واليوم بنسهر بالسطح وبنرقص أنا والبنات وهو خليه مع غنمه وصاحبه اللي يشبهه ..
خرجت وغضبها دايم بالرغم من جديته حتى ولو بكت يثير ضحك اللي يسمعه لأنه عفوي ولذيذ ام قايد هزت رأسها وهي تحاول تمسك ضحكتها
.
.
حسناء
تأملت كفوفها كانت تحمل آثار متفرقة حروق ضربات كدمات لم يخيل لها أن تتزين في يوم ويوم العيد تزينت نقوش ممتدة ببراعة تفننت فيها هتاف ، ابتسمت لهذه السعادة الطرية وشعرها الآن رهن ليد هتاف تمدده ولأول مرة يتزين بهذه الطريقة بقصد الفرح لا الإغواء !
انتهت من تصفيف شعرها ، باقي الحمرة امتدت يد هتاف للون الحمرة انتهت من تزيينها ووقفت بإنبهار : ياحلاوة الوجه اللي ماشفت مثل حسنه اسم على مسمى .

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن