الكل ملاحظ برود هتاف الجديد وتقلب مزاجها ويبدو ان السبب صار واضح لأنها تصد بنظراتها عن عتيق بوجوده بعد ماكانت تسابق لهفتها وبعد ماكانت تفضحها نظرات الحب حتى وسطهم صارت تتحاشى الجلوس معهم بوجوده وعتيق أيضاً اغلب وقته يقضيه بخيمة ساري بالقرب من جبله ..
تذكار جالسة على عتبات الدكة وطفلتها بعربتها تتنقل في الحوش تراقبها بسرحان
وغزل في الزاوية الأخرى تغسل الحوش رافعه ثوبها وجود خلفها تعبث بطين المزرعة تمارا نائمة بالدكة مع الحمل صارت تعشق النوم وصفية الأم كعادتها عند جاراتها
غزل : تذكار شيلي بنتش بخلص الحوش قبل المغرب وين ام هذي بعد لعبت بالطين لعب تذكااار
فزت من صرختها : لسنه خلي بنتي وش عليش منها البلا باللي وراش
غزل لفت لترى كارثة جود : جود روحي عند ماما بالغصب متحملة لا ارفع صوتي
جود وهي تعجن الطين بيديها بعناد قفزت غزل ناحيتها نفضت يديها وهي تصرخ بغضب : من وين تعلمتي الوسخ والعناد ذا وين امها عنها مسكت كتفها وهي تمشي بها ناحية قسمهم :روحي عند ماما قولي لها ربيني ونظفيني
حسناء سمعت كل شيء حملت طفلتها وقالت :وش سوت الصغيرة عشان يطلع صوتش ؟
تخصرت غزل : والله تعالي شوفي بعينش والا تعالي نظفي واختصري علينا
رمت المكنسة بوجهها والأخرى تأففت لحقت بها لتصلح ما افسدته جود بصمت نظفت الحوش من جديد والنظرات صارت ناحيتها
تذكار حملت طفلتها للدكة وصارت بالقرب من تمارا بعد ما ايقظتها غزل بتذمرها : ثوبها ذا شفته مليون مرة بس كل مرة اشوفها بحلاوة جديدة
ضحكت تمارا بكسل : يعني كل شيء يزهاها انا بس اتخيلها كشخة وشعرها مرتب يووووه تحمست ازينها
جود اقتربت وصارت بحضن تمارا وتمارا اعتادت عليها تحس بألفة بمجرد ماتصير قريبة منها همست لها : زعلتي غزل نبغاها تحبك بأي طريقة وخربتي خططنا
ناظرتها بطفولة وقالت : غزل مو حلوة تمارا حلوة
ضحكت تمارا من قلبها وهذه الكلمة لأول مرة تسمعها ولأول مرة تستلطفها ماكانت تظن انها جميلة ولاتحمل كل هذه اللذة يبدو انها من فم جود مختلفة ضحكت اكثر والصغيرة صارت تلعب بشعرها وبأنفها وتمرر يديها على وجهها : ابغى شعري يصير حلو مثل كذا تقصد شعرها
تمارا وهي تحت تأثير لمستها الطفولية : يوه مالقيتي إلا شعري
جود بطفولة مسكت كفوفها كانت عينها على الخواتم همست تمارا بعطف : تبغين مثلها ؟
هزت الصغيرة رأسها : بس خواتم ؟ الحين اطلب لك وش تبغين خمسة عشرة مية؟
اشارت بثلاثة ونطقت : واحد لماما
رق قلبها وكثير دايم تذكر امها بأدق التفاصيل : ونجيب لماما ولايهمك
ضمتها الصغيرة وقبلت خدها اليمين وتمارا بالكاد قاومت هذه المشاعر تكره الأحضان والقبلات لكن من جود كانت غير هنا تمارا ضمتها وسط صدمة تذكار اللي حضرت العفوية والحب وهذه المشاعر بتأثر شهقت وهي تقول : ياويلش من الله ولامرة ضميتي عيالي وش سوت فيش هالنتفة نسفت ام الثقل ضاعت علومش
تمارا وهي تراقص حواجبها : سحر جودي صح جود؟
•سعيد بعد رسالة غالب وقف سيارته بالقرب من مكانهم ومدد مرتبته ،غفى وهو ينتظر ضيف غالب ينهي سمرته من عنده يبدو ان الجو راق له لأن غفوته طالت وفي الطرف الآخر غالب مع ضيفه الصامت منذ قدومه لم ينطق بحرف وعلى وجهه علامات إختناق قدر الآخر صمته وقرر يضيفه بالموجود سكب له شاي راقب بخار الشاي ومع مرور الثواني صار يختفي مرت دقيقة كاملة سكب الشاي البارد على الأرض وهتف له بضيق :ثاني كاسة اكبها على الأرض مانطقت بحرف احتريك تبتدي السوالف
سهم وهو يبتلع ريقه بصعوبة : مخنوق
رمقه غالب وهو لايجيد لا المواساة ولا نظرات العطف هو غالب الصلب لايمكن لشخص مثل سهم ولا لمعاناته لايمكن اختراق صلابته سهم هش ويبدو انه كبر وعاش على هذه الهشاشة وطريقة اخته العاطفية في التعامل مع معاناته صقلت هشاشته ليصبح شخص من السهل إيلامه لكن هذا غالب وهذه رؤيته وصلته نصف صورة فقط وحكم عليها راقبه وهو يرسم على الأرض خطوط متشابكه بعود محروق ليهمس بنفس الوجع : كل ماجيت الجنوب تتجدد كل حاجة كنت مخبيها وترجع تتربع قدام وجهي وتذكرني اني شخص مهزوز مايعرف طريق القوة حاولت اتجلد واتظاهر بالقوة بس بالجنوب يرجع يراودني نفس الشعور سهم الوضيع اللي ماله شخصية ولا كيان ولا أهل ولا أصحاب منبوذ حتى من ظله ..
غالب اغمض عينه بحدة تسللت لصدره حرارة رهيبة وهو يشاهد كثافة دموعه واللي تدفقت بلحظة غير متوقعة هذا الإنسكاب كان صادم لسهم قبل غالب حاول يمسك نفسه حاول يوقف بطريق هذا التدفق لكن كل شيء خانه حتى نفسه ظهر بضعفه اللي يشرحه لغالب ظهر كل شيء أمام عينه كان يشرح بالكلام وصارت الصورة أبلغ بعد ماتوسطت دموعه المشهد
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...