275 ..
رفع حاجبه وقال : دخلت وأنتي تضحكين وراكنه الدنيا بكبرها ارفعي الصوت خلينا نشوف وش اللي يضحك هالكثر ؟
: ليه رجعت ؟ كل شيء تعطيه حقه بالكلام إلا استفهاماتي
: اشتقت لك !
لاتنكر أن قلبها صار لئيم ويتراقص من نظراته ولو زاد العيار وتكلم مستحيل تضمن نفسها وبالفعل تبعثرت كلياً !
راق له استفزازها وزاد العيار أكثر : مايحق لك تصيرين حلوة بغيابي !
بعد ما استوعبت انه يتلاعب فيها لا أكثر أخفت تأففها الود ودها ترميه بالصحن على راسه لأن غثيانها زاد ومستحيل تكشف أوراقها حالياً ، هو رفض يتحمل تبعات رفضه !
لاحظ انها تتجاهله زاد العيار أكثر وقت قال :
خالي يحتاج عاملة وأنا بصراحة قدمت له وقريب بتوصل !
استدارت بحدة ، احتدت نظراتها لدرجة شعر أن الشرر يتطاير منها : وأنا اشتكيت لك الحال؟ وانا شفتني بيوم مقصرة والا نمت وخليته ؟ ابوي مايحتاج أحد غيري وش دخلك من الأصل بيني وبينه ؟
ببرود قال : تساعد ماتاخذ أشغالك كلها تطمني على الشقا مايحتاج تدورينه وما هو مباعد عنك ريحي بالك !
صغرت نظراتها : قصدك ابوي شقا ؟
: قايد اطلع برى اطلع قبل اثور فيك اطلع
فتح عينه وداهمته ضحكة غريبة ، فلتت ضحكته بعد ماشدت كم تيشريته وبتلاعب صار يجاري حدتها قام من مكانه لكن انفجع من بكائها شدها لصدره وقال بنبرة حنونة : ملكة ! الأمر كله مايستدعي الدموع وانا بصراحة لا قدمت على عاملة ولا هم يحزنون مقصدي كله استفز سكاتك
ضربته وبعيونها الدامعة رمقته بحدة : تتلاعب فيني هذي نهايتها تمسكني من يدي اللي توجعني ؟ ما عمري تخيلت أحد يمسك ابوي ويهتم فيه غيري ومستحيل اسمح و اتخيل
ضمها وهي تتمنع : يابنت الحلال من قال بنسمح الله يخليكم ولا يفرقكم
تأفف وهو يسمع شهقاتها ولام نفسه أسرف بالتلاعب معها لكنه يكره صمتها ويحب يستفزها وبالفعل قضى على صمتها لكن قهر نفسه لأنه مايتحمل دموعها : بكلم أمي تجي ونطلع لنا كم يوم ملكة أنتي مضغوطة ولازم تتنفسين شرايك بالعمرة ؟
للمرة الأخرى يلوم نفسه من الداخل كيف يعرض عليها هالعرض وهي ببدايات حملها !
لكن انصدم من موافقتها لأنها بالفعل محتاجة تتنفس شعر بنوع من الراحة يقدر يستغل أيام سفرهم لصالحه ويقدر يستميل قلبها من جديد ويقدر يغريها للرجعة المهم التقط طرف الخيط الباقي مع مرور الوقت يكتمل ..
.
.
وجهها مرتوي وعيونها يشع منها الضي ، أثر السعد على وجهها واضح ، مستوطن نظراتها ولو أسرفت وهي تخبيها شعور الأمان بلغ ذروته وانعكس على تحركاتها ، اختلفت في يومين ، اختلفت اختلاف جذري ، الأكيد طلعة المطر لها سر ، لكن فضلت تخبي علامات الدهشة وتخبي تساؤلاتها المهم اختها مرتاحة وهالشيء يكفيها مسحت طرف خدها وقالت بحب عفوي : سعد عيني يوم شفت النور من هالثنايا يوم شفت هالمبسم ، تصدقين يارهاف كنت اظن انش ماتدلين الدروب السعيدة لكن كل شيء اختلف يوم ضحكتي ضحك قلبي
رهاف توزع نظراتها السعيدة بالصمت ، هي ماتعودت تخاطب اختها بنفس براعتها وعفويتها ، ولا قدرت تبادلها بنفس الود لكن اللي بخاطرها أكبر وأكبر ، غمزت هتاف بمرح : الظاهر اليوم دوري ادعي ارجع من عزيمة عتيق وانا شايلة مثل شالسعد اللي تنطقه عيونش
بهدوء قالت : الله يسخره ولا يفرقكم
اكتفت بتوزيع نظرات الحب لأختها اجتهدت في اليومين الماضية وقدرت تتسلح بالصمود وتحتوي إنهيارها قاومت وهي بجانبها ، لازمتها كل أوقاتها وبالرغم من بطنها وثقل خطواتها كانت تجاهد تعبها وتوزع حنانها بالتساوي بينها وبين أمان
هتاف رمت عبايتها على جسدها وقالت : أمان عند خالة صفية انتبهي لنفسش
مسحت خد أختها وأكملت : لاتخافين نفوس أهل البيت رحبة لا تعدين نفسش غريبة طيب حبيبتي؟
جاهدت تأثرها وغصتها مستحيل تجاري عفوية أختها بإظهار كل هذه المشاعر بأريحية تامة :لاتخافين برقد مدري وش جاني على النوم من يوم عتبت هالديرة ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...