156

200 5 0
                                    

هذي رهاف ؟ هذي خوف متجسد على هيئة طفلة هذي رغبات مدفونة ، أنثى كانت تحارب وإنتهى بها المطاف أمام حرب أخرى ،
نظرة واحدة كانت كفيلة بإستخراج أشياء مضمورة إقتنصها من نظرة نظرة فقط ..
ابو حمد نطق : هذي رهاف يابوك ،
قاطعته ام حمد بنبرة ساخرة : هذا مانع نجر الحرف منه جر ، لفت لمانع ونظرتها فيها من الإستخفاف والشماتة الكثير والكثير : هذي مرتك الله يعينك تراها بزر بتبقى شوكة بحلقك مالك إلا الصبر
تجاهل نظرات زوجة أبوه مشى للحقائب بخطوات ثقيلة وكأنه يرسم خطواته تقدم وهو يسحبها للباب وخلفه رهاف لم تنطق بحرف ! عدوى الصمت إنتقلت من الآن !

في السيارة تحججت بالصغيرة بينما هي كانت بالفعل تريد الهروب ناحية أمانها الهروب منه ومن سهم نظراته ..
هدهدت الصغيرة بتهويدة خافتة قدر يسمع البعض من كلماتها ، بالكاد ميّزها هدوء الطريق وهدوء الليل وسكون الأصوات رجعها لماضي رديء ليالي الخوف من حمد ومن سوط عقابه القاسي أغمضت عينها وهي تشد على أجفانها لتصرخ فجأة بصوت عالي ملأ السيارة : حمد لا لا حمدددد
وقف على جنب الطريق خمن أنها غفت ، وغفت وحمد ببالها ، يبدو أنه عالق حتى بأحلامها صار يقيس مقدار الحب وكيف صار بالوسط بين ذكرياتها معه وبين ماضيه وماضيها !
لم ينطق بحرف صوت أنفاسها وهي تجرها وهي تأن وكأنها للتو تسمع خبر وفاته خيل له أنها ترثيه بينما هي غارقة في شعور آخر
خوف وآلام وإختناق وذكريات حمد اللي تساقطت على قلبها الآن بصورة مباغتة لم تسيطر على صرختها لم تسيطر على أنفاسها كل شيء ضغطها بلحظة عير متوقعة ماكانت تملك إلا صوتها العالي علها تزيح هذا الخناق
بكت أمان ولفت لها بحدة نسيت وجودها لوهلة تجددت فيها صور حمد القاسية ومواجعه ضمتها لصدرها وقالت : أنا آسفة زارني الخوف وكنت احسب اني نسيته سامحي صوت ماما المزعج سامحيني أمان
كمل الطريق وهو متملل أول فصل من فصول حكايتها وحكايته تملل وهذي البداية .

أديب كل شيء جاهز البنت المقصودة اليوم موعدها !
أديب وهو يتجهز للمغامرة بالشكل المطلوب وقف لثواني وبعدها تذكر شيء ورجع يتصل برفيق المغامرة من جديد : هزاع لاتغفل عينك نص ساعة وأنا عندك
وبالفعل إنتهى من ترتيب شكله اللي صار مناسب للهيئة المطلوبة وصل لهزاع وضرب كتفه بخشونة :اعتبر كل شيء من الليلة منتهي
جلس وكأنه متعود على الجو بعد ما لازم حسام لفترة مقنعة أخذ فيها الكثير من المعلومات وقدر يثبت نفسه بالمكان صار ينفث دخان سجارته ويتأمل الموجودين ينتظر صاحبة السر واللي بتوصلهم للبقعة المطلوبة هم ينتظرون هذه اللحظة من أيام وبالفعل دخلت !

بخطوات مدروسة تمايلت لمقصدها صاحب المكان الآمر الناهي حسام راضي ، جلست على المقعد المقابل ونطقت بصوت واثق من شدة صلابته ، نبرة غريبة وقع أحرفها ورنتها تسللت
للقلوب قبل الآذان : حسام جبت الطلبية
أرهف السمع أديب وهو يتظاهر أنه ثمل من المشروب اللي بين كفوفه ، رفع عينه وهي بدون قصد رمقته وطالت النظرة ، غضت الطرف واقتحم الخجل أسوار صلابتها بسبب نظراته تذكرته وعرفت انها قريبة من الخطر ! تحفزت رغبتها في الهروب وقد وصلت لآخر رمق ، والإختناق كان له النصيب الأكبر من هذه المهمة القاتلة القاهرة بالنسبة لها
وضعت الكمية المطلوبة بجيوب حسام الغائب عن الوعي بسبب سكرته لتنطق : ام رابح توصلك سلامها وتقول آخر دفعة ولا تضغط عليها لأنها خاطرت المرة ذي عشانك تسمع حسام تفهم !
أديب يملك حاسة سمع قوية لدرجة ان كل حرف قالته وصله واستوعبه .
مشت بنفس الخطوات للمخرج لكن أستوقفتها يد أحدهم دفعته بقوة تعودت عليها ، او اضطرت تتعايش معها بسبب جدتها اللي تقدس عملها المشبوه أكثر من أي شيء آخر في الحياة
همست وقد حكرها في أضيق زاوية في الممر لتقاوم بكل طاقتها : ابعد ابعد ما انصحك تقرب مو من صالحك
كان يسمع صوت اللذة اللي غرق فيها وهو يتأملها وهي بسرعة استخرجت مقص صغير من جيبها الخلفي وبسرعة مجنونة ابتعد بعد ما رسمت خط طويل بعنقه وأسفل كتفه ، إنشغل بجروحه عن ملاحقتها وهي هربت بسرعة البرق خارج الفيلا المسمومة وهي بداخلها تلعن ام رابح
وهي تتذكر صوت فجر الباكي وهي تستنجد فيها وسلافة صارت بوجه المدفع بكل مرة تمسك أصعب المهام عن بنيات ام رابح اللي تستخدمهم لجمع المال ولتجارتها المسمومة ..
قدرت تهرب لكن وصلها صوت غريب لفت لتشاهد نفس النظرة ليشتعل خجلها العفيف من جديد ليشتعل خوفها بسبب موقفهم السابق

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن