90

218 9 0
                                    

رفعته لأن صوت شهقاته عالية : جودي وش صار ليه كل البكاء صار لأمك شيء؟
رفع نفسه من حضنها بعد ماسقط عن صدره حمل ثقيل حس انه خفيف ويقدر يتكلم نطق : زعلان من نفسي وزعلان عليها وزعلان على أمي كثير ومتوجع
بذهول قالت : وش جاها ؟ كانت بخير !
برفض صار يهز رأسه : أمي ماهي بخير ومن زمان غطى وجهه بيدينه وهو ينتحب صغرت الدنيا بعينها وهذا الصغير شايل هم أكبر منه ويفوق قلبه بمراحل ، مسكت يدينه وهي تسمي عليه
مشت معاه بخطوات ثقيلة للسرير جلس وهي واقفة بالقرب منه وبروبها الطويل حاولت تغطي ذعرها وخوفها نطقت : هد حبيبي اذكر الله مايصلح تشيل هم فوق طاقتك انت قلبك طري كيف يستحمل كل هذي الهموم لا تخلي لها مجال
رد : أمي قطعت الفستان قدام عيوني وهي تصرخ ردت الهدية بوجهي كل شي تخيلته صار عكسه ويوجع كثير
تمارا جلست على الأرض ورقت نظرة عيونها همست : انت قلت ماهي بخير يمكن الهدية حركت وجع بصدرها صدقني لو الحين تطير البقالة وتجيب قطعة شوكلت وتحطها بين يديها بتطير من الحب هم كذا الأمهات بس لا تبكي حبيبي انت ماتدري كيف ضاقت الدنيا بعيوني وانا اشوف دموعك تعال تعال بس
ضمته وهي تكره الأحضان وتكره اللحظات الضعيفة هذه بنظرها ، وماجد كسر الحدة اللي بداخلها وكسر العادة وظفر بكل اطباعها المضمورة واستحوذ عليها بمفرده ، مال قلبها له ومالت عواطفها وكل الاشياء اللي غيَبتها بإرادتها تدفقت وماجد بحضنها اخوها الصغير لانت والسبب ذبول سعادته وكسرة نفسه حضرت الموقف معه مرتين وحضرته بكل تناقضاته ماهان عليها وجعه وبالرغم من ذلك غضب طفيف من أمه المشروخة شعرت به لم تسيطر عليه هي لا تعرف حجم الغصة ولا قصة ماضيها المثقوب لكن غضبت من أجل اخوها فقط ...
.
.
رقية المنطوية والتي تفضل البقاء بمفردها تفضل لحظاتها الإيمانية ومراجعتها لحفظها ، لم تفوت أبداً تعابير حفصة بعد ما أُلقيت على مسامعهم أخبار أديب الجديدة تغاضى عن كل بنات الدنيا واختارها هي ؟ حفصة وهي تبتلع طعنات وعقوبة أديب الثقيلة وكيف قرر يعاقبها ويستخدم أختها ضدها اختنقت من صمتها بسبب القرب والحب تجمعت كتلة من الدموع وبكثافة فاضحة التقطتها رقية بسلاسة عرفت سبب زفراتها المكتومة والكلام الكثيف اللي اختار يتخبى مثل دمعها ! حفصة تداري عقوبة أديب وهي تتصنع اللامبالاة بينما علامات القهر كانت فاضحة وجداً
رقية بوجوم قالت : حتى لو الوظيفة بملايين وتغير حالنا لأحسنه بعد الله وتوفيقه ماني موافقة
رمقتها حفصة بذهول لتكمل اختها بحنو :ولا تظنيني ساكتة لأني ماعرف شيء اعرف ان خاطرش فيه و اخترتي تبقين قريبة منا كيف اكسر قرارش ذا وابعد أنا ؟
حفصة على وشك البكاء : لا تفكرين بشيء ثاني غير حلمش والله ان سعادتش عندي اهم من قلبي لا تفكرين فيني
رقية ضمت يديها : وسعادتي انا اخترتها وقررت ما ابعد عنها ، الرزق بيجي لو بعدين أنا وأديب مانتفق دايم اتعوذ من اني ارتبط بواحد يشبهه جا هو واعوذ بالله منه
ضحكت حفصة من تعابير اختها : اهم شي استخرتي
قاطعتها : الرفض وصلهم من زمان وترددت اعلمش والله انه مايستاهلش يوم رفضتيه قرر يعاقبش فيني ؟ وش الحب ذا عقوبة انتي تستاهلين انسان يحبش ويختارش حتى لو ابعدتي بآخر الدنيا يصير هو ظلش
ضحكت حفصة هنا : رقية اخت سعيد تتكلم عن الحب الله اكبر عليها ومن وين جابت ذا العلوم ؟
ضحكت رقية من تلاعب اختها : من اختي يعني من وين بجيبها قريت الرسالة قبل توصله وادري ان مشاعركم كانت صافية بس هو ماقدّرها والحمدلله من زمان ما يعجبني الله يصلحه لأهله
ضمّت حفصه اختها وهي تحمد الله وتشكره كانت تعيش مشاعر خسارة وهمية واكتشفت بالنهاية انها ربحت أخوتها ورسالتها القديمة كشفت لها معدن أديب وبالفعل ابتعادها ورفضها كان خيره لها هي

خِلْسة اخترقت ظلام الحوش بخطوات هاربة راجفة تسللت للدرجات بخطوات لص ، رفعت قدمها لآخر درجة جلست على الصندوق القديم بالسطح وهي تلهث من ثقلها ومن خوفها فتحت الجوال ونطقت بصوت هامس مترجي وهذه قد تكون آخر محاولاتها نطقت تمارا : زايد لا كبرياء و لا عزة نفس ممكن توقف قدام حاجتي لك محتاجة لقربك أكثر من أي وقت ثاني
زايد بطني بدأ يكبر حتى خوفي ماصار يتغطى صرت مفضوحة وانا اداري كل شيء وش اغطي وش اخلي انت بس ارجع واثبت لأهلي شيء واحد مطلوب منك بس شي واحد ..
اقفلت الرسالة الصوتية نزلت بنفس الخلسة وغابت عنها هوية الشخص الثاني اللي سمع كل شي أو بالأصح لم تشعر به والشخص هذا كان يهرب مثلها هارب وهو يستجدي دموعه خمنت انها لو أبعدت أو هربت لمكان ثاني يمكن ترحمها عيونها وتبكي لكن فشلت كل محاولاتها نزلت وهي تحصي مواقف هذا البيت وهذا البيت لم يكن إلا مرحلة بؤس جديدة وفصل رابع من فصول العذاب وبنفس خطوات تمارا وصلت للبيت،

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن