همس لها بهدوء : لا تطلعين
لمح الدهشة ولمح تعابير الصدمة وردها كان : انت تناقض نفسك بنفسك تبغاني اطلع بثياب غير ثياب المطبخ وانت تعرف ان ماعندي غيرها والحين تقول لا لا تطلعين يعني كلامك اللي قبل شوية معناه من الأصل لا !
وقعت عينه على آثار اصابعه ليه جسمها رقيق ويذكرك بكل لحظة بأنك كنت وحشي وهمجي مع أنثى ضعيفة ليه هذه الآثار هي اللي تحسسك بالذنب بعد وقوع المحظور ؟
حك رقبته وهو يتجه للمطبخ : اللي تشوفينه يصلح سويه أنا طالع ومعزوم وانتبهي لجود الكل يشتكي من حركتها الزايدة
خرج لتبقى هي وهي متأكدة انها لا تملك القوة لإستجواب نظراتهم ولا لتعاطف البعض قررت تقفل الباب الفاصل بين بيتهم وبينها تأكدت بوجود تمارا ان اطفالها بأمان الهرب أسلم حل لها ولقلبها ..
.
.
هتاف تتزين للقاء الليلة وكأنها هي العروس تتزين برقة وبعذوبة أنثى تعودت تكسر قلوب المرايا من كثر الحسن حركات أنثى إنسيابية ويدها تحركها مابين خدها ومابين شعرها ، تتفقد دقة خصرها وترجع ترفعها لشعرها تلمه وتنثره والحيرة الحلوة صار يتقاسمها معها هي بكل حالاتها صارت توجع قلبه وترهقه
فستانها وقماشه الأنثوي مرتمي على السرير بفوضوية وشعرها بين اصابعها تزينه برقة متأصلة انتهت من آخر خصلة وعينها تحاول فيها قدر الإمكان تتجاهل المراقب اللي واقف من مدة وهو متأكد انها تلاعبه بأسلحتها الجديدة سمع حديثها مع غزل وكيف قررت تستحوذ عليه بالكامل بأنوثتها فقط !عودة لحديثها مع غزل
غزل : بس انتي الخسرانة كيف تفكرين بفراقه وتبغين منه ولد !
هتاف : غزل فكري صح وقلبيها صح قلت ولد لأن مستحيل يقدر يقرب لو شبر واحد والفراق بهذي الطريقة ومع هذا الوضع مستحيل ومستحيل اقرب منه لو يحب السما يعني بعيدة وقريبة خسر من كل النواحي حياته القديمة وحياته الجديدة
غزل وهي مبهورة من هتاف وتفكيرها : كيد ومو أي كيد
هتاف وخصلتها ملتفة بأصبعها تحركها بنعومة : كيد انثى تقدرين تقولين بعد مسافة طويلة وصلت فيها للجهة الغلط وانخذلتزفر والمسافة صارت بينه وبينها طويلة وشاسعة كان صوتها يثير انزعاجه واليوم تبخل حتى بهمسة كانت تقفز وتتخطى المسافات واليوم هي بنفسها هي من خطّت المسافة جلس على السرير وفستانها وأثيره وتأثيره كلهم بحدوده على الأقل شيء عائد لها اخترق طول المسافة وصار قريب منه اغمض عينه وهو مستغرب وضعه الجديد معها لم يدرك ان غياب حتى صوتها يشابه صدودها وحدودها القوية اللي وضعتها بشراسة بسبب كلمات تندم انه قالها
تمنى انه حسب مليون حساب قبل يتفوه بها لكن ماذا يفعل بغروره كان يظن انها بتخضع ودمعتين منها كافية لإنهاء مسألة تسع سنين من عمره لكن المعادلة معقده والحل كان غير شافي كان يظن ان النتيجة محسومة لصالحه لكن النتيجة غير عادلة بعد ماخسرها بالكامل !
وضعت الحمرة لونها فاتح وبالكاد ميز لونها ايه منغمس بمشاهدتها خللت اصابعها بين طيات خصلاتها وضعت اقراطها الملفتة كانت تتصرف بعفوية لكن بنظرة أنوثة مبالغ فيها ليه للتو تلفته ؟ ليه للتو ميّز تأثيرها وحجم خطورتها تسع سنين تتباهى أمامه بكل جوارحها الأنثوية لم تحرك حرف واحد من أحرفه الساكنة لم تشعل لهيب بقريحته لم تستفز قلمه حتى صوته الشاعري كان يغيب حسه بحضورها لكن الآن ليه تبدل كل شيء ؟ ليه تجلّى الحسن واستفز بداخله قصيدة كاملة شعرها المموج الليلة حرّك حروفه الساكنة وقماش فستانها ولونه اشعل قريحته ليه الأديب اللي دائماً يهرب للورق ورائحة الحبر ليه اليوم هرب لها ؟
همس بدون شعور منه صوته لم يتعدى المسافة الطويلة لم تسمعه ..الحُسنُ يبْعَثُ فِي الأروَاحِ بَهجتهَا
وَسَهمُ حُسنكِ في الأحشَاءِ قتَّالُ *اقتربت بعمد وليتها لم تفعل تهادت بحسنها وبسهمه القاتل أمامه وصلت لوجهتها وكأنها قطعت أميال لأنه غاص بالتأمل وهي تتمايل على وقع صوته الخافت اللي سمعه بمفرده وصلت لفستانها بعد خطوات متلاعبة كانت ثقيلة على قلبه همست له بأنوثة للتو يفتح عينه
و يستوعبها : عتيق فستاني !
رفعه نحوها وهي ارخت طولها وهي ودها تلتقطه لكن سبق يدها وخطف معصمها بقبضته صوت أساورها اصدر رنين مبهج لقلبه هو بسبب هذا القرب اللي كانت روحه متعطشة له قرب وجهها منه وهي تشنجت عضلات فكها وجسمها من لحظة الخوف تشعر ان مقاومتها بأي لحظة ممكن ينهيها هو الوحيد اللي يعسف قدراتها لأنها لا تملك نفسها وهي قريبة منه الوضع اختلف عليها لأن عتيق وتفاعلاته السابقة وبروده اللاذع وصمته المهيب
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...