تمارا : تتزوجني ؟
زايد بإستغراب : نعم ؟
ضحكت ببرود : سمعت بس لازم تستوعب، عارفة بحبك السري أعرف انك تركض عبث ورى قلب حرير اعرف وخايفة بيوم تشرق وانت تنطق اسمها من كثر المشاعر اللي تزاحم صوتك اخاف تضيع انفاسك وهي مادرت عنك !
يا الله لم يتوقع ان تكون هذه الليلة بهذا الثقل حطت كل الأوجاع على كتفه وهذه القبيحة ترمي الكلام بقسوة جارحة بلا مبالاة شد الكوب من جديد وهي تنطق بنفس الاستفزاز : حرير تعطف عليك وتحن تعتبرك أخ صغير تداريك بكل مرة تشوفك فيها
انتفض لكن لم تشعر بإنتفاضته حرارة رهيبة تسلقت لبلعومه لايريد الإنفجار تحمل كثير لكن تمارا ضرباتها موجعة وثقيلة حتى لو كانت واقعية و صحيحة قاسية جداً
ابتلع قهوته كانت باردة مثل الثلج لم يشعر ببرودتها نطق : والنهاية ؟
صارت تتلاعب بعقدها : النهاية ادري ماتحبني وتكره تشوف أي شيء يتعلق بإسمي الشعور متبادل بس بطريقة ثانية انا اكره برودك و انصياعك وانت تكرهني كشخص وكشكل بس مجبور توافق !
عقد حاجبيه : ليه مصره على هذا العرض وليه أنا ؟
تمارا : تقدر تقول تبادل منافع اقدر اصارحك شوي الشعور اللي تحسه ناحيتي مو بس انت تحس فيه يعني الزواج مجرد شكل واثبات اني شخص له قبول وينحب مادري بس أنا ممكن احس بإنتصار وهمي اني قدرت اكسب قلب شخص تقدر تمثل انك تحبني لفترة مؤقتة ؟
فتح عينه بدهشة ! تعرض نفسها بهذه الطريقة تبحث عن الحب فقط حتى لو بصورة مزيفة لكن لم يستطيع التعاطف معها كريهه بالنسبة له : امثل لمين بالضبط ؟
تمارا : مجتمع شغلي السيدات اللي يشوفوني دائماً ويرمون علي كلام صرت سامعته مليون مرة وانت لو صرت قريب بتسمعه الحفلات والاجتماعات بعيد عن اهلي لأن الزواج بصورة اقدر اقول عنها سرية
زايد : تمارا انتي قاعدة تغامرين بشيء كبير
تأملته للحظات : مايهم عمي جابر الوحيد اللي يقدر ينهي الموضوع ولو قلت ايه يومين ونوقع !
•بالفندق بعد ما انتهى الزواج وجابر ترك الرياض وعاد لقريته ومستوصفه جلست مقابله ببجامتها : نقدر نبارك لبعضنا عادي !
ناظرها بكره وتقرف : على الأقل تظاهري بالخجل لو ضاع منك
شدت خصلتها وهي رافعة رأسها : مافي شيء أخجل منه لايكون مصدق انه عرس !
زايد : لا هذي مسرحية او يمكن لعب أطفال
ضحكت : يوم كنا صغار مافي عيال بقريتنا كنا نتهاوش من تصير زوجة قايد كان فارس أحلامنا كلنا المسكين حتى عمتي تذكار كانت تحبه ..
لاحظت انها صارت عفوية أكثر من اللازم وهو اندمج من تفاعل يدينها وهي تتكلم هو كان يفكر بأمه وهي أدركت ذلك : وصارت أمك بمكان أفضل تقدر تفكر بنفسك ولو شوي تقدر تعطيها مساحة وتشغلها بشي ثاني غير الخوف ..
رفع عينه ناحيتها قسوتها منطقية وكأنها عاشت معه لفترة طويلة وصارت تفهمه : ماعلينا المهم بكرة في سهرة لسيدات أعمال وفي عرض نلتقي هنا جهزت كل شيء لا تخاف ..
..اليوم الثاني عند تمارا ..
قميص بقيمة عالية جداً جاكيت ينفاسه بالقيمة أو يمكن يغلبه حذاء ماركته سعرها تغلب قيمة الملابس وحزام حتى العطر اختارته هي ذوقها راقي جداً لم يخفاه عقدت حاجبيها بضيق : ليه مارتبت شعرك عند أي حلاق !
زايد : مامداني ماعندي وقت
تأففت شدت كتفه بسرعة دفعته ليجلس على الكرسي غطت كتفيه بفوطة نظيفة وصارت ترتب شعره بالمقص بحرفية عالية جداً توترت من وسامته ومن نظراته بردت أصابعها وبسرعة ابتعدت : الحمام جاهز اخلص علي
هي لم تتكلف بالزينة كالعادة ارتدت ساعتها ورشت عطرها خرج ليشاهدها لم تتغير الشي الوحيد اللي ميز جماله عبائتها فقط
تمارا : خلصت وانت تقيم الشكل النهائي؟
زايد : خلصت .. أقصد أنا خلصت
توترت من توتره هذا صدق انه عريس
هزت رأسها وقالت : تمام اسبقني ناولته مفتاح السيارة وتوتر لا صار يرجف بطريقة غريبة
ناظرته بإستغراب : فيك شيء ؟ ليه ترجف
تجاهل اهتمامها وقال : لاتطولين انتظرك تحتوصل معها لمكان الإجتماع لاحظها مندمجة بالقيادة لم تنطق بحرف لم تعرض عليه القيادة وهالشيء اسعده كثير زايد مصاب بفوبيا غريبة بعد حادث مأساوي خرج منه بفوبيا الفقد وفوبيا القيادة تأمل أصابعها الأنيقة وهي تراقصها بسرحان يبدو انها متوترة أكثر منه ركنت السياة بمكانها بالموقف التفتت له وقالت : عادي الوضع أريحي مو مجبور تتكلف بس مجبور تتكلف في التمثيل والمبالغة بمشاعرك ناحيتي باقي الأمور ماتهم
وصل معها للباب ميل ذراعه ناحيتها بسبب فارق الطول وصلها المعنى الواضح دخل وعاش الدور بسرعة ابتسمت له بعفوية وضعدت يدها بنعومة وهو لف ذراعه رد الإبتسامة ومشى معها بهدوء يجاري طريقة مشيتها انشدت النظرات ناحيتهم وحل الذهول وصارت الصدمة سيدة الموقف كان الوضع بالنسبة لها عادي
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...