هنا الرياض
بيت عتيق ومكانه منذ فترة البيت الجديد لهتاف والغريب عليها وعلى طريقة حياتها ..
انتهت من تجهيزها لسهرة العشاء اللي من تنسيقه تأكدت ان عبائتها جاهزة بعد الكوي تأكدت انها مرتبة وشكلها أنيق وساتر اخرجت حقيبتها واللي كانت من ماركة مشهورة هدية ساري الثمينة ليست الوحيدة ساري وأديب يعاملونها بدلال خاص دولابها مزدحم بهداياهم الثمينة اما عتيق حياتها معه جافة جامدة ويبدو ان دعوة الليلة أول لحظاته اللطيفة اللي ممكن يضيفها لحياتهم الرتيبة
خرجت من الغرفة ليرفع حاجبه وهو يشاهد الحقيبة بإنبهار : ماركات وشغل من ورانا
جلست بنعومة وهي تمسح بيدها على الشنطة : هدية ساري دايم سخي وخيره سابق
عتيق وهو يضبط شماغه من مرآة الصالة : مايقصر اخوي خلصتي ؟
هتاف : ايه مشينا
مسحها بتدقيق كعب مفتوح مريح للطلعات دائم تجذبه نعومة قدمها اخفى انزعاجه من الذهب المبالغ فيه يدها اليمنى تحتوي ثلاث ( بناجر ) ذهب كانت ناعمة لكن مع ذلك منظرها مزعج بالنسبة له ، خاتم وذبلة ذهب واليد الثانية ساعة ذهبية واسوره ذهبية وخاتم لم ينطق سبقها لتلحق بهعلى طاولة المطعم انتهى الأكل وصار وقت خروجهم المكان راقي وأنيق مطاعم وأسواق صارت تمشي معه واحياناً يسبقها بخطواته ليصادف مجموعة من الفتيات أديب ومشهور والمواقف هذه بالنسبة له طبيعية
تقدمت إحداهن : استاذ عتيق ! قرأت كل مؤلفاتك كل اصدار كنت اسابق الكل عشان اظفر فيه
ماكان بوسعه غير يشكرها برسمية معتادة لتنطق : حابة اطلب إهداء منك على مؤلفك الأخير اقدر احط اسمي وعنواني ويوصلني الإهداء ؟
عتيق وقد اعتاد على مثل طلبها : أكيد أكيد
تقدمت الأخرى وهي تقول بعفوية : صديقتي مهووسة بالقراءة لكن من اللحظة هذي يمكن اصير بصفها ، وصلته نبرتها ومقصدها وضح له لكن لم يبالي لتنطق من جديد : هذي زوجتك ؟
لف رأسه صمت للحظات لينطق : قريبتي !
هتاف حدقت بصدمة عينها بعينه وتحكي كلام طويل لكن التزمت الصمت برغبة منها شدت على حقيبتها لتحمر اصابعها غبنة وقهر
مشى وتقدمها بالمشي لتهمس الفتاة بإذنها : لك طلة لفتتني من أول نظرة انتي زوجته وعارفة هالشيء صدقيني غرور الأضواء والناس اللي ملتفة حوله لكن بيلف ويدور ورجعته بالنهاية انتي
الاخرى همست لها : احسه سطحي وخجلان من الذهب اللي بيدينك بس صدقيني أول مرة استطعمه أكيد لأنك حلوة
لتكمل الأخرى : قولي له البنت بطلت ماتبي إهداء اللي مايعتز بقرايبه كيف يثمن الناس الثانية ويعطيهم قيمة أديب عالفاضي
هتاف هزت رأسها بصمت وحديث البنات كان له وقع خاص لقلبها وكيف يلامس جرحك حديث من غريب ويحتضنه وكيف تنتعش بعد حديثه وتحس انه شخص مقرب منك ويفهمك كانت بتنهار داخل المجمع لولا هالبنتين ، عتيق شعر انه يمشي بمفرده قطع مسافة دون ان ينتبه لف ليراها تمشي وراه بخطوات ثقيلة وعينها بالأرض وصلت معه للسيارة ولكن قبل يصعد استوقفه بائع ورد اخذ منه وردة بيضاء لكن هتاف امسكت بها قبل يمدها لها وضعتها بيد البائع وقالت : عطنا قيمة الوردة واعطي وردك شخص يستحق عشان تصير البيعة حلال ..
لف عتيق بإحراج ردت له الموقف السابق لكن بطريقة ثانية !
.
.
غالب وسعيد مضبطه بالبيت والمكان نام وماحس نفسه من طول السفرة وإرهاقها نام ساعات طويلة واستيقظ ليجد نفسه بمكان غريب عن عزبته واغنامه ليستوعب انه مسافر وبمدينة اخرى الآن دخل واستحم لبس ثوب ابيض ولف عصبته بطريقته المعتادة رش عطر خفيف عنده حساسية من العطور الثقيلة والبخور لبس الخاتم ولف سبحته على اصابعه أناقة بسيطة ورجوله صاخبة جسم متناسق وطول شاهق وملامح تميل للحدة سمار ملفت بعد ماصبغت لونه الشمس بسبب مكوثه الطويل تحت اشعتها بالرغم من اجواء الجنوب الباردة لكنه اسمر بالأصل والشمس زادت من صقل لونه وصار ملفت للعين ويشدها نزل من المبنى وصعد للسيارة اشتاق للوانيت لم يعتاد على هذا النوع من هذه السيارات الأنيقة الفارهه بالنسبة له ..
نزل وبنيته يوصل لمكان بنت اخوه يراقب من بعيد مكتفي بهذه الطريقة ومن فترة طويلة لكن الصدفة للمرة الألف تجمعه بهذه الفتاه الكريهه بالنسبة له بالذات ميوعتها يشعر انه نام لسنوات طويلة كان معتاد على شكل ولون واحد للعباية لكن ليه تغير شكلها الآن ؟
البتول وهي تنتظر خروج غزل بسيارتها نزلت تريد استنشاق اجواء الصباح عبائتها سوداء لكن تصميمها غريب وهذا الشيء لفت غالب واستفزه ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...