239-245

286 7 0
                                    

🌻 239 ..

كشر لأنها بنظره بالغت وأسرفت في البكاء : البتول تعوذي من الشيطان وان كانش متكدره أني ماقدرت أشوف تعبش اليوم لش الحق وكل الحق لكن يوم توقفين بكا نقدر نتحاكى
مسحت دمعها ، شعرت أنها أفرطت في الضغط عليه ، نسيت مراعاته، نسيت أنه يمر بأمر هو بنفسه لا يدركه ، حملت نفسها رتبت فوضى شعرها وهو بدوره نهض ، رفع طرحتها دس خصلاتها الخارجة من قماش الطرحة وهي تتأمله ارتخت يدينه والسبب نظراتها المتدفق منها حب كبير يشعر أنه لايستحقه ماذا فعل من أجلها لتخرج هذه النظرات ؟
إبتسمت له بحلاوة وقالت : تقدر تتحمل مزاجي النكدي فترة الحمل والا ما تقدر
إبتسم إبتسامة جانبية : نحاول
: مو زعلانة ياغالب ومايحتاج نفك مواضيع الزعل ماتعودت بحياتي أعاتب أحد ولو نكدتك بدموعي سامحني انا بنفسي مو عارفة ليه صرت بكاية
جذبها وهو يسندها توقف : دام عرفنا مصدر الدموع ذي نقدر على الأمور الباقية
جابر في الممر يراقب خروجهم اشار لغالب اشارات صامتة بمعنى وصلها للسيارة وارجع هنا
وبالفعل دس جابر وصفة الصيدلية بيد غالب بعد مارجع له : هذي فيتامينات مهمة للحامل وانتبه لها ياخوك وضعها حساس
: ابشر ابشر بوديها البيت وبروح المحافظة اللي حولنا اخاف عليها ياخوك يرجع معها اللي صار اليوم مرة ثانية
ابتسم له جابر : تطمن ماعليها شر
خرج وهو مستغرب من نفسه كيف يحمل كل هالخوف بداخله من أجلها كيف احترق قلبه بعد ماسمع أنينها وهي مسنده رأسها على كتفه كيف اخترق وجعها روحه تأفف من تساؤلاته وصل للسيارة ورمقها وهي ترتب طرحتها تحرك بها للبيت وهو يحاول نفض افكاره المتشابكة ..
.
.
فتح باب بيتهم الجديد وسلافة سبقته ودخلت إنصدمت من ترتيبه ، حتى الأشياء اللي في شقة الرياض نقلها هنا ، شعرت أنها تنتمي لهذا المكان لأن الفرح تدفق بداخلها بعد ماقالت : مانسيت شيء كل شيء نقلته هنا
رمى مفاتيحه : خلاص بيتنا رسمي والا تبغين أنقل الرياض وتبقين لحالش
كشرت وهي تتجه لمكينة القهوة: ماقصدت بس فرحت يوم نقلت أبسط الاشياء لهنا يعني حتى كوبي ذا كنت ناسيته وأنت تذكرته
لفت لتشاهده ، غاص بنومة عميقة وترك ثرثرتها رحمته لأنه مجهد أكثر منها ، تنقلت بالبيت بسعادة كبيرة ، دافئ وصغير ، صحيح أنه قديم والغرف اللي فيه صغيره لكن راق لها كثير ، خصوصاً الحوش الصغير والأشجار اللي فيه ، بساطة أهل القرى مطبوعة تفاصيلها بزواياه ، مشبعه بدفا لذيذ تنفست براحة ، انشغلت وهي ترتب كتبها وأشيائها ..

مرت دقائق طويلة خرجت فيها للحوش ملتفة بوشاحها الثقيل إنسجمت مع كوب قهوة وكتاب شعرت بيده تزاحم إندماجها بعد ماقفل أوراقه وهو واقف خلفها نطق : والحين وش شفتي بين السطور حب والا عتاب ؟ والا غزل يغث ! آه منهم الشعار مكذبهم (ياكذبهم )
ضحكت من تهكمه لينطق : ليه ماوعيتيني ؟
لاحظت أنه مرهق ومع دلك يضغط نفسه ،
تبتسمت له : أديب متعودة أبقى لحالي وأسهر لحالي روح كمل نومك
حك راسه بحرج : تعودت أرقد على صوت التلفزيون والتلفزيون اللي هنا قديم
ناظرته بحنان لأنه كان بريء بشكل أجبرها على الإبتسام قرب بحذر ليضع رأسه على أرجلها رفعت يديها بطريقة تلقائيه لكن دس رأسه بأطراف وشاحها ليهمس بنعاس : ماينفع أديب يسمع له قصة ؟ زكاة اللي تشوفه عينش وتقراه سمعيه لرجالش اللي عجز الليلة ينام
مررت أصابعها وخللت شعره بنعومة ، أغمض عينه وهي قالت : كان ياماكان في الماضي القريب
صعب أسميه ماضي دايم الماضي مرتبط بذكرى حزينة أو موقف صعب وأنا الشيء الحلو أحب أعطيه حقه وإسمه اللي يستحقه
إبتسم وهو في نعيم الآن ، وشاحها وصوتها وحكاويها اللي مستحيل تكون من ضرب الخيال لأن صوتها وهي تحكي القصة مثقل بنشوة لا مثيل لها بعد ما أسهبت بالتفاصيل اللي سرقت نعاسه ، بنية سمراء أبوها سماها الأميرة وحتى وهي تركض ورى غنمه بثوب قديم يناديها الأميرة ، الأميرة الجميلة اللي بيوم بتضحك لها الدنيا
: وضحكت لها الدنيا؟
ضربت كتفه وهي تضحك : لا تقاطع
كبرت وحياتها ماكانت على الكيف كانت على هوى غيرها لين جا فارسها وصار يحكّمها على أبسط الأمور ، خلني أبسط الحكاية

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن