110

214 7 0
                                    

رمقته بصدمة وجلست من جديد على الصخرة ليكمل : انتي حزينة ان سهم صار معتد بنفسه وعارف طريق النور بدون دليل يبالغ بعطفه لقى الدليل بدون عطف !
البتول : لااااا ، والله لا
نبررتها أسكتته إجباراً ، لأن نظرتها أصابته في مقتل عيونها وهي تحاول تجمع جواب شافي لإتهامات بدون دليل قاطع جمعها ليرميها بصوت قاسي تدرك أسباب سهم قالت بنفس النبرة
قالت بنفس النبرة اللي ثورت براكينه من جديد : سهم لو ماكان بأوج حزنه ماهرب سهم وصل لمرحلة الإنفجار يبكي عادي لو يسمع نبرة حنونة والشيء ذا يشوفه صعب بحق نفسه سهم بأقصى مراحل ضعفه بس راح مايبغى يوجعني كيف تقول حزينة لأنه صار معتد بنفسه منى عيني اشوفه يوصل للمرحلة هذي
غطت وجهها بكفوفها وهو شد قبضته لأول مرة يكره فيها جلافته خدش بسببها قلب صار يعني له أو على الأقل عائد له ، فجأة لامس أرجلها بكفوفه الصلبة صار محاذي لجلستها : البتول لو تحبين نروح مكة وتشوفينه بنفسش والله اني ما اقول لا
مسحت وجهها الباكي بطرف طرحتها لتهز رأسها وهي تعرف انه مرهق من نظرات عيونه: لا خلاص يكفي تطمنت عليه على الأقل يبكي بغرفته رحمة لنفسه ضغطنا عليه كثير ما نبغى نضغط أكثر
هز رأسه مستغربة من تعاطفه ومن وجهه اللي لان وصار يتقاسم معها قلقها ومخاوفها مستغربة من جلسته بالقرب منها ، هو أقصى شيء يقدر يتعاطف فيه اذا شاف دمعه يغمض عينه او ينسحب ، اليوم توسع الوضع وحضن كتفها، هذا التدفق الطفيف يكفيها في الوقت الحالي ابتسمت بوجهه وبحلاوة مبالغ فيها نطقت بعد ماضمت كفوفه بيديها : تعبتك اليوم وصدعت راسك
هو ماميز ولا حرف انقال على مسمعه انشغل وصوب كل انتباهه لهذا الإحتضان صلابه يدينه السمراء محاوطتها بغيمة من البياض وبالفعل حلاوة قطن اسم على مسمى سماها سهم واستنكره واليوم هذا الحضن اثبت انه مسماها الصحيح نهض لتنهض هي سقطت طرحتها والنسيم تهادى لشعرها خلل انسامه من بين خصلاتها العسلية ، تمنى لو الهوا ينثره وتكتمل الصورة بعينه صارت مطامعه جلية وواضحة لكن اكتفى بالنظر لأن بخاطره تمتد يدينه وينثره على نحرها وتتحقق مطامعه ..
.
.
ملكة هذا أنا قايد، أكلمك من رقمي الثاني
شدت على الجوال : هلا قايد ، طولتو بمكة وبإحراج أكملت تحاول تلطف غياب صوتها وتدور له عذر يليق : ماهو تجاهل مني ضيوف ابوي ما يوقفون ومجلسه مايفضى وانا ما القى وقت حتى اكلم فيه نفسي
ابتسم من بعيد ، بينها وبين إبتسامته مئات الكيلوات ومع ذلك شعرت بحرارتها تتسلق لصدرها اللي فاض الشوق منه ، مستغربة ان غيابه ولّد كل هذا الشوق، مستغربة أن صوته الآن مسح التعب ومسح ساعات قضتها قدام باب المجلس وهي تحاول تجمّل أبوها قدام ضيوفه ، مسح صوته اللهوف كل هذا التعب ، هو مستمتع حتى بسرحانها وصمتها مع صوت الأنفاس داوى لهفته :وأنا انشغلت بمواعيد أمي والشغل المتراكم بمكة قربت أخلصه أشتقت أشوف عيونك راجعين بعد يومين !
هزت رأسها وقالت : انتظركم ، وكلامه اللطيف مدسوس في فوضى كلماته المتقاطعة ، لم تستوعب بعد ليقاطعها : تفقدي البتول وادري انك ماقصرتي " انتبهي لقلبي" انتبهي لها صوتها قبل امس ماعجبني ..
ملكة بطيب نفس : ان شاء الله وهي مشتاقة لكم أكثر مني
ومن جديد وكلامه اللطيف المدسوس في ثنايا حديثه لم يصلها بعد ،، ومع ذلك يشعر بالرضا داوى لهفته ونثر بعض الشيء ، تاق قلبه لرؤية عينيها لوهج ملامحها المتشرّبة بجمال خاص هو متمسك و لازال وهي تحاول لكن بداخلها إصرار طفيف على موقف الهجر ومع ذلك راضية بمرحلة التعارف يمكن يتغير موقفها !!
.
.
وطافت الليالي وأيام رمضان تمشي سريعة مشى الكل بركبها واليوم صار عيد ..
نثر بهجته على القلوب المكسورة وحلته البهية تفرض نفسها ، الكل يصير له نصيب من الأُنْس
زينة العيد منتشرة بزوايا بيت ضيف الله
ساري غايب والسبب رهاف..
البقية حاضرين والفرح يحوف قلوبهم من كل الجهات ...
غزل ونقوش الحنا مزينه كفوفها فستان مورد قصير تدري انها بتنال من نظرات جدها ومن صوت صفية الغضب الكثير ..
هتاف بعد ما انسحب ضيقها ووضعها المريب وصارت بنظرهم طبيعية ، قررت ترجع لوعيها لأن إعترافات عتيق كانت ثقيلة ومقاومتها بدت تضعف قررت ترجع للهروب وللواقع أسلم لها ولقلبها تزينت بثوب صافي لأنها بتحضر جلسة العيد الصباح مع العائلة ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن