93

220 8 0
                                    

قاطعها ببرود : اي عزايم و رمضان بعد يومين؟ خلصينا جهزي كل شيء ومثل ما اتفقت مع سهم جددت قسم كامل في بيت عمتى على مايجهز البيت وننتقل له
قربت منه وبتوتر رمقته : وليه ماقلت لي ؟ انا اللي بروح معاك مو سهم ليه ماقلت من بدري بموضوع السفر ذا وكثير اشياء ماتكلمنا عليها
تأفف من ثرثرتها : خلاص تكلمنا !
كان بكل خطوة يتحرك تمشي وراه خطوة صفاء عيونها وهي تسبلها وفمها تحت تأثير العبوس وتفاعلات وجهها كانت بالنسبة مبالغ فيها : غالب لازم تحطني بالصورة دام تزوجنا مجبور تتحملني وتتكلم معاي مو تعطيني ظهرك
لف وبحدة نطق : قلت لش خلصنا وش تبغين نتكلم عنه ؟ سفرات شهر العسل ؟ يالله ابكي على حظش طايحة برجالن يحب الحلال ومقابله اكثر من مقابل وجيه الناس انا يالله متحملش قدامي
ارتجفت وتراجعت بصدمة : بس خلاص لا ترفع صوتك و لا تناقشني وانت شايل بقلبك ماعرف من ايش زعلان انا غلطانة لما قلت نتناقش
تحركت للشباك الطويل وهي تزفر وهو يستغفر بصوت منخفض فقد السيطرة على نفسه هذا الوضع الخانق مهلك بالنسبة له قرب من الباب ولف لها ثابتة بمكانها عينيها امتلأت دمع ، إحمرار طفيف غزى وجهها وعنقها وأذنها زمت فمها وهي تمنع بكائها لكن خانتها الدموع صد وهو متضايق من هذا الحال خرج وتركها تبكي براحة

قبل رمضان بيوم ..
قرب يأذن المغرب وحسناء تركض في مكان واحد ماجد غايب من ساعات وهي على أعصابها خرجت لمكان الدكة فار غضبها لم يشعر أحد بغيابه بصوت مهزوز نطقت وعينها على جلستهم : ولدي قرب الليل و ماجا ولا واحد فيكم ضيّعه
غزل وهي تراقب اهتزاز حسناء نطقت بلا مبالاة : والله انتي امه و انتي اللي مكلفة تراقبين وتسألين مالنا دخل وأمه موجودة
تذكار وهي تحاول تحتوي الموقف وتهديه لكن زادت الطين وهي تنطق : طلع بدبابه من قبل العصر
لم تمهلها تكمل حديثها ركضت لعبايتها رمتها على اكتافها وعينها على جود صرخت بغزل الباردة : اختش بأمانتش
خرجت من البيت ركضت بكل الاماكن اللي تذكرها بهذه القرية لكن لا أثر جن جنوها وعادت للبيت خاوية القلب واليدين نزعت نقابها وسط نظراتهم وفضولهم بدموع وأسى ويأس: ولدي راح مني
نزلت تمارا وهي تركض بعبائتها ؛ ماجد بالمستوصف طاح من الدباب فجأة اختل توازنها مسكت غزل يدها وهي ترمق ذعرها بإستغراب لتنطق : خلاص جود عندش انا بلحق امه
ركضت خلف حسناء وتركت جود عند تمارا .

بمستوصف القرية ماجد تحت المراقبة انجرح جرح صغير ، الضربة خفيفة والأذى كان طفيف الأذى الأكبر ناله قلب أمه وهي تعبر الممر وصلت بها أقدامها لباب الغرفة تصنمت بمكانها وهو مغمض عينه لا أكثر كانت تظنه فاقد للوعي ، شدت طرف عبائتها جمعته وهي عينها على مكانه ثابته خطواتها وجابر واقف عند راسه بهت من منظرها كان يدمي القلب شعرها منثور وفمها مفتوح تحاول تلتقط فيه نفس ينقذ إختناقها عنقها مبتل يبدو انها ركضت مسافات طويلة وهي تبحث عنه
جابر : ام ماجد
ماجد قبل يسمع عمه وهو يناديها اقتحمت قلبه رائحتها ظن انه تحت تأثير حلم واكمل غفوته سبق أمه وسبق صوتها وهو ينادي بصوته
المرهق : أمي أنا بخير والله بخير حتى تعالي شوفي بنفسش مافيني شيء
واقفة بنفس مكانها كانت دموعها تنقذها إذا الأذى طال صغارها كانت تتحرر من اختناق اشهر طويلة لو لو شاهدت خدش صغير او ضربة خفيفة كانت تسبقهم وتبكي مابها الآن تمنعت حتى بحضور وجع صغارها ؟
جابر مشى ناحيتها مدت يدها شدت ثيابه وعينها على وجهه البارد : لا تكذبون علي لا تكذب ياجابر دايم تقول الصدق لو هو ثقيل ويكسر لا تكذب هالمرة طالبتك
دنق من صوتها المستجدي وانكسرت نظرته بدت تضعف رخت قبضة يديها واسندت رأسها على صدره رفع يده وضم كتفها ضمه خفيفة نطق برحمة خرجت ارغمها وضع حسناء وانكسارها : قربي وشوفي ولدش بخير ضربة خفيفة وطلع منها سليم
صارت تجاري خطواته بوهن تمكن منها هو صار بهذه اللحظة سندها وقوتها وصل بها لسرير صغيرها ابتسم لها ومد يده لجيوبه استخرج هديته الجديدة وهو يضحك : رحت لقرية ثانية العم يقول مخلص من دكانه
خرجت شهقاتها على مسمع جابر وانحنت لماجد ضمته بقهر من نفسها ومن موقفها السابق اللي تسبب لطفلها وآذاه : حبيب ماما وعيونها ما ابغى من الدنيا هدايا مابغى شيء وانت موجود كنت بتروح مني
ماجد حاول يقوي نفسه بالرغم من رضوض جسمه كسور أمه بليغه وتدخله واجب نهض من مكانه ودس رأس أمه بحضنه : المفروض انا اللي ابكي هدايا جودش دايم تبكيش وتكسر قلبش ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن