شرحت نفسها ونظرته عنها وقصته معها وصده وهجره واستصغاره لها وكل كلمة قالتها كانت تشده وكأنها سرقت نص من مكتبته ودونت اسمها عليه لكن الصياغة كانت تشابهها صدمته وهي تزيل الستار عن هتاف اللي شكلها بداخله لتظهر له شخصية مختلفة تماماً
نهضت وهي ودها تنهي الحديث وضعت يدها على بطنها : يوم اضمن ان صار هنا شيء عايد لي ويعوضني عن تسع سنين باهتة كانت تحت جناحك يوم اضمن انه غرس روحه هنا روح الله يستر عليك تزوج ودور لك حياه بدوني !
قبل تغادر المكان وصلها صوته الساخر : بتكملين التسع سنين بطريقة مهينة كيف ترضين تبقين تحت جناحه وهو مايبغى حتى القرب
اقتربت ببرود : ببساطة القرب ذا بيلسع قلبه القرب ذا مهين له
شدت سترته وهمست وهو تبعثر من هذا الإقتراب الخطير بالنسبة له : حط ببالك ان الخلاص مني له ثمن والثمن ذا بتصير تركض وراه حتى لمسة صغيرة بتركض وراها
تحركت بعد مابعثرت أوراقه بالكامل ليته صمت ليته خرج من حياتها بصمته السابق ليته ابتلع سره لأن ردها كان أقوى من حديثه اللاذع اللي خمن انه ممكن يطرحها مريضة ولأيام لكن انصدم بالفعل !
•بالدكة تمارا متعكر مزاجها من الشبكة الضعيفة لها فترة طويلة عن أخبار حرير حتى زايد توقفت عن ملاحقة أخباره تحول انزعاجها لرواق وماجد يشاركها الجلسة بشكله الجديد بعد ماتفننت بشعره وفت بوعدها وصار مقابلها بشكله الجميل : كيف انبسطت على القصة ؟
ماجد : حلوة بس جود احلى مني من اليوم وهي ترقص بشعرها
جود ببجامة بيضاء ثقيلة كانت تقفز وتتراقص ضحكت وبوجود اخوانها هنا صارت تقضي اغلب اوقاتها معهم لحظاتها الباردة وسرحانها وكل مشاعر الترقب اختفت وهي تعيش ترقب جديد معهم خصوصاً جود : متحمسة للأشياء اللي طلبتها أديب بكرة جاي وحرصت عليه يجيبها شدت مقدمة شعره بمرح : وترى طلبت لك لاتخاف
حضرت حسناء وهي تتفقد بالنظر عيالها لاحظت تغيير طفيف بشكلهم واكتشفت السر بسرعة لكن ماجد قطع استغرابها وهو يقول : تمارا
تجاهلت تكملة حديثه وهي تنادي جود بحدة لأنها افسدت ملابسها من جديد شدت يدها وهي تأنبها بحدة : كم مرة قلت الطين لا قدامي للبيت يالله
قفزت جود وهي تهرب عن امها خلف تمارا اللي انكسرت من كسرة خاطر ماجد تحفز غضبها وهي تشوف حسناء تناظر الولد بحدة : وانت باقي جالس ماتحركت ؟ يالله شيل اختك وقدامي ما كأني وصيتك تحرص وتراقبها قوم اشوف !
فز ماجد وحمل اخته ونزل من الدكة وعينه بالأرض وتمارا صامتة تراقب الموقف بلا تدخل السبب اللي منعها أثر ضرب جابر لم يختفي بعد لها مدة لكن الأثر موسوم اسفل خدها وبشكل مؤذي ويبدو انه جرح لم تعتني به وصار بقعة بلون غامق وواضحة للنظر ويبدو انها تعاني كبت غير ضرب جابر لأنها تفرغه بطريقة مؤذية لأطفالها بدون لاتدرك اختفى ماجد وهنا نطقت تمارا : ماعرف وش ظروفك وش الشيء اللي يصير يوم يتقفل الباب عليكم بهذاك البيت اشارت لبيت جابر واكملت : لكن اعرف ان الصغار ينخدشون حتى من النظرة تثبت بقلوبهم ولسنين وتكبر معاهم حطي ذا الشي ببالك
حسناء تحركت بصمت ذابل وهي تدرك معنى كلامها عاشت خدوش وجروح عميقة وجراحها كبرت معها هي تتعامل مع ماجد بطريقة يفهمها والسبب معروف ويعرفه هو لكن اثقلت وبالغت ماجد اوجعها كثير هي سخرت كل سنينها حتى لو كانت مشوهه من الداخل خرجت بغلاف زينته بطريقتها هي ولأجله وهو بنكرانه خلع هذا الغلاف وظهرت الخدوش للسطح هي تقاوم لا أكثر
زفرت تمارا وغزل حضرت نصف الحوار وتذكار خلفها
غزل بضيق : قد حذرتش وماتسمعين شوفي حتى أمهم مو عاجبها الوضع
تمارا بحدة : مايهمني وبيني وبينك كنت احاول ابعد واتجاهلهم بس ماقدر ماتحمل يوم اشوفهم قلبي مايطاوعني خصوصاً جود
غزل بضيق : هم مالهم ذنب بس قلبي مو راضي يقتنع
تذكار قفزت وتخطت كل المواضيع
وقالت : تتوقعون امهم كم وزنها ؟
تمارا كتمت ضحكتها وغزل ماتحملت لتكمل بنفس الأسلوب : تدور ثيابها بقسم الأطفال ويمكن حتى بقسم الأطفال ماتحصل قياسها
تمارا لاحظت نحافتها الشديدة وهي تضحك تجاري مرح عمتها : والصراحة اسم على مسمى حسناء حتى الحزن اللي بعيونها لايق عليها عيونها تلمع وصااافية وفمها رهيب احسه يتشارك مع عيونها قصة لأنها تحركه بطريقة غريبة
تذكار وهي تسكب الشاهي : تتدلع يعني
ردت تمارا : لاااا يوم تجمعه وتناظر بعيونها تصير الصورة تجنن
غزل وهي تتغطى ببطانيتها المفضلة
بالدكة : ماشاء الله رسمتيها رسم
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
Ficción General.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...