211-217

274 7 0
                                    

🌷 211 ..
ابتسم : تغفى عينه على حس دافي مثل نسمة تمر على الروح ومستحيل تضرها، أقصر مشاويره بين قلبه وبين روحه ، يحسب مليون حساب لهفواته ولنبرة صوته ، أتركينا من كان وصار خلينا في المهم
البتول أنا أرسلت مع جابر رضاوة تسلي فيها ألين أعود !
قفزت من السرير وبصوت مفجوع : غالب حبيبي غالب غالب
قفل الجوال وقهر عتيق تلبسه وصار يشارك عتيق نفس الشعور وكن خطواته اللي يخطيها كنها على قلبه ، رفع يده بطريقة دفاعية وهو يتحسس خطوات قريبة منه نزل الآخر لثمته وقال : الليلة دربنا واحد وحتى وأن طال أنا معك في شره وخيره
: قايد !
: لاتجادلني تراني لقطتكم وتجسست على أوضاعكم وسمعت كل شيء وأنا واقف قريب من عتبة بابكم ، اللي يمس عتيق يمسنا جميع
لن يجادله شعر بنوع من الراحة بعد ماوجد رفيق لرحلة الهلاك هذه رفع رأسه وقال : تشوف الردية وهي مشرعة بيبانها لضعاف النفوس ؟
قايد وهو ينظف مسدسه هتف : اللي تهون عليه أرواح يهون عنده كل شيء
رمقه بحده لينطق قايد : وصلني كل شيء كلمت جابر قبل اجيك هنا ..

قايد بعد ماقطع أديب طريقه قبل يخرج لقريته وجد مهرب آخر بالقرب من غالب لأن ملكة بدت تقهره أو بالأصح وبالمعنى الأدق بدت تحكره في زاوية ضيقة جداً ، هذا الإختناق يشعل غضبه الخامد ، ملكة أقفلت كل الأبواب وتمردت وهو بالمقابل أنهى آخر محاولاته ، أفلس من الشغف والرغبة القديمة تلاشت قرر يبتعد وهذا الإبتعاد أسلم له هو ..
.
.
بيت ضيف الله رجعت له الحياة
الكل منتشي ونال صدره من السعد الكثير خصوصاً بعد عودة حسناء وملامح الراحة تكسو محياها كانت جالسة بمنتصف الدكة وجود غافية بحضنها وتمارا تتأملها بندم كبير موقف العيد ماغاب عن بالها حسناء أيضاً تشاركها نفس الندم
حضرت هتاف وهي تحمل صينية المعمول وعلى وجهها أعذب ضحكة منتعشة بعد إعترافات عتيق وبعد حملها نطقت بحلاوة : وهذا المعمول على شرف جية ست الحسن يا حلاوتش ياحسناء رجعتش ردت منها أرواحنا
ابتسمت حسناء وهي تشعر بوخز كيف إبتلعت سر كبير وقاهر بحق هذه الصافية ، لكن هي نفسها متضررة نطقت : والله اننا بالزين مانجي إلا من بعدش ومبروك الله يسهل عليش
لفت لتمارا وقالت بنبرة مترددة : والله يخلف عليش واللي صار كله خيرة
إبتسمت لها تمارا ولم ترد أما غزل لم تنطق بشيء منشغل بالها بمذكرة من مذكرات سهم ، كان مسميها غزل بنت ضيف الله ومقفلة برقم سري خمنت كل الأرقام لكن فشلت ، كانت منشغلة أيضاً بتأمل جمال حسناء المريح شعرها المنتثر على خدها وهندامها الرقيق وملامحها اللي غزت الراحة بعد مدة طويلة إكتساها البؤس والوجع والإحتياج إرتفع صوت جابر وهو ينادي ياولد ، لاحظت كيف تبدلت ملامحها بصورة أكبر وكيف تحفزت تعابيرها كانت تنكمش وقت تسمع صوته والآن تقاوم اللهفة وهي تتوسطهم نادى جابر بصوت عالي : حسناء ، حسناء
قبل كان يناديها بأم ماجد وتقدم وهي متخوفة مثل المذنب اللي متوقع حسابه ويعد خطواته قبل وصوله ، قفزت ناحيته وهو تهلل قلبه لقدومها ، ثوب أبيض قطني متوسط الطول ووشاح ثقيل رمادي اللون وشعرها يلاعب خطواتها بتمرس أنثوي أزاحت خصلاتها خلف أذنها وقالت :هلا جابر
نطق : عمتي اليوم عازمة جاراتها
قاطعته وهي تشوف تعابيره كيف إنقلبت ربما عادت له ذكرى قديمة لأنها تعيش الشعور ذاته : ايه قالت لي وبيني وبينك ياجابر ودي أستانس وألبس لي ثوب جديد وودي أحط حمرة ودي بعد يشوفون الذهب علي
حضن يديها بكفوفه ، رق قلبه رق وهو يشوفها متلهفة لكل شيء إنحرمت منه سابقاً لينطق بصوت حاني بدت تتعود عليه وتألفه بعد ما ازاح خصلاتها المتلاعبة : سوي اللي في خاطرش ولو فيش شدة ارقصي راقصي الدنيا واضحكي
مسح طرف شفتها بيده وقال : ولو سمعتي طرف هرج والا ضيقو خاطرش والله لضيق خاطرهم وأبكيهم لو تحبين
لمعت عينها وتقوس فمها وهو قال بعد ماكشر : أنا قلت أبكيهم هم ليه أنتي تبكين ؟
زاد الدمع وهي تقول : تحسفت على السنين الفايتة
قاطعها وهو يتراعد من الداخل ، من إنهزامها بعد ماشد رأسها لصدره قرب رأسها من فمه : لو بيدينا محينا كل ذكرى تغزّ قلوبنا وتزور أوقات السعد وتنغصه ، لكل واحد ذكرى تزاوره وتهدمه بعز أفراحه بس ياحسناء أبسط حقوقنا نفرح ندور للفرح ونتمسك فيه مع الوقت بتغيب أوجاعنا القديمة ، يوم نعطي الرضا والفرح فرص كبيرة بيتوسع وبيمر كل ذكرى حزينة وبياخذ مكانها
هدأت ثورتها بصدره والسبب كلماته اللي تدفقت في حضرة دموعها : صدقت ياجابر ذكرياتنا بقلوبنا ماهي بيدينا ، لكن اللي بيدينا الفرح والرضا لو نتوهمه بيصير مع الوقت واضح وحقيقي وبيصير منا وفينا ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن