168

212 5 0
                                    

يستفز كل شعور قدر يخبيه يستفزه ويخرج بصورة تلقائية ليجد نفسه الآن ومثل كل مرة يزاحم وجعها ويلم ضلوعها داخل ضلوعه يخبيها عن التعب داخل صدره ..
إمتدت يده لرموشها الغافية لتفتح عينها بدون أدنى تفاعل تتأمله بشرود فز له قلبه
الرفق اللي في نبرته وليونة لمسة يدينه وهو يمررها على كفها يوم همس وقال : هتاف
قفز قلبه من ضلوعه تحرك من مكانه الساكن وهو يشاهدها تناظره بالشرود القديم بالتعابير القديمة المرتبطة بوجع القرية !
كان يظن لو أبعد بها لمكان ثاني بتقبل عليه برضا وبحبور ويمكن تتقبله وترجع تسرف في مشاعرها ويتركها وجعها له ، لكن صار الضد وغاب وعيها من جديد وهنا ! سرقها التعب أخذها منه ، أخذ وعيها وأخذ راحته ، نال منهم وباغتهم بلحظة ماكانت على البال ولا بالخاطر ، حمل رأسها وضم شرودها لقلبه المخذول وهتف : رجعنا للدروب اللي مانواطنها ! أخذك الوجع مني وأنا قدامه قليل الحيل ..
صارت تأن وخالط صوتها صوت وناته قليل الحيلة وكثير العجز ، رهين الرجفة حبس دمعته وهو بين جدرانهم الصامتة ، وهو محتضن جمودها وشرودها عجز يبكي إرتفع صوتها وصارت ترجف وهو مثلها من العجز خارت قوته أفلتها خاف تموت من شدة إحتضانه لتفقد الوعي للمرة الثالثة في يوم واحد فقط !
.
.
في الجهه الثانية ام رهاف بعد ماقررت تحضر زواج بنتها وزفافها من مانع قررت تتصل بعتيق بعد الزواج وتنهي كل شيء وتعترف حلفت أيمان ماترجع للقرية دام رجوعها مرتبط بوجع إبنتها ، ايييه اليوم في قرارة نفسها وكل يوم تعترف بالذنب اللي اقترفته بحق هتاف لكن اللي صار من أجلها " غاية " إسمها ام رهاف وهتاف ، بسبب شريفة اقترفت أشياء كثير ولأنها وببساطة كبرت معها في نفس البيت وقدرت تتحرر منها بعد سنوات لكن شريفة لايمكن الخلاص منها !
.
.
وها هي ملكة تستعد للسفر من جديد حنّت للقرية وبساطة شعورها هناك، وجود البنات يخفف من لوعة الوحدة ، متعبة من التفكير ومن سوء تغذيتها ومن عدة أشياء واجهتها هنا خصوصاً بين جدران المستشفى بجانب أبوها ..

سمعت صوت الجرس وبسرعة فزت ، تركت كل شيء وركضت للأسفل ، أكيد هذا قايد ماعادت تستغرب لهفتها صارت راضية فيها وسعيدة وهي تحس أنها متلهفة حتى لطاريه ولزوله صار يبخل بحضوره ومع ذلك راضية ، قليله كثير ومشبع نزلت بخفة فتحت الباب وعيونها تشع ولهفتها تسابق صوتها ونظرتها
قايد !
دغدغت قلبه علامات السعد الواضحة على وجهها ونظراتها ،
قليلاً من الغرور لايضر !
قرر يتظاهر بالجمود ويثبت على بخله
لاتنطفي النظرة عشاني قاومي قاومي !
وبالفعل قاومت لأن نظراتها نابعة من شعور متدفق غلبها وغلب أسوارها ، توسعت مقاومتها وإبتسمت بأريحية ، نبتت بجانب الذبول وردة بثت نسيمها الصافي وحاوطتهم اثنينهم ، عبقها كان كاسح لأنه بالكاد قاوم بهجته وإرتياحه ظهرت علامات الرضا بدون لايظهر صوته وهالشيء كافي هتفت ببهجة :لا تطول وأنت واقف
شدت يده ومعها شدت عروقه المتصحرة، وردتها اللي غرسها الرضا بجانب فكها إمتد أثيرها لروحه نبتت أزهار وصار الذبول اللي إستوطنه أرض رحبه أزهرت ضحكتها وتشعبت عروق نبتتها وعانقت عروقه الذابله ليزهر هو ..
: قايد لاتهاوش ولا تزعل

رفع حاجبه بدت له أريحيه أكثر من السابق لايدري لما داهمته ليلة الفستان الأحمر ليلتها كانت مشبعة بعفوية مستحيل يتناساها أكملت : رحلتنا للجنوب أنا وأبوية بعد ساعة ونص !
هنا ماتمالك غضبه بسهولة تقدر تعكر صفوه وينقلب كل شيء بسلاسة متناهية هتف : أنتي مصرة على المواقف القديمة مصرة تثبتين أني شخص زائد ولا له مكان بحياتك !
قاطعت غضبه بعد مابسطت كفها على فمه ليصمت لترتفع أنفاسه كانت مزيج من الغضب والمقاومة حضورها بالنسبة له قاتل يهدد سكينته تضرب أوتار قلبه بثورة يعجز يسيطر عليها ليظهر قايد المحب المتمسك ، قايد اللي دايم تفضحه رجفته ، تفضحه نبضاته ، تفضحه مقاومته ، وبالفعل حضر الحب ، حضر ببصمته سيطر على الموقف بسطوته، حضر في حضرة حضورها القاتل شد خصرها وجذبها له التصقت ملامحها بملامحه إختلطت الأنفاس زاد اللهيب وصار الوضع مزري بالنسبة لها حاصرها بقبضته حاصر خصرها بتملك العاشقين ،،
حاصر أنفاسها بأنفاسه لأول مرة تسقط مقاومتها في حضرة قبلته الصريحة ، بعد ماكان يسرق له عشرات القبل في الخفاء اليوم صارت في العلن وشوقه الفاضح سبق لهفته بث أشواقه مع أنفاسه المتعطشة وتلاحم الشوق وصار اللقا بلحظة غضب غير متوقعة !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن