45

231 9 0
                                    

غالب الصلب عند غزالة يختلف وضعه لاحظ سعيد وقال : أنت واخوانك تصيرون ألْيَن من الماء عن ذا الفرخ تصير سمح وحنون عند طاري الغزالة
غالب غطى عيونه بغترته وهو يتذكر رجعته بعد الحريق هو بالأصل لم يسافر لكن اختفى عن الأنظار بأرضه البراح جنب عزبته ويوم سمع بالحرق تخلى عن أرضه وركض لأهله اختفى عنهم اربع سنين ورجع لكن لم يستقبله أحد !
غزل الوحيدة اللي ركضت وعانقته غزل الوحيدة اللي ربتت على كتفه استقبل مواساتها بينما البقية كانو ينتظرون إشارة من ضيف الله لكن إشارته كانت مهينه بعد ماتجرد من الحزن وتلبسته

القسوة : المكان اللي جيت منه ارجع له اللي يكسر كلام اهله ماله بينهم مكان أحسن الله عزانا في اللي فقدناهم وانت منهم !

سعيد لاحظ سرحان غالب تأكد انها الذكريات نطق وهو يريد جذب انتباهه لهنا ولواقعه : دامك متخبي عنهم وش اللي بيتغير وانت تراقبهم من بعيد
غالب ببساطة : انت تدري ان كل شي بسبب غزالة يختلف بروح اتطمن من بعيد انها صارت بخير وبرجع اراقب علومهم من بعيد مثل العادة
سكت سعيد وهو منشغل بالشاي حرك الحطب بيده ورأيه لن يغير شيء وغالب لن يتخلى عن مراقبة عائلته وإن أقصته ...
.
.
عودة لزايد وتمارا

زايد : بتنزلين معي؟ كلها دقيقتين وراجع مايحتاج !
تمارا كان ودها تنزل لكن لاحظت عدم تقبله لوجودها معه بقسم والدته قالت : أنتظرك لاتطول علي !
راقبته من بعيد وسيم بشكل صارخ دائماً يلفتها ذوقه تأكدت ان الذوق يتفوق على المال بمراحل تنهدت اليوم اثقلت العيار كعادتها معه تعاطفه اللي ظهر لها ومشاركته لحظتها تعني لها الكثير قررت تكسر الحاجز وتنزل وتبادر هي باللطف رتبت شعرها واخذت نفس عميق متوترة لكن وقفته اليوم تستحق المغامرة نزلت لتلحق به ..

طولت اليوم خفت عليك
زايد بحنان لأمه نطق : لاتخافين كنت مع تمارا وماحسيت بالوقت
امه بتلاعب مرهق : صاير تتكلم عنها ولسانك ماينطق غير تمارا ومواقفها
رفع حاجبه وتمارا توقفت خطواتها فجأة خلف الباب ودها تسمع رده وليتها لم تفعل !
زايد : والله أنا ياالله اتحمل نفسي وانا حولها احس اني كريه وانا احاول اصير لطيف قد ما اقدر وما ابين اني قرفان ومخنوق
امه بصدمة : قاعد تبالغ لا تقول شيء تندم عليه
زايد وهو مستمر بلا مبالاة : ما اقدر يمه ماقدر احط عيني بعينها شينة وجه وفوقها شينة اطباع ومن وساعة الوجه طالعة بوجهي كل وقت
تمارا ارتطم ظهرها بالجدار وغطت فمها بقهر ورجفة والكراهية اللي تشوفها قدامها بالعلن صريحة هو أضمرها ، كانت تمر عليها نظراتهم وتسحقها هي بقوتها وبصمودها وثقتها لكن ليه انجرحت الآن وتحطمت بالكامل؟ ليه كل كلمة قالها كانت عن كل نظرة وكلمة جارحة سبق وسمعتها عشرات المرات وتجاهلتها والآن جمعها هو بضربة واحدة لكن كانت القاضية !
جمعت دموعها بكف يدها بعد ما احتضنت وجهها لوقت طويل نفضتها وهي تتأمل الجدار الرمادي بعين مفتوحة نفضت الدمع أكثر وهي تعض شفتها وهي تتنفس بقوة بالكاد تمكنت من حبس صرخة صاخبة ستفضح كل ماوراته خلف حجاب اللامبالاة عبرت الممر وهي تمسح ماتبقى من الدمع اللي علق بأصابع يديها بطرف عبائتها البيضاء خرجت والهواء صار اخف صار نسمات مؤلمة ودها يرجع الهوا القوي ويمر على قلبها المشروخ ويبعثر جراحها ودها وودها وودها ركضت ناحية سيارتها وتحركت للبيت تركت زايد وأمه وتركت كل شيء خلفها ...
.
.
وصلت سيارة جابر كانت عادته يدخل للقرية بسيارته وحيد واليوم دخل القرية بعائلة وزوجة !
سبقته حسناء للبيت نزعت نقابها بحدة وبوجهها الأحمر وعيونها اللي صغرت من كثر البكاء وجهت غضبها لسعدية العجوز : هذا اللي وحيد وماعنده أحد ؟ صار رجلي ابشرش ضحكت بسخرية : كلهم صارو بصف شريفة وصرت انا المذنبة صرت انا العار والفضيحة صرت انا راس البلا والفتنة عشان يغسلون العار ويدارون الفضيحة رموني على ولدهم الثاني مكتوب علي الشقا طول عمري
سعدية بعدم فهم : جابر وحسناء
حسناء هزت رأسها بقوة : ايه ايه ليه ياخالة ماعلمتيني انه اخو وحيد كنتي تدرين كنتي تعرفين بكل شي وساكته
جابر : ام ماجد
حسناء : انت تسكت لا يرتفع حسك !
فجأة حل السكون وارتفع صوت صفعته اللي تلقاها خد حسناء المحتقن من الإنهيار طبع أصابعه الخمس على صفحة وجهها بكل تمرد هنا صوبت نظرتها ناحيته : هذا اللي قدرت عليه بعد الفزعة ؟ صرت من ممتلكاتك صرت تقدر تسوي كل شي باركي له ياخالة الرجولة قبل مبروك الزواج ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن