ساري بطلنا
اليوم الأخير قبل يرجع لديرته ومسقط رأسه جمع اشياء السفر وهدايا هتاف وغزل بحقيبة واحدة خرج يودع مكتبه ويسلم زمام أمور العمل لأمل اما حرير تخلص منها وبسهولة
يبدو انه يهرب من ذكريات نورة ( والدته ) ولونها الرمادي حرير تجهل السر ببساطة بعثرته وببساطة ذهبت لكن ساري عالق بوسط هذه الذكريات ومن المستحيل ينسى كان يهرب من ذكرياته ومن الصور القديمة صنع من هروبه حاجز منيع يشابه جبله اللي تسمى على إسمه صنع له حضن بعد حضن نوره لكن لا يشبه حضن نورة الطري المثقل بسكينة وحضنه اللي صنعه قاسي ومثقل بقسوة وجمود كان مضطر يهرب له ويواجهه وأحياناً يتعارك معه لكن دائماً يعود لواقعه ولبيته وهو منهزم عبر ممر المكتب بعد ماعبر ممر الذكريات الموحش وصل للمكتب لكن لم ينتهي ممره الشائك اللي بداخله جمع أوراق تهمه وقبل يخرج استوقفته أصوات وهمهات بالخارج ويبدو انه نزاع عائلي خرج ليصاب بالدهشة
رهاف على الأرض تبكي ومقابلها امرأة لم يعرف هويتها والبقية يراقبون بترقب
أمل الحاضره للموقف همست له : عرفت بوفاة زوجها ياحرام المسكينة ماكانت تدري وفوقها حامل
امها وبنتها تبكي بسبب قسوة الخبر او يمكن ندمها : ليه هربتي من المكان لو ما عرفو سبب وفاته كان المتهم انتي ليه رحتي ليه ماتنطقين
كانت شهقاتها تمنعها من الجواب او بالاصح لا تملك جواب : قلبت الدنيا وانا ادورك رجعت للجنوب وأول شيء فكرت فيه قلت ممكن رجعتي بيتنا القديم ومالقيتك
ساري تأكدت شكوكه وصار الحلم حقيقة وفتاة الجبل جاثية الآن أمامه تبكي زوجها واللي هربت منه لأسباب مجهولة
الام : أهل حمد قلبو الدنيا ويسابقوني عليك !
لم تكمل حديثها توسط المكان ثلاثة رجال واللي يتقدمهم يبدو انه والده سمة الشيب واضحة وعلامات الغضب على وجهه المتعجد طاغية وجداً ضرب بعصاه على الأرض لم يبالي بالوجوه المستغربة ولا بالمكان الرسمي ولا بمدير المكان : هال * كانت كلمة ثقيلة جداً فتحت لها الأفواه لم يبالي أكمل حديثه : بتبقى ببيتنا دام حفيدنا ببطنها وتخبيه بتبقى تحت أنظارنا لين ينولد الحفيد وبعدها نقرر وش ممكن يصير !
اشار بعصاه للشخصين وصارت بين يديهم تصرخ وأمها من الصدمة انشل لسانها وانعقدت الحروف بداخل فمها : لحظة لحظة
صوت ساري الثقيل اللي وأخيراً خرج بعد هذه البلبلة قرر يقحم صوته ولكن ابو حمد رفع عصاه بمعنى لا تتدخل لكن ساري مصر يعترض : دام الموقف دار بمكاني وبمكتبي يهمني أعرف وش الموضوع
ابو حمد : اللي هنا تصير أرملة ولدنا تركته يموت وراحت تهيت بالدنيا
قاطعه ساري وصار الأمر معقد لذا قرر يختصره : دامها أمور عائلية الله يستر عليكم
انتفض بمكانه من نظرة رهاف وكلها رجاء ينقذها ولكن خابت ظنونها تركها لهم كانت تظن انها بأمان لكن كل شيء برمشة عين تلاشى من أمامها حتى أمها صمتت باللحظة اللي تحتاج تشاهد فيها أمومتها واللي شحت بها سابقاً والآن تفعل نفس الشيء والشح نفسه لكن الآن قسوته مضاعفة قررت تستسلم همست لهم : اتركوني اقدر امشي لا تأذون ولدي
نزاع عائلتين وبمكان عمل كان أمر بغاية الغرابة ارتفع صوت ساري اللي اختلفت نبرته بسبب حزنه وتعاطفه مع اللي استفزعت فيه بنظره وهو تجاهلها وشح بفزعته : انتهى كل شي ليه واقفين ؟
الكل رجع يكمل عمله بطبيعة عداه كان متوتر من خطوته القادمة مع هذه الفتاة ولكن بترت خطواته الآن وانتهى كل شي .
.قرية ساري
جابر وعائلته الجديدة انتهت بهم رحلة السيارة عند باب ضيف الله الكبير دفعه بيده ومسكه دخلت حسناء وطفلتها ممسكة طرف عبائتها وبالخلف ماجد اقفل الباب ونادى بصوته
جابر : لم يستعد أحد لإستقبال عروسه الحالية وزوجة وحيد السابقة
احتل الجمود المكان وسطى عليه ولأول مرة جابر بعد أسفاره لا يجد أحد في إستقباله ولأول مرة ينادي بصوته ولا يركض أحد !
تقدم و الدكة تبعد عن الباب مسافة خطوات ليشاهدهم مجتمعين قفزت تمارا بالوسط : ليه جبتها هنا ضاقت الجنوب ؟ ليه اخترت المكان اللي يجمعنا وجبتها فيه تبغى توجعنا والا وش قصتك
بهت من انفجارها بوجهه ولكن كل الحق معها
غزل اختارت تبقى بمكانها صامتة لم تحرك ساكن خرجت صفية للوسط واستلمت الراية عن تمارا وارتفع صوتها : جايبها هنا وهي كانت بالدس مخبية أسرار الله وحده يعلمها جايبها هنا تخرب الأساس بعد ماخربته بالسر
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
Aktuelle Literatur.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...