197-203

285 6 0
                                    


🌹 197 ..

فتح عينه بنعاس أنعشته هالتها والصفاء اللي يحاوطها ليهمس بضيق : وش هالعطر اللي يوعي النايم ويقطع أحلامه ..
إبتسمت : ماهو عطر كريم ، وبعدين أنت ماشاء الله متقهوي عطر ولا قلنا لك شي ، إستدارت لسجادتها وقالت : قوم ارقد على السرير ولا قوم اوتر مابقى شي على الأذان
تأفف لينطق بصوت خافت وهو يمسح وجهه : حتى بالقمصان تهول العقل !
لف للسرير ، ذهل وانصدم من الورد المتناثر على الأرض وعلى السرير لف ناحيتها ليراها مبتسمة بلباس الصلاة : شفت أني عند وعدي وما أخلفت !خلصت ورود سور عمتي
دقات قلبه ستفضحه الليلة لا محال ، الليلة جميلته متوهجة ، إبتسامتها ، رواقتها اللذيذة ، لها حس فكاهي وصله بلذة لا متناهية كبرت للصلاة وهو بدوره إبتسم بعثر شعره ودخل الحمام يتجهز لصلاة الفجر في المسجد أو ربما لهروبه منها ..
.
.
إنتصف الطريق وماجد بجنب عمه جود غافية في الخلف وتمارا تتظاهر بالنوم من كثر التعب أما حرير كانت صامته تراقب الطريق
ساري متمعد يشغل نفسه بصوت الشيلات لكن إشتغلت أغنية حفزت الحنين بقلب ماجد الصغير كان يداري تخمته ، يداري إهتزاز فكه ، يداري يدينه وهو يشدها ببعض من كثر الإختناق هتف : عمي
: سم ابويه
: وقف بجنب الطريق
فهمه ساري بعد ماشافه يلتقط قارورة ماء لينزلق عن الطريق خفف السرعة ونزل ماجد لكن ماكان لحاله !
حرير فتحت الباب الثاني : وين وين ؟
حرير بوجوم : بلحقه
ضحك بسخرية : الولد ماسك نفسه بالغصب خليه يقضي حاجته أتركيه ماهو بزر
تجاهلته بعناد ، قفزت ناحية ماجد ، كان جالس على صخرة وحاضن وجهه بيدينه ، يبكي بكاء طفل حرير الوحيدة اللي إقتنصت مقاومته اللي قرأت حنينه ، إهتزاز فكه ورعشته ، حفز حنينها هي وحفز شعورها اللي تحتمي بالهروب عنه ، ليقطع ماجد طريق الهروب ، لتجد حنينها مغروس بنظرات التيه بعبرات الحاجة ، حنينه لأمه اللي اليوم تفجر ، فاق طاقة إحتماله ، ليقف في أرض براح ينزف دمعه المحتبس بصوت طفل ، طفل يحتاج ثوب أمه يحتمي فيه عن عواصف الدنيا وغبارها ، عن برد الليالي اللي مضت وهي غايبة ..
جلست قريبة منه وهذا اليافع اللي يبكي الآن بطفولة شرب من كاس الفراق وشرق فيه، فارق صوت أمه وفارق ريحة جدايلها ، حتى ثيابها اللي تركتها متشربة ريحتها فارقها الأثر من طول الغياب
كان يهتز وهو يبكي .،
إخترقت لحظته هذه وهي تقول : ماجد ودك تسمع صوت أمك اللي غاب ؟
هز رأسه وقال : ليت والله ، بس أمي مقفلة جوالها من يوم راحت عنا
: ليه مانجرب ليه مانحاول مرتين وثلاث حافظ رقمها ؟
هز رأسه وهو يمسح دمعه ، حافظ رقمها مثل اسمه رفع الجوال لإذنه رن الجوال مرة ومرتين
وحرير مثله تدفقت لهفتها حضنت يديها متسمرة تراقب لمعة عيونه صرخ : أمي أمي لا تقفلين هذا أنا ماجد ، ماما هذا أنا جودي جودي اللي يلاحق ثيابش ..
حسناء كانت غافية لم تستوعب صوته لكن قفزت من السرير على حسه الملهوف وعلى حس قلبها تدفقت أمومتها من جديد ردت : جودي ماما أنا ماتخليت والله ماتخليت
ماجد توقف عن البكاء ونطق : لا تقولين شي لا ترجعينا لأيام الهم ، أنا أشتقت لش يمه أشتقت لريحة يدينش وريحة شعرش أشتقت لثوبش القطن ولصوتش ، الدنيا صارت وحشة وتوجع توجع كثير يمه
حسناء إهتزت يديها ونطقت بنبرتها المعتادة لو توجع ولو بكى : جعله بروحي ياماما جعله بروحي
قفل الخط ورجع يبكي بنفس الإحتياج

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن