124

213 7 0
                                    

دق قلبه وسعادتها الثمينة اللي تقصدها شوفته قبل السفر قال وهو قاصد يختبر صبرها لا أكثر : البتول والحين بالذات الوعود أصعب شيء أقدر أقوله وأصعب شيء ممكن أوفيه، عارفة أوضاعي
بإحباط ردت : عارفة ومستوعبة لا تجمع أعذار لأن أعذارك مجموعة بصدري، رتبتها قبل تغيب كل شيء حطيت له عذر لأني بكل تجرد ماقدر أزعل من قلبك تقدر تثمن الشيء ذا ياغالب ؟
تنهد وكأنه يقرأ تعابيرها اللذيذة من بعيد وكل صورها اللذيذة صارت مرتبة أمامه تماماً مثل أعذاره هتف لها بصوت عميق : أنتي تطلبين مني وعد والا تطلبين مني ضمان ؟ الوعود اللي قلت عنها صعبة عند هالطلب تهون، قلبش بالحفظ والصون مايحتاج توصيات ولاعهود وضمانات تطمني يالصافية
ضحكت بسعادة ودمعة رقيقة شاركت بهجة الموقف وهو رق قلبه يدرك ان الدمع سال : الدمعة ثمينة أثمن من الفرحة اللي تلامس يدينش لاتهلينها وأنا بعيد طالبش لاتضيع علومي
أقفلت المكالمة وبدون شعور ضمت الجوال وقايد من بعيد كان يلمح تحركاتها وتعابيرها الممزوجة بحب سعيد من أجلها وسعادتها في الوقت الحالي تكفيه لأنه عجز يرتب حياته قرر يكتفي بالأمور الأخرى على الأقل بصورة مؤقتة ...
.
.
غالب إنتهى من مكالمته الحنونة ، حمل الأكياس وتوجه لتمارا
تمارا : وش هذي !
غالب : ثياب وش شايفة ؟
تمارا بحدة : والثياب اللي علينا ماملت عيونك ! مسوي استنفار ومكالمات مع حليفك الثاني تعيس مدري غلبان عشان تسترنا بثياب قطن !
قرب وهو غضب الدنيا كلها اجتمع بوجهه وبملامحه ، وهي داهم خوفها مغص من اقترابه الشرس وملامحه المهيبة : ايه لأن شغلنا الدسم توه بأوله
بعدم فهم وبإرتياب حضنت الثياب وشدت عليها :سعيد قطع مسافة للسوق عشانه مستفيد لقينا اللي بيرعى الحلال وبيهتم فيه !
فتحت عيونها وهو ابتسم بإستفزاز : كل شيء كان يسهل علينا الشغل ورى الشبك ابعدناه ، حتى الماء كان قريب وموصل بحوض داخل الشبك فصلناه بتروحين لاهنتي وبتهزين كتوفش صوب البركة اللي هناك وبتعبين دلو دلو وتهزين الطول مرة ثانية صوب الشبك و تصبينه في الحوض
تمارا وهي مذهولة من عقابها : بس أنا ثقيلة كيف تبغاني أشيل الموية من هناك لهنا ؟
نهض بقسوة : لو حسبتيها مثل ماحسبتي المسافة بين البركة والشبك كان كلنا بخير
شدت من قبضتها على الثياب وغزل تشاهد قسوة غالب بصمت حتى الأكل هنا شحيح

تجهل بعض أمور المطبخ تمنت لو صبت اهتمامها السابق فيه بدلاً من التنظيف وغسل الثياب كان قدرت تنقذ جوعها وجوع اختها الحين
كتمت ضحكتها وهي تشوف شكل تمارا الجديد بقميص قطني مورد وطرحة من القطن طويلة رمتها على أكتافها ، لوهلة برزت أنوثتها المخفية خصوصاً بعد ماصار شعرها طويل وصارت مهتمة ببشرتها او يبدو انها هرمونات الحمل جملتها
فزت على صوت غالب الثقيل ؛ وانتي متى تهزين طولش وتغيرين البجامة اللي عليش ؟
ركضت وهي تقول : الحين عمي ثواني بس
كتم إبتسامته وهو مصر يروض تمارا ويربيها من جديد اما غزل سهلت عليه المهمة لانها اختارت مصير اختها ببساطة ..
.
.
قايد وملكة ..

قايد : انتهيتي ؟
ملكة : من ايش بالضبط قايد ؟ أنت رميت سر داخل صدري ، أشعلت الفتيل وأقفيت ماهقيت انك شايل بقلبك قسوة جبل ولا هقيت أن الهجر بيجمل الغياب بعينك أكثر من فساتيني وعطوري
ضحك بسخرية من عتابها بالوقت الضائع ، السر أضعفها وصار بالنسبة لها أقرب بعد صدمتها بأبوها : ولا هقيت انك ضعيفة عزم يوم انكشف سر قررتي تتمسكين ؟ كيف قدرتي تطلعين بهالصورة ! شلون صدمة تجردك من قراراتك وتجردك من صوتك الحقيقي، زان القرب في عينك يوم خسرتي طرفك الأقوى ! بس أنا وأنتي مانتلاحم ضعف مضاعف وإرادة هزيلة ، حتى أصواتنا بجنب بعض تصير مزيفة عكس صورتها القديمة
ذبل وجهها من رده وقالت : مو بس كشفت سر يا قايد الجرح اللي حطيته بصدرك كشف لي سر ثاني، أنت مو هيّن ليّن ولا سمح مثل ماكنت أظن
ضحك بخيبة وسذاجتها طفت على السطح وبدت تثير غضبه اللي تغاضى عنه بعيون الحب اللي كانت تشوفها بصور مغايرة : الحليم يوم يزعل شرّه مو بس على غيره حتى على نفسه ، لأنه يسوي أشياء ماكان يتوقعها، بس أنا مو زعلان من نفسي انكشف لي سر مثلك بالضبط ، أكتشفت أن عينك صغيرة زوايا النظر محدودة ، كنتي فرحانة بشخص ضعيف قلتي ذا سهل ترويضه ، ماشفتي صورة كاملة ماشفتي عين الحب الوجه الضحوك السمح اللي كان يحركه قلبه !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن