ضحك جابر من لهجتها : والله انا اللي بتوجعني جنوبي مجمعة كل اللهجات انتي اثبتي على هرجة واحدة
ضحكت غزل : ام حجازية اب جنوبي جدة نجدية يعني النتيجة واضحة
ضحك أكثر : يالله قفلي وانشغلي عني بخطط إسقاط أديب ذا اللي صرنا نرحمه
غزل : عمي
قفل الخط وهو يضحك لينشد لحوار آخر حوار لطيف جداً
حسناء اللي انهت أعمالها جهزت جلسة في الدكة الخلفية للحوش لكن الخالة سعدية نامت وبقيت هي لينضم ماجد للجلسةكم مرة حفظتك الدرس
كثير كثير
يالله لو قالو حبيب أمه
بثقة ضاحكة رد : ومن اللي مايبغى تحبه أمه
تربية مره وش ترتجي
ضحك أكثر : أكيد أمي مرة وش بتكون شجرة يعني
ضحكت من هالمسرحية : ولدي حافظ الدرس زين
حضن خصرها بحب : ولو صارت أمي شجرة بسميها وردة
بحب عظيم طوقته بيدها : وانت غصن ثابت بهالشجرة اللي مسميها وردة
وقف لثواني وتنهد ليدخل بيته وهو مرهق لكن تبسم بسخرية وهو يشاهد نفس الصينية مزينة بأطباق جديدة فتح الورقة ليقرأ : خالة سعدية قالت لي عن ظروف زوجتك لو تحتاج شيء اكتب على هالورقة وابشر به ..
انهى صحون العشاء بتلذذ مسح يده بعد ماغسلها ليخرج قلمه كتب رده ونام بعد يوم حافل بالتعب ..
.
.
قرية ساري
هتاف تستيقظ من الفجر تنجز أعمال البيت كامل على كتفها بلا تذمر منغمسة الآن بعمل طبق عتيق المفضل معمول وبسكويته المحبب تفننت بكل حب وهي تشكله ورائحة الزبدة ملأت المطبخ غزل واقفة عند الباب تراقب إنسجامها نطقت بتهكم : على هالإخلاص حسيت هالشغل بيطلع من وراه فلوس آخرتها طايح لي بكرش زوج بارد مثل الثلجة مدري كيف صابره عليه !
هتاف وقد سمعت هذا الموال عشرات المرات من غزل ومن غيرها ردت وهي منشغلة بتزيين حبة بسكويت : ماعندي أحد غيره هو كل حياتي
غزل : هتاف ياعمري ماحد يستحق تعطينه كل حياتك عادي اعطيه حب مشاعر إهتمام بس في أشياء ثانية غير هالزوج تستاهل نعطيها إهتمامنا
هتاف : خلصتي ؟
هزت غزل رأسها لتنطق الأخرى : شيلي الصينية حطيها بالفرن بسوي دفعة ثانية لسهرة السطح !
ضحكت غزل بسخرية : لو سمح طبعاً كل حياتك !
رمت هتاف المنشفة النظيفة ببرود لتنشغل بالدفعة الجديدة بكل تفاني ليقتحم عتيق المطبخ ويتبعثر كل برودها حضر بجموده وهي صارت تتراقص كل خلاياها بحب وبسعادة وبكل مشاعر الإشتياق فزت ناحيته وهي متناسية كل شيء : هلا نورت الدنيا سويت كل شيء حلو وتحبه
ببرود قال : هلا وين أمي !
دست خصلة خلف إذنها تمردت على شالها وهربت لتعانق خدها الأيسر دفعتها للخلف بعد مابعثر عتيق أشواقها ببروده : طلعت بقهوتها المغرب بترجع تبغى شيء عتيق ؟
حرك يده ببرود بمعنى لا وحتى الكلام معها يستكثره تحرك ناحية غزل المتفرجة عانقها بحب : ماودي اقولها ونكبر ذا الراس علينا زيادة
ضحكت وهي تعانقه بدلالها : قول اشتقت واخلص علينا
عتيق : عاد ذا المرة الشوق ضاعف المشاعر شويتين
فهمت مقصده وصرخت : هدية ؟ قول والله
ضحك : شوفيها عند الباب كيس ازرق مغلفينه بتوصية خاصة
غزل : وه ياجعلني فدا لذا الخشم ياجعلني قبلك أحبك .
ركضت غزل للباب الخارجي بسعادة وهتاف أمام باب المطبخ محتضنة ذراعها تراقب الموقف بخيبة اخفتها حتى عن نفسها مشت ناحية غزل لتنطق بسعادة حاولت تغلفها : صوريها بسرعة ماقدر اتحمل لين اشوف وش داخل ذا التغليف
غزل وهي متأثره من جمود هتاف المتعمد :خلصي شغلك على ما اصور كم صورة غمزت وهي تقول :وسهرة سطح ابو سعيد عندي
قفزت هتاف للمطبخ اما عتيق دخل للغرفة يتجهز لإستقبال المساء وهو لم يعبر هتاف ولو بنظرة !
..
•
جبل الهزم ..
شدت الورقة بيدها والشك بدأ يقتحم قلبها بدت تتأكد من أفكارها الماضية لكن تجاهلتها
( أحتاج بنت تهتم بأكلي وثيابي وكل شيء بحسابه إذا مافيها إحراج )
هذا أعزب ومتأكدة ماعنده مرة مثل مايكذبون وصرت بعد متأكدة !
تأففت وهي تناظر لساعتها غسلت الحوش مرتين من الملل قرب يأذن العشا وماجد لم يحضر عادته يرجع بعد صلاة المغرب فتحت باب الحوش الطريق فاضي القرية شبه مظلمة قفلت الباب والخوف زاد ركضت للداخل ارتدت عبائتها برجفة وخرجت ..
جابر العائد من المستوصف ميّز خطواتها حفظ مشيتها الغريبة عن ظهر قلب
جابر : ام ماجد عسى ماخلاف ؟ ( ماشر )
بتوتر : جودي مارجع البيت رايحة اشوفه عند صاحبه يمكن راح عليه الوقت وماحس
جابر بهدوء : طيب اقدر انا اروح قاطعته بنفس التوتر : خايفة انه مو هناك قلبي ماهو مرتاح من العصر وهو يقرصني ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...