غزل وتمارا في بيت ام قايد بغرفة واحدة وبصورة مؤقتة لأن غالب عزم على شيء بباله وعزم على معاقبة تمارا !
البتول بالغرفة متوترة من الجو المتوتر بسرعة التفتت للباب لأنه انفتح بشكل عنيف ، دخل غالب والدم المتيبس على وجهه وآثار النزاع لم يمسحها بعد لتشهق هي ركضت له وحضنت وجهه : أزمة وتعدي شدة وتروح
مسكت يدينه المستسلمة الخاوية كان مذهول من شدة الخسارة خسر كثير لكن نزاع الليلة كان بشكل مغاير لروحه اللي فقد السيطرة على رصانتها مسكته وهو يتحرك مستسلم ، يتحرك وهو يتبع خطاويها بعد ما تعثر قبل دقائق ، تعثر بعد ماظن أنه وصل لبر الأمان وحضن عائلته
البتول : اجلس حبيبي طالعني غالب أنت بخير ؟
أول مرة تنطق ( حبيبي ) لكن لم يستوعبها
ركضت للحمام بللت فوطة نظيفة وصارت تمررها على وجهه وأخيراً استيقظ من هذا الهذيان لينطق بصوت جعل الدموع تتجمع في محاجر عينيها :يوم ساقتني الخطاوي لبيت أهلي بعد سنين ، بعد ما نسفت بيديني كل شيء ، هدمت وردمت ، رجعت أهدم من جديد أشنع قرار اتخذته بحق نفسي يوم فزعت فزعة جابت فيني العيد، ماقويت أخوي يومه ينخاني بعيونه ، نطقت وجنيت على نفسي
احتضنت يدينه وقدرت تقاوم ضعفها همست : بس أنت كسبت نفسك ما جنيت عليها أنت مسكت روح وقدرت تأمن عليها مهما كانت الأضرار تمارا كانت حتروح ضحية لولا صوتك ولولا فزعتك مثل ماقلت
طالعني غالب رفع عينه وهي ابتسمت والسماحة كلها تربعت بصفحة وجهها ، بشاشة تعود عليها توسعت ابتسامتها وقالت :لو سألت انت راضي ، نفسك وقلبك ايش تتوقع يكون جوابهم ؟
ببساطة قال : تمام الرضا
شدت يده أكثر : الرضا يكفي ، الشعور الداخلي مع الوقت يفرض نفسه ويصير واقع ، الرضا هذا مع الوقت بتظهر معاه حقايق مخباه ولأن نيتك ماكانت سيئة صدقني مع الوقت صدق نيتك بيفتح لك باب حلو ماكنت تتوقعه
تسامت بعينه ، صار لفزعته روح بعد ماخيّل له أنه تضرر منها بسطت له صدق نواياه وأظهرتها بتجرد أمام عينه بعد ماتلطخت من غضب ضيف الله وحمق عائلته ، خيّل له انه أجرم بحق نفسه وبغيره لكنه أنقذ أرواح بعد ماتحمل خطية ماكان له فيها لاناقة ولا جمل ، لعلها الشدة اللي أظهرت معدنها الحقيقي والحضن اللي كان يمقته ويلوم سهم من تعلقه فيه وجد نفسه بنفسه يهرب إليه
ابتسم براحة عميقة زفر كل الأشياء الثقيلة اللي كانت على صدره وتأمل يديه وهي ملتفة بيديها
نطقت بحنية : غالب صدقني مع الوقت كل الأشياء اللي زاحمت قلوبنا وبكتنا بتكون أهون شيء نتذكره لأنه طيف ماضي بعيد قدرنا ننساه ، لأننا لقينا الراحة وكفوف الراحة والرضا مثل مايقولو مابعد الضيق إلا الفرج ارتاح وريح قلبك
هز رأسه لينطق وهو مبتسم : الحمدلله مارحت عند سعيد
كشرت من طاريه : الحمدلله انك بديت تنسى الطريق اللي يوصل لسعيد لا تذكرني فيه
توسعت ابتسامته : امنعينا من طاريه المهم بكرة باخذ البنات لا تتباطيني
عقدت حاجبيها وهو فهم : يعني بتأخر لي شوي والحين ارقدي لأن عندي شغل بخلصه واحتاج اطلع لحالي اتنفس شوي
هزت رأسها وهي تمسح جرحه بيدها : المتوحش ذا بس لو اعرفه يمكن اتهور واضربه
ضحك وقال : عتيق ولا اوصيش ادبغيه بكرة استقعدي له عند الباب خذي حق رجلش الضعيف
ضربته على كتفه تدري انه يتلاعب بها مسك يدها وهو يضحك كتمت أنفاسها وفتحت عيونها بصدمة وهو يقبل يدها قبلة عميقة ليهمس بصدق : مادري كيف بتصير الليلة لو كانت من دونش ، كنت أدور صوت واحد يقول أنت صح وسبقتي كل الأصوات وتأكدت اني صح الصح ، الله يجملني وأردها بأحسن المواقف ماهو أشنعها مثل اليوم
لمعت عيونها وقالت : بس باقي شيء واحد ماسويته
نهضت بإرتباك وهو نهض لكن انصدم وهي تحاوطه بجسدها الرقيق ضمته بكل قوتها الناعمة وهتفت :إياني وإياك تحس انك فاقد شيء أو ضايع لا يمس قلبك شعور الوحدة ، ولا شعور انك منبوذ وأنا هنا أنا جهاتك الأربع وأنا ضفة الأمان اللي مشيت درب طويل عشان تلاقيها، أنت بخير ياغالب وأكثر من أي يوم ثاني بالدنيا
كان محتاج هذا الحضن تمنّع ومنع نفسه يبين حاجته ، لكن لمست هذا الوجع بحضنها وصارت له ملاذ ومثل ماغمرها وهو خايف ومتشتت غمرته نفس الغمرة وسكن خوفه قدر يتطمن على نفسه وهو بحضنها الناعم، قدر يحس انه بخير بعد ما دفنت أوجاعه بغمرتها الحنونة ، أصابعها وهي تربت على كتفه الصلب كانت مثل تهويدة أم استمر هذا الحضن لدقائق قدر يتخلص من سموم لحظته المريرة ببيت أهله ارتخت قبضتها لكن هو شد أكثر ورجع كل شيء لنصابه بحضن البتول !
.
.
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...