بجهة هتاف اللي طرقت الباب وهي كلها رجا بهذي الغريبة ترحم نفسها وتتوجع على نفسها وتعطي قلبها الحق أو بالأصح قلبها يرحمها ويلين ويترك لها مساحة رحبة تخرج فيها كل المكنون جربت كبتها ولسنوات لكن كانت تختلي بالوجع وتعطيه لحظته تعيشه بحذافيره ويخف ثقل الشعور فتحت حسناء الباب لتظهر بجسدها الرقيق بآثار هجوم جابر ووحشيته لتظهر بنفس التبلد ونظرات عينها الغير مستقره واللي يتوارى خلفها خوف كبير وقصة طويلة قصة فيها مخزون من الأسرار المهلكة مدت هتاف يدها واللي كانت تحمل فيها المفارش وقالت برحابة : جبت لش فراش وغطا اظنش بردتي المكان هنا مافيه دفايات
حسناء تأملت الفراش بنظرة بارده هي تعودت على البرد وش الجديد هي تعودت تواجه برد الدنيا بجسد عاري توقف بوجهه بدون لاترجف ولا يرف لها جفن هي تعودت تعيش كل التقلبات وتواجهها حتى قلبها المتحجر دايم يوقف ضدها حملته من يد هتاف هذا الغطاء هل يمكنه تغطية ندبات متوزعة على جسدها الطري بوحشية حاولت مراراً تمحي الأثر لكنه تمرد عليها وحفر مكانه بقسوة مثل كل الوجوه اللي تواجهها وتقسى عليها هل يمكنه تغطية صوت البكاء المدفون اللي حتى هي بنفسها تسمعه من بعيد وعاجزة تخرجه بينما هذا الصوت يطرق روحها يطرقها بكل لحظة وبكل ثانية هي الوحيدة اللي تسمعه وعاجزه تعيشه وعاجزه تتخلص منه أي اختناق يقاسيه جسدها ؟ همست لهتاف اللي ظهرت أمامها بكامل زينتها ويبدو ان وجه الحياة ضحوك بوجهها : مشكورة
رمت المفارش على الأرض وقالت : عيالي وين ؟
بغرفة خواتهم نامو من بدري
حسناء : عندش مسكن ؟
هي مقصدها شيء ولكن هتاف بطيب نفس فهمتها بطريقة ثانية واللي الكل ممكن توصل له بهذه الصورة : ايه ايه الحين اجيبه لش
خرجت هتاف وحسناء جلست على المفارش وهي تضم نفسها ودها تلاقي لوجعها اللي انهك جسدها علاج كيف تتألم روحك بينما قلبك صامد أمام هذه الكتلة المتكورة كيف يمر هذا الألم على كل بقعة فيها ويستثني قلبها ودها تبكي ولكن عاجزة ودها تحزن على نفسها ولكن تظن انها لا تستحق مثل ماكبرت على هذا الشعور واقتنعت فيه وقدرت تتعايش معه لكن جابر دخل حياتها وبدخوله اختلفت أشياء كثير ...
•هتاف بالدكة نطقت للبنات : طلبتني مسكن خايفة تسوي بنفسها شيء
تمارا نطقت بنبرة غريبة : تطمني مافيها حيل تأذي نفسها شفتها مهدودة من يوم دخلت من الباب
ناظروها بدهشة وآخر شيء ممكن يصير تمارا تتعاطف مع شخص ماتعرفه أكملت بتجاهل لدهشتهم : عطيها أكل أول شيء وبعدين العلاج بسرعة قبل يدخل عمي جابر ويشقلب الدنيا علينا
..ومرّت أيام
اليوم موعد البنات بسطح ابو سعيد يستعدون لحفلة الرقص مثل مناسبة مهمة يختارون لها أجمل ثياب وهتاف منذ ساعة تستعد لهذا الموعد الصاخب بكل إنتعاش واقفة ترش العطر ، ختمت زينتها بعقد السهره ولكن انفتح الباب تجاهلت حضوره وهي تحاول تسكر العقد يد ثقيلة دخلت بمعركتها الناعمة لامس ثوبه طرف فستانها وصوت انفاسه تسلل لقلبها قبل ذهنها همس لها بنبرة مختلفة او يمكن هي شعرت
بإختلافها : غيرتي عطرك ؟
سنين وسنين تشاركه غرفة واحدة وعطرها بجانب عطره وأشيائها تخالط أشيائه ، للتو عاشت التقارب سنوات طويلة من الإعتياد لكن الآن دخل للجو شعور جديد ويبدو انه هو فقط يعيشه لأنها من سنوات تحاول وللتو يستيقظ !
عدلت حمرتها وهي تجاهد نفسها وتأثرها : هدية تمارا
داهمت انسجامها كفوفه العريضة اللي طوق بها خصرها وهمس : حتى الفستان ؟
ليه يسأل عن تفاصيلها الجديدة قضت سنوات وهي تتزين له بشغف بعد ماخفت لونه وغابت حدته هو اللي يسأل ويتفقد تفاصيلها زفرت وهي تمسك يدينه وتبعدها : تصميمها
ردودها مقتضبة وتعابيرها باهته ويبدو انها تستعجله تريد الخلاص لكن الوضع الجديد راق له وحيل مسك كتفها ورجع لها موقف قديم وقت قطع قماش فستانها وكشرت وهو حس بالذبول اللي زار اللحظة وافسد
رونقها : نعيد اللمسة القديمة يمكن أشياء غابت واللمسة ذي ترجعها !
استدارت وتجلت زينتها الكاملة ويبدو ان الهجر جملها أكثر بعينه رفعت نظراتها لعيونه المستقره على وجهها البدري يناظرها بشغف والشغف هذا لأول مرة يحضر بعد سنوات من الركض بعد ماقررت توقف بمقاعد الإنتظار القديمة واللي اطلقت هي عليها مسمى : مقاعد إنتظار عودة الشغف هي لها أمل فيه لكن اختلف عن السابق
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...