31

249 9 0
                                    

رن هاتف ساري وكانت غزل : عمي الحق علي بموت
فز ساري برعب وركض لسيارته بدون لاينطق حرف واحد
اما عتيق منشغل بضميره وغصته ..

ابتدأ الليل بمأساة وضياع وانتهى الليل بمأساة جديدة ..
غزل بعد ماتحملت لساعات طويلة فقدت السيطرة على آلامها تهاوت على الوسادة بعد ما استنجدت بساري ..
خرج بها لمستوصف القرية وهي فاقدة للوعي لينشغل بإصابات جسدها المتفرقة والتي لم تفصح عنها بعد ماكشفها طبيب الطوارئ جرح عميق بذراعها اليسار وجرح آخر بساقها رضوض متفرقة وعينها اليمنى منتفخة ..

جلس ساري بالممر ينتظر خبرين لكن ارتفع صوت أذان الفجر ومصير هتاف مجهول وغزل الأخرى بغرفة الطبيب ..
مرت ساعة بعد الفجر
رن جوال ساري : قايد استجد شي؟
قايد وهو متوتر من اللي بيقوله : ياخوي لقينا فروة مرمية بطرف وادي ساري والعيال مشبهين عليها والظاهر فروة عتيق
فز ساري بحدة : لاتعلم عتيق بشيء اديب وجابر حولك؟
قايد : أديب وجابر دخلو قرية جبل الهزم من قبل أذان الفجر
ضاقت به الوسيعة وقلت حيلته وقايد شعر بذلك نطق وهو يحاول الثبات
ساري : بنت اخوي بالمستوصف ووضعها حرج وعتيق لازم الحق عليه قبل يوصله الخبر ويجن جنونه
قايد بفزعة نطق من مكانه : انت الحق ورى اخوك وبنت اخوك بكلم سهم يجيبها من المستوصف و يطمنكم عليها لا تخاف بوصيه يجيب اختي معه تطمن
ساري وده يقول اخوك السبب وجنونه اللي وصلها للمكان هذا لكن ماهانت فزعته رد بهدوء : ماتقصر ياخوي بعتمد عليك
خرج من المستوصف وهو يستودع الله فيها وسهم بعد اتصال أخوه توجه للمستوصف حاول يتصل بالبتول ويبدو ان نعاسها غلبها عبر الممر وطرق باب غرفة الطبيب : غزل وحيد محتاجة نقل لمستشفى كبير رأسها تضرر وجروحها كبيرة ماينفع تبقى هنا
تصلب لثواني وأدرك انها فتاة ليلة البارحة قطع طريقها وهي أيضاً قطعت طريقه تذكرها بوجهها الناعم الصغير ونظراتها المتحفزة يبدو انها تبحث عن فتاة بيت ضيف الله المفقودة لم يكتفي بالتأمل وضع بصمة سيئة بعد ماوقفت بجسدها الناعم أمام سيارته ليقضي على هذا الجمال بخطوة واحدة تقدم وهو عاجز عن التصرف وقايد اقحمه ببلاء لا يمكنه الخروج منه كانت له يد ثقيلة والأنين اللي اخترق طبلة اذنه الآن كان حصاد فعلته المجنونة ابتعد عن الممر وهو مبعثر بالكامل وأخيراً وصله صوتها الناعس : سهم حبيبي
قاطعها وهو يقول : البتول بسرعة البسي عباتك وتعالي المستوصف تدلين طريقه ؟
بتول : ايوه ايوه ادله فيك شيء سهم لاتخوفني عليك
سهم بضيق : لما توصلين بتعرفين لكن حاولي تسرعين مافي وقت
بتول : طيب طيب

بجهتها ركضت لعبايتها المعلقة بباب الغرفة الخشبي رمتها على جسدها وركضت لم تغير شبشب البيت ركضت وهي تحاول تسترجع بذاكرتها مكان المستوصف لكن لم تفلح
اتصلت بقايد وقايد منشغل بهم آخر ليخبرها ان المستوصف بجانب سوق القرية يبعد عن بيتهم مسافة ليست بعيدة لكن قلقها اشعرها ان المكان بعيد وخطواتها والوقت اللي استغرقته بالمشي كان ثقيل جداً ..
اقترب سهم وقاوم ندمه شد يده بقهر وهو يسمع بكاء مكبوت اندفع للغرفة ونطق على استحياء : الحمدلله على سلامتك ..
لم ترد لم تتعرف على هويته بعد والألم سرق طاقتها وتركيزها
: عمي ساري وينه طيب جدي ضيف الله ماشفته ؟
كان جامد بلا حراك يتأمل يدها والضماد الملتف على ذراعها عينها منتفخة دنق وهو عاجز عن فعل أي شيء دخلت البتول وتوقفت بذهول سهم وفتاة نحيلة الجسد تنتفض أمامه ودموعها تغطي ملامحها والوجع راسم تفاصيله على وجه الأثنين اقتربت منه : ماتبغى تقول ايش اللي قاعد يصير مين هذي البنت ياسهم ؟
سهم وعينه بالأرض : قصة طويلة
بتول : مابغى اسمعها ابغى اعرف بس شيء يريحني قول ان مالك يد في اللي قاعدة اشوفه
سهم وصوت بكاء غزل يحرقه اكثر انضغط من كل الجهات : صدقيني مو وقت الكلام البنت متوجعة لازم مستشفى كبير
بتول : وأهلها وين ؟قول تكلم اشبك طالعني اهلها وين ؟
سهم : صار لهم ظرف قوي
فجأة استدارت بسرعة اقتربت وتأكدت من ملامح هذه الصبية نطقت بحدة : غزل
هنا زاد بكاء غزل ركض سهم للخارج والألم يعتصر قلبه
البتول بصوت حاني : بسيطة حبيبتي لاتخافي تبغين اكلم جدك ؟
هزت رأسها بلا
بتول : طيب ضروري تروحين معانا عشان نتطمن أكثر ضروري مستشفى ثاني
غزل وهي مستنزفة وطاقتها استهلكت بالكامل اسندت رأسها على كتف البتول وقالت بوهن : ابغى البيت ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن