123

213 6 0
                                    

فركت يدينها بتوتر الدنيا لأنه وببساطة رمى الكلام على قلبها وبدون مراعاه ولأنها ببساطة ماقدرت مكانتها !

: خالي كان يسرف في الشرب طيّح وجه جدي حاول يبعده عن المجالس وكل مكان يروح له اضطر يخرج من قريته ماحد عارف غير جدي وخالي نادر وبسبب شربه تغيرت الأماكن والبيوت والجيران
تنفست بحدة : بس قايد بس
ابتسم بقسوة بينما قلبه يقاسي الضد ، وده يزين نفس المكان بعيونها ويقول ارجعي هذا قلبي وهذا محلك ، لكنه مشروخ منها ومن تلاعبها السابق نطق : جدي غير قريته وسكن بالديرة هنا عشان يوسف بن ضيف الله يشوفونه شيخ قوم ويكبرونه بالمجالس ، حلف جدي يوم تاب يوسف يبني له كيان من جديد والكيان كان ساري يشوفونه كبير لأنهم يجهلون ماضيه ولأنه جا من ديره ثانية بصفحة جديدة ولأن جدي كان ستر وغطا أما فلوسه هو اللي موكلني عليها وهو اللي رسم زواجنا بتفاصيله قبل مايضغطه خالي نادر ويتعب ويسوء وضعه ويفقد عقله وصوابه !
صرخت :قلت بس بس
أكمل بتجاهل : الحين أنا بريء من تهمة السرقة بس أنتي سرقتي ياملكة ، نهبتي قلب ونهبتي شعور لعبتي لعبة صغار وتركتي اللعبة بالوسط ، أنا ماني صغير ولا مضيَع دروب الصواب بس صرتي أضعف شيء لمس قلبي ماهو أضعف أرق
ماعلينا اخترتي السفر وبديتيه على قايد ؟ فمان الله يابنت يوسف
مسك الباب وخرج !
وهي تهاوت على المقعد وكل شيء تلاشى برمشة عين !

انتابها شعور مخزي صوته المتسرب لجوارحها لازال يطرقها بصورة مهلكة ، قوة فاقت التحمل لأنها صارت تأن بصوت ملأ الصالة ومن فرط الوجع صارت الدموع تتساقط بكثافة ، بللت فيها ثياب الفراق الزاهية ، ضاع كحل العين في هذا الغرق
يالله والصورة العملاقة الثابتة ليوسف فارسها تزعزعت ، والخط المستقيم المرسوم بداخلها وبنظرتها صار مائل معوج ، وفارسها ترجل عن جواده سقط بمفرده بدون كبوة ، يالله لم يخيّل لها أن تساق الحقائق لسمعها بهذا الثقل المريع حقيقة مشوهه مرة كمرارة الدم اللي تدفق من فمها بسبب قسوة أسنانها بعد ماصارت تعض عليه من أسباب القهر !
رجعت لحقائبها وهي تحاول تلملم فيها ثياب الوداع لكن الدموع تسابقت ، ويبدو أن رحلتها الجديدة رفيق السفر فيها دموعها من أسباب يوسف ودموعها على قايد وانتهت رحلة الزواج بغصة وقصة وانتهى كل شيء بعينها حتى يوسف !
.

البتول بلهفة : غالب طولت
غالب : ومطول مطول ولاتنشدين ليه ، يوم أستوعب وأعرف أجمع لي كلام برجع لا تنتظرين

تقوس فمها بضيق سهم يتجاهل اتصالاتها وغالب رد بحروف مقتضبه وقفل بوجهها
نزلت وهي على وش الإنهيار غياب صوت سهم وأخباره لا تطيقها تدرك ان غياب صوته ماهو إلا من سبب وسبب ثقيل
نزلت وعلى كتفها عبائتها متجهه لبيت قايد لكن قايد سبقها وقطع طريقها : البتول وش مطلعك بالوقت ذا ؟
البتول : قايد مو قادرة خلاص سهم من أيام مايرد
حاوطها بكتفه وهو يمشي معها لبيت أمه وبتهور قطعت حديثها وبحماس : قايد أنت بترجع مكة صحيح ؟
قايد وهو يخفي ضيقته نطق : الصباح رحلة خالي وملكة
قاطعته : وخالة راوية وأنا وأنت
وغالب !
بسرعة تحسن مزاجها راقصت حواجبها : عادي مايقول لا
ابتعدت لأنها اتصلت وغالب رد بسرعة
غالب لو رحت مكة مع قايد وخالة راوية
رد بعفوية : بقول الله يسهل دربش روحي لأني مضغوط ، ماعرفت أجمع أطراف الحلول وأزين منها حل شافي ، كل شوي يضيع مني طرف
رحمته من نبرته أول مرة يصير بنظرها ضعيف وهذا الضعف ماكان هين على قلبها ، لأن الصلابة ماتليق إلا عليه : غالب لو السفرة بتزعلك أكنسلها عادي المهم تلاقي حل سليم وأكون معاك يدي بيدك مو بعيدة
مسحت نبرتها كل التعب، دايم عطفها سابق دايم حنيتها تفيض وتغمرك حتى لو بعيد وبينكم أميال وأميال همساتها الحنونة تكفي وتوفي : يكفيني الصوت وتكفيني الكف الحنون اللي غامرتني حتى وأنا بعيد، ويكفينا طرف يصير خفيف وما على قلبه هم ، حتى وأنا بعيد مستحيل أفرط بالفرح اللي يلامس يدينش ولو هو غالي بنشتريه
شدت على السماعة وصوت أنفاسها صار طاغي وطاغي وهو إبتهج من تأثيره ومن كمية السعادة اللي استخرجها لأجلها وحملها من داخل أعماقه وأرسلها من بعيد ومن نبرة فقط ، وصلها الكثير والكثير وردها كان تناهيد أنطرب عليها وابتسم لكن ابتسم اكثر يوم قالت : بس الفرح الغالي بعيد تقدر تشتري مسافة و كم دقيقة تذوب فيها أسوار وأسرار ، السعادة اللي تلامس يديني ورى ساري بمسافة !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن