انكمشت على نفسها بعد ما مد يده بطريقة صادمة لها انفجعت كانت تظن انه بيضربها وهو هز راسه وابتسم بسخرية ، قرأ الدعاء بعجله مثل كل شيء تم بعجلة ..
.
.
هتاف بقرب تمارا رفضت تتركها خصوصاً بوضعها الغريب اللي صار غير مألوف لعائلتها وللبنات بالذات ..
خفت حدتها والمرح ذاب وصارت رهينة لوسادتها ولو قررت تكسر الملل تكسره بقرب ماجد هو الوحيد اللي حظي بتوددها وضحكاتها .
تمارا : اتصلتي ؟
هتاف وهي تراقب بيت جابر : بكرة بيرجعون مشغول بالي بالضعيفة اللي هناك مالها صوت
تمارا بنعاس : ماجد يقول ان طبعها هادي وتحب تبقى في البيت و الصراحة ماعدت اتقبلها بعد ماكسرت خاطره
حسناء من بعيد سمعتها تجاهلتها وجلست وسط استغرابهم : تونا في طاريش وش حالش ؟
ردت ببرود طاغي : بخير
ياااولد !
صوت عتيق حضر الغريب انه لم يكلف نفسه لا بالسفر ولا بالسؤال عن سبب عودة غالب والفرحة اللي زفها لبيتهم قبل عودته كان يتعامل مع اسمه بالبرود، رفع صوته مرة أخرى تحركت هتاف بتثاقل ليست في مزاجها و لا تريد مواجهته حالياً
: بغيت شي؟
عتيق : قهوة غريبة صرتي تنسين أوقاتها الظاهر حتى المعمول نسيتي وش طريقته
نزلت عينها ليدها وصارت تحرك الأساور بهدوء تحت مراقبته وفضوله لردها لتنطق : ماشفت العلبة اللي على المكتب ؟ فيها اظرف قهوة سريعة وغلاية الموية والاكواب تعرف مكانهم
تحركت وهي متقرفة من فرض نفسه ومن تجاهله لموقف ليلة السطح ، كيف أهانها ببشاعة واليوم يتكلم أمامها بثقة ويطلب إهتمامها السابق بكل عنفوان ورعونة وبظنه انها بتقفز مثل سنواتها التسع اللي قضتها وهي تحت خدمته وهي رهن لمزاجه ، حرّك فمه بعدم رضا وشد ذراعها بفحيح أغضبها : ما اتوقع اتفقنا نتصرف مثل الأغراب حتى لو الوضع مايرضينا بنعيش نفس قبل لين نتحرر من بعض يا تتنازلين يا
رفعت حاجبها : يا ؟
رخت اصابعه الملتفة على ذراعها
وهمس : لا تتوقعين مني رضوخ حتى الشرط اللي انفرض بالوسط مايعني لي شيء والحين الحين لو بغيت غيرك عشر ما وفرت
ضحكت ببرود وتهديداته وصلّت لها رسالة ، ذعره فيها واضح ، مذعور من صدها ومن شرطها الجديد مذعور من هجرانها وتمنّعها ومن كل شيء صار بالمنتصف بينه وبين قربها مسحت بكفها الأخرى على قبضته السمراء وهتفت له بصوت ضاحك متلاعب : لو فيك شدة لا توفرهم جازت لك العابنا السخيفة لعبة الشد والجذب بالذات هذي معتمدها من تسع سنين واليوم جايب اصدار رخيص منها ودك نكمل اللعبة وننسى لا خلاص ياعتيق ياتوصلنا لمرحلة جادة تفصلنا يا أنا اللي بوصلها بطريقتي
اقترب وتعمد يزاحم خصرها بجسده : وش الطريقة ؟ نفس لعبتنا اللي قلتي عليها رخيصة ماتفرق ! تبغين ولد ؟
شد خصرها بعناد ولهيب أنفاسها المتسارعة ضرب تيارها أوتار قلبه وصار يرقص على حسها راقت له مرحلة الشد والجذب الجديدة مختلفة عن سنواته التسع اللي أمضاها وهو يصدها : انتي حطيتي ثمن الفراق والظاهر انه وسيلة قرب وخطة لعب جديدة
رمشت بعيونها وهي تقاوم عاصفتها الحالية معه بدون وعيها كانت متمسكة فيه ويدها ملتفة بيده بعد ماحررها ، قررت تتمسك وتقاوم رياحه معه بينما هو يقاوم عاصفتها الأقوى وتأثيرها الجديد ردت بصوت مهزوز : المهم نتحمل التبعات انا وانت وخيار البعد اللي اخترته مافي اسهل منه بالنسبة لي بس بيصير له طعم لو خرجت بشيء ينصفني أنا ولسنيني معك
نفضت يده وهو لأول مرة يكون عاجز عن فهم عمق مقصدها قرأ عشرات الكتب وفكك مئات القصائد كتب ودوّن مؤلفات وتصدر اسمه أحرفها والآن يقف عاجز عن حل أحرفها المعقدة والسبب صوتها ولمستها وقبل كل شيء وجهها بعد ما انكشف عنه غطاء التكبر صار يشاهدها بملامح مغايره او للتو يستوعب .
•غالب وهو يراقب إنعكاس عروسه من المرآة ويده تحت رأسه وكله استفهامات ساخرة !
لها حيل تحط مكياج توها كانت نايمة وش ذا النشاط ؟
هي كانت تضع عنايتها اليومية لا أكثر كريم ومرطب شفايف رفعت شعرها كله عادتها الدائمة تكره تنثره ومن طفولتها كانت تضطر بعض المناسبات يكون مسدول وكانت تتنرفز بسبب كثافته وطوله لفّت بعد ماشعرت بمراقبته ابتسمت بإنتعاش :وأخيراً قمت ! قرب يأذن العصر
بصوت متهكم : وأخيراً نقولها لش سبقتش وقمت من بعد الفجر
فزت واقتربت من السرير : ماحسيت
قاطعها وهو يتحرك لثوبه : نسيت اعطيش علم رحلتنا للجنوب بكرة
لفت بحدة : كيف بسرعة اهلي و عزايمهم ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...