ضحك من قلبه على تذمرها وبالفعل غالب صار ملاصق لأم البتول وأبوها ، إنجذب للبساطة والحب والتقارب اللذيذ اللي صار يحرص يعيشه معهم والبتول مستمتعة .
خرجت بوجه مبتسم لكن قلبها داخله إستفهامات من سهم وغرابته ، شد كفوفها وقال : طولتي خلصت الحلقة
رمقته بنظرات غريبة : كيف كانت النهاية؟
إبتسم لها : سعيدة
لمعت عيونها : وسهم ؟ متى ينبسط ويصير سعيد ؟ متى يقول هذا اليوم يومي ومستحيل أي شخص ثاني يزاحمني عليه ؟
مسحها بنظراته وهو متوتر من ثرثرتها الغريبة :قال شيء؟ شفتي شيء ؟ أخبر انه كان بخير وماعليه خلاف
قاطعت إستفهاماته وقالت : بكل مرة يخليني اتأكد اني عجزت وفشلت أوصله لبر الأمان ، بكل مرة نكون فيها قراب من اللحظات الحلوة تفلت يدينا
دست نفسها بحضنه وطوقته بيديها : خايفة ياغالب نخسر بنهاية كل هذي المعارك مع ذاتنا ومع مخاوفنا ومع كل لحظاتنا المُرة خايفة نخسر ، كنت أحسه قبل يقولها ويحس هو قطعة مني لو يذوب ذبت أنا ،
صمتت لثواني وأكملت : عاجز الحيلة وش بيدينه ياغالب ؟
رفعت رأسها له بوجهها الأحمر وبدموعها اللي غالبتها وزاحمت اللحظة وتصدرتها ، ناظرها بحنية صار يظهرها بكل تجرد ، صار مايتردد بكل خطوة حنونة عند البتول يصير عفوي حتى بأحضانه مسح دموعها : لاتسمين العثرات الصغيرة عجز ، قولي عنها حيرة ، نجحتي فترة طويلة وأنتي محتضنه يدينه ماتعجز هاليدين أبد أبد ، يمكن ترك يدينش عشان يلوح للوجع ويوادعه ، يمكن سلك له درب ثاني لحاله
عينها بعينه وكلامه الدافئ غمر خيبتها ومخاوفها رجع يضمها من جديد وهمس : سهم متمسك يدور أصغر سبب عشان يضحك بوجه الوجع وينتصر عليه
تهقى ؟
قالتها بعفوية بعد ماحررت رأسها من حضنه وهو ماتمالك نفسه ضحك من تعابيرها صارت تنسخ مفرداته نسخ ، ضحكت بدلال بالرغم من آثار البكاء المرسومة على وجهها : ليه تضحك جاوبني
نطق بدون شعور: ياجعلني آخذ ضيم ذا الوجه ياجعلني قبله
ضحك من جديد على تعابيرها وقال : الحين يوم أنش ملازمة لعمتي ماتعلمتي الريق الحلو منها ؟الجنوبي يوم يفلت الهرج منه وتضيع علومه سبّق بنفسه
قالت بحلاوة : خالة راوية علمتنا أن هذي مفردات محظورة طلعت مفردات حب الجنوبي يوم تضيع علومه !
غرق في ضحكته أكثر عفوية وعفويتها تأسر القلب نطقت :والله أحبك يوم تضيع علومك
•أديب .
مرت أيام وهو على هذا الحال يستيقظ من قبل الفجر لأنهم يتحركون قبل نور الصباح بسبب بعد القرية الثانية اليوم ام حسين تعذرت لأن بنتها مريضة
ضربت سلافة الباب وصبّحت مثل العادة بصوت واثق ونفس الشيء نفس الصوت بنت جارهم تطلبها مصروف كل يوم بنفس الكلمة المعتادة وسلافة ترد بنفس الرد بدون تملل
نزلت واليوم خمن أنها متوترة نزل ودخن سيجارته دخلت المدرسة ، يبدو أنها نسيت شيء رجعت للسيارة ورن جوالها
: وش تبي يالغثيث ؟ كم مرة قلت كلامك ماهو معي أنا شغلتي واضحة ومابعد لقينا فرصة ، أصبر
ايه أعرف البيت ، أعرفه بيت حسام راعي الخير واليدين البيضا سود الله وجهه
زفرت وهي تحمل الأوراق اللي نسيتها بجانبها على المقعد ،دخلت ، وأديب سبق الموعد من أيام تعرف على حسام والبيت الغريب اللي ظاهره خير لكن من يظلم الليل يحاط بسواد من الداخل والخارج ، ام رابح تتعامل معهم وكل فترة ترسل لهم بنت ! رمى السيجارة بقهر الدنيا داسها برجله وهو متقرف ، قطع كل أفكاره لأن غثيانه زاد صديقه هزاع صار يتجنبه ، يظن أنه يهرب منه يظن أنه سرق فرحته ، خيّب الظن وخيّب ثقة الصديق بعد مابترها بطريقة صادمة لكن هزاع لم يظهر شيء إختلفت تصرفاته لا أكثر لكن حدث شيء فوق طاقة أديب وطاقته !
لأن هزاع اتصل الآن بأديب وصرخ بقهر : أديب العرس تفركش أبو البنت طردني من عند بابه يقول اني ماني كفو وأنه يوم طلبني فلوس المهر كان إختبار وفشلت فيه يوم ما عطيته بالوقت المحدد أديب البنت اللي قلبي يهواها ضاعت مني ضاعت بمهر مسروق !
أديب وهو يرجف وشد على سماعته : أنت تصدق فيني ؟ أخو دنياك يخونك ، أخو دنياك تظنه بيسرق فرحتك أنا ياهزاع ؟ أنا اللي أشرّع يديني لكل ضحكة تدق أطنابها وسط صدرك أنا ؟
هزاع بضياع : أنا اللي كنت أظن أن جيبنا واحد وفرحنا المقسم على قلبين يوسع له قلب واحد ، أنا اللي كنت موسع الهقوة ومشرع لها يديني خيبت هقوة نفسي يوم زلت ظنوني الشيطان رمى لي بذرة شك بملعبي وتركني العب لحالي سامحني ياخوك سامحني
زفر أديب والغصة جزء منها إختفى ورجع المرح يدق باب قلبه :يعني أنت مبريني ؟ سماح ارفع اصبعي الصغيرة حتى وانت بعيد خلنا نقول صحيب
رفع هزاع يده وهو يضحك : خلاص صحيب صحيب حسبي الله على عدوك تندمت اني علمتك على لعبة الصغار ذي حتى وفلوسنا مسروقة نلعبها .
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
Tiểu Thuyết Chung.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...