6

462 11 0
                                    

زايد تراجع للخلف وهو منحرج من جرأتها وتعمدها إحراجه : كنت جاي اشيك على المكان و
قاطعته تمارا بحده : حرير موصيتك على شغلة واحدة بس لكن الظاهر عشت جو البطل لا يكون ودك ترافقنا بالسكن بعد
انصدم من إندفاعها ليرد بسرعة : وانا جاي وجايب معي كم غرض بطلب من حرير
تمارا بحدة : ماعلي أنا من حرير قول وش جابك هنا بالوقت ذا بالذات !
حرير انحرجت من إندفاع تمارا الغريب وغضبها شدت كتفها لتهمس بإذنها : بنت أكلتي الولد المسكين متجمل فينا وانتي نسفتي كل جمايله
ردت بنفس الهمس : ماهو جميل شغل بمقابل بعدين يالحنون لاتفوتي نقطة انا لحالنا هنا وان عنده فرص كبيرة يقدر يدخل من ناحيتها ويتمادى
اف اف تمارا مستحيل اتفاهم معك قالتها حرير بصوت عالي وزايد بالأصل وصله الحوار وكتم غضبه مثل كل مرة كتم فيها ردات فعله الصاخبة لسبب ما صنع إبتسامة خاصة يجيدها هو وقال : عالعموم كل شيء صار جاهز استأذن الحين والحمدلله على سلامتكم !
بخطوات سريعة عبر الشارع لتصرخ تمارا بقهر : بروده يغث القلب مالوم مديره لو مسح بوجهه الأرض كل يوم
ضحكت حرير لتنطلق للسكن وسط ثرثرة تمارا الغاضبة وتذمرها من زايد وبروده ..

عند ساري وضيفته الثقيلة ..
جا الليل وضيفته بالخيمة نائمة من بعد الفجر بساعات والحين قرب الفجر الثاني وهي لم تستيقظ بعد ..
شعر بقلق طفيف وده يقتحم مكانها ويتطمن لكن شعور آخر منعه ..انشغل بدلته رفع عينه يراقب السما بسرحان لكن قطع سرحانه صوت صرختها القوية ركض بدون شعور حافي القدم ركض ناحيتها ليصرخ: وش جاش يابنت صوتش وصل لآخر الدنيا
رهاف لم ترد اقترب لينصدم ضيفته نائمة !

مسح وجهه بتوتر ثاني يوم يمر بغرابة وبالرغم من جسارته وصلابته إلا ان هذا الوضع الغريب يشعره بتوتر وخوف طفيف شد فروته على كتفه استدار وهو يريد الخروج لكن اهتز من جديد بسبب صرختها كانت تنطق بكلمات متقاطعه غير مفهومة : ابعده حمد تكفى حبيبتك أنا حمد حمد
صرخت بحمد ليهتز المكان فتحت عينها وهي تحاول تبتلع ريقها الجاف وفشلت لتكح بأسى موجع حرك مشاعر ساري طوقت عنقها وهي تحاول تستجمع أنفاسها رفعت رأسها لمحته واقف يراقب لحظتها المؤلمة بصمت لكن شدها شيء آخر دم !
نطقت ببكاء وهي تغطي عينها بيدها المرتعشة : دم دم دم دم
انفجع من هذيانها نزل لمستواها على الأرض وهو يحس بعجز الدنيا يحاوط كل أطرافه ومكبلها تراجعت للخلف وهي لازالت تهذي : دم دم دم دم ..
ساري بصوت بارد حاول يستجدي فيه عطفه اللي دفنه مع أمه : صلي على النبي يابنت افتحي عينش مامن شر وش جاش
دم دم دم دم
تنفس بعمق لكن بسرعة لمح طرف ثوبه ليشاهد بقع دم متفرقة ليستوعب جرحه العميق واللي كانت تهذي به مسك رجله المصابة خمن انه داس على شيء حاد وهو يركض ناحيتها وجنونها وهذيانها افقده الشعور بنفسه نهضت وهي تتخبط تبحث بكل زوايا الخيمة عن شيء تغطي به جرحه وكلمة دم دم على لسانها نزعت شالها اللي يحاوط عنقها لتندفع ناحيته وهي تشعر برعب لتنطق والدمع يتدفق من عينها بصوره غريبة وفكها يهتز بصورة أغرب : لازم اغطي الجرح لازم يوقف النزيف لازم اغطي الدم
ساري وهو صامت جالس على الأرض وهذه الفتاة افقدته توازنه بالفعل : بسيطة بسيطة المفروض هالخرقة تلمين فيها جروح ثانية
ناظرته بصدمة بعينها الدامعة بخدها الأحمر بعد ماتوقف ذعرها لينتقل الذعر لقلبه هو ! نطقت ببحة البكاء : شلون شفت جروحي مافي دم
ابتسم بسخرية : خلصتي من التطبب فيني ؟
هزت رأسها وهو تحرك ليقف بصعوبة همس : استري نفسش عني وحاولي تهدين ودي اعرف القصة اللي وعدتيني فيها بدون تعديل وبعدها نتصرف جلستنا هنا غلط ويمكن يصير شيء حنا بغنى عنه لازم نتصرف
خرج وهي بداخلها مقدره اندفاعه وبالرغم من عدم قدرته على ترتيب الكلمات بسبب توتره إلا ان له نظره مرعبة جداً هو يريد التخلص منها وهي أيضاً خوفها منه يجبرها على الإبتعاد ..
.
.
قرية جبل الهزم ..
رجع جابر من دوامه كان منشغل بمكالمة طويلة من غزل المتذمره ابنة وحيد المترفه بدلال خاص مستعد يسمعها لساعات بلا تذمر جابر هو المسؤول عن تمارا وغزل بعد وفاة وحيد انتقلت الوصاية له وصار الأب بعد وفاته ..
جابر : غزل وصلت للبيت خلاص وأديب ذا شغله عندي والله بس ارجع
غزل بدلال : حبيبي عمي اللي دايم مبرد قلبي تكفى طالبتك يوم يجي زيد العيار شوية ابغى تزيد المتعة واضحك لين توجعني جنوبي

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن