58

208 9 0
                                    

مسك كتفيها وهو مبتسم ومتلهف : وش حالش ياعمة عساش بخير وش حال الدنيا معش
ضحكت له برحابة وهي تعدل شالها القطني ويدينه لازالت محتويتها بحب وفرح بهذا اللقاء الغير متوقع : بخير بخير وزاد الخير يوم شفتك اقبلت علي حي ذا العين عساني فداها
رد لها الإبتسامة : مجارة مجارة عساني قبلش
البتول تراقب من شباك المطبخ هذا اللقاء الودي وهذا الحب وهذا التمازج السريع لم تندم ولو للحظة والواضح غالب يهرب وهو بالأصل غير مقتنع بهذه الغربة زج نفسه بداخلها لسنوات البتول تكره الإبتعاد تكره الحواجز الطويلة كانت لها يد دائماً حاضره في إنتشال سهم من غربته والآن تفعل نفس الشيء لغالب لكن هل يعني لها شيء مثله مثل سهم ؟
إنتهى اللقاء وصار بالغرفة ،طرقت البتول الباب ووضعت صحون العشاء وبسرعة قالت : العشا عند الباب ولا تخاف لو نمت قبل الفجر بستقعد لك لين تقوم وتصحصح وتهرب بسلام
كان متمدد على الأرض بعد مانزع عصبته وثوبه لاينكر انه لازال منزعج من تدخلاتها لكن لقائه بعمته يشفع لها لذا فتح الباب وأخذ اكله وقرر ينام ...
نام غالب ولكن تعكر نومه بسبب الأصوات الغريبة اللي توقع انه يتوهمها الصوت زاد رتب شعره ولبس ثوبه وخرج وصار يتبع اثر الصوت رفع راسه الصوت بالسطح ! موسيقى واغاني وتصفيق ركض من الدرج بخطوات واسعة لكن تراجع للخلف بحده لمحها هي هي من بينهم بالرغم من الزحام كانت نظرة من غير قصد لكن قدر يسترق الكثير لون فستانها شكل شعرها الجديد ونضجها بعد سنوات كبرت فيها هتاف أمامه لتختلف كلياً الآن وبمنظر مغاير لتلك الصغيرة التي تقف دائماً أمامه تشتكيه بنيات الحارة تشتكيه غيرة حفصة ونظرات ابنة جارهم البعيد سارة كان يسمعها بلا ملل كان يسمعها لساعات وهي تحكيه يومها الطويل وكيف انقضى تلك الصغيرة التي كبرت وهي تتسلق اكتافه تقفز بلا توقف بينما هو يحاول الهروب من رعونة مشاعره حاول يلبسها ثوب البرود لكن بعد ماحانت فرصته ارتدى من بعدها ثوب الغياب ورحل هو مسح وجهه والذكريات الآن تتهاطل على صدره بثقل بوجع كبير ، حاول ينتزعها ويهرب لكن رجله ثقيله والمسافة الفاصله بينه وبين ملاذ قلبه بعيده وشاسعة جلس بعد ماخانته قوته اللي كان معتد بها جلس بمنتصف الدرج وهو يحاول يلهي نفسه ويواسيها لكن فشل زاد غضبه من البتول وزادت مشاعر الكره هو من الأول ناقم عليها بلا سبب لكن الآن حضر السبب !
.

جبل الهزم
خرجت حسناء بعبائتها وبخطوات شبيهه بالركض بعد ما اخبرها صديق ماجد انه تعارك مع احدهم وسال من راسه الدم مشت بجنون وهي تبحث عنه بنظراتها وجابر من بعيد خرج من دوامه شاهدها وميزها بشكلها الصغير وبخطواته المميزه اللي دايما تثير استغرابه واحياناً ضحكته شدت كتف الولد المصاب :وين ماجد وش قلت له عشان يسوي فيك كذا ؟

لارد
شدته وهي تهزه والرعب بدأ يسيطر عليها : وش قلت له تكلم ماجد مايضرب إلا اذا احد قال فيني شيء وش قلت ؟
فجرها أحدهم من بعيد : قال له امك تركتكم وراحت مع رجال ثاني وقال له بعد انك مقهور لأن امك انشغلت عنك
دفعت الولد المصاب واتجهت بنظراتها
للبقية : طيب وينه من أي جهه راح ؟
صارت تمشي للمكان اللي دلوها عليه وهي تدعي بداخلها انه ما ضر نفسه

انطلق بجنون وأكيد لم يتقن بعد خطواته على الدباب كانت تمشي وخلفها جابر بعد ماحضر الموقف ناداها : ام ماجد ارجعي للبيت انا بتصرف معه
حسناء : كم مرة قلت وبعيد اقولها لا تتدخل لا تفرض نفسك ورأيك بيني وبين ولدي لا تخرب اللي بنيته بيدي سنين
جابر : ام ماجد اتركي جنونش ماله داعي تلمين الناس علينا تعوذي من ابليس وعودي لبنتش
حسناء : قلت لا يعني لا
ابتعدت عن المكان بعد ماتأكدت انه خالي منه خانتها اقدامها وجلست على الأرض بضياع شدت رأسها وقد وصلت مرحلة من الهذيان بعد ماخارت قوتها اللي تمسكت فيها لأيام طويلة هي حسناء كل شيء يمس عيالها يمر من خلال قلبها ويؤذيه يخدشه قبل يخدشهم هي تتحامل وتمسك دموعها لكن عند ماجد وجود الأمر يختلف هنا اطلقت العنان لفيضان قلبها هنا اطلقت العنان لكبت الأيام الماضية لإهانات جابر وصفعاته للغضب المجتمع بعيون ماجد وقلبه للظلم القاسي ولكثير أشياء كانت تشهق بطريقة مؤذية جابر واقف عند رأسها وهو يشاهدها تنازع أسى طويل لأيام تصرمت كانت تغص وهي تخرجه كانت تضيع انفاسها وتكح وترجع تنازعه من جديد خرجت كتلة الوجع التي تكورت داخل صدرها لأيام لفضتها على هيئة دموع لتنسكب بلا توقف والمتفرج الصامت يراقب المشهد بلا مشاعر ينتظر هذه السحابة لتفرغ حباتها أمام عينه وهو متجرد من التعاطف ومن الرحمة ومن المواساه كان مثل جدار صامد تلقى انهيارها وهو واقف بمحله

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن