283-290

304 7 7
                                    

صارت على مشارف الإقتناع : يمه لو تشوفينها بتعضين أصابعش من الحسافة لو تشوفين بنت الوادي مقبلة بذيك الشامتين ولا بذاك الليل العتيم ولا بخطاويها كنها تعدها من ثقلها ورصانتها ولا
: بس بس يالمروح بس وش ابغى بزينها يومك تمدح لي زينها ؟
حك كتفه من ضربتها وقال : خلاص نحول على الأخلاق ؟
قرصت فخذه وقال : يمه حفرتي العظم ولا طاب خاطرش باقي ، وش تبغين اسوي وش تبغين
التقط يديها ومرر وجهه على راحتها الساكنة بحجرها ، رفع رأسه وضم شالها المعطر وهي وصلت لأقصاها من الكبت والتحمل ، هي من فترة تختنق بضحكات صامتة تحاول تبين العكس لأن زعلها مهيب عند أخوانه عداه : قبل تجيبها هنا يا أديب والله اني ما اشيل كاسه من أرض غرفتك اللي فيها وسخ متراكم من أيام عمي جابر الله يرحمه
قفز بحدة وهو يضحك : يعني خلاص رضي خاطرش علينا ؟ ياجعلني الأول ياجعلني افدا هاليدين راضية الفال أمي ام قلب طيب
: بس بس انقلع اغسل مفارشك وانفض غبار الستاير وغسل ارضية الغرفة والله ان تنطفها وحدك تستاهل تتكسر عظامك يوم يومين ماتضر
قفز وهو يقبل خديها وهي تضربه وتضحك
ركض للغرفة وكح مستودع أوساخ ! من وين يبدأ وكيف يلمعها ؟
رفع أطراف ثوبه الشتوي وشمر عن أكمامه وبدأ ينفذ عقاب أمه وقلبه راضي المهم رضت بزواجه واقتنعت بسلافة ..
مرت ساعتين وهو انتهت طاقته ومع ذلك يشتغل بكل حب لأن نهاية هذا العناء شيء يسره أقبلت غزل حاملة مبخر كبير نطق بتهكم : ماشاء الله تكلفتي
ضحكت : وش اسوي جدة صفية مسوية علينا حصار ومستحلفة فينا اللي تساعده بتكسر ساقها
قربت هتاف وهي تحمل كيس ضخم قفز بجزع وهو يقترب بحدة : هتاف وانا اخوش ليه ليه ثقيل كان ناديتيني اشله؟
وهي تتنفس بقوة قالت : مفرش شتوي جديد جابه عتيق من شتوية العام تستاهله يا أديب
رمقها برحمة ، تجاوزت إنهيارها ووضعت لمساتها بمشاركة أخوية أكبرها وقدرها ، نزّلت شالها الثقيل على طرف وجهها ، هي كبرت بينهم تكتفي دايم بتغطية رأسها لكن اليوم تدس عنه جزء من حزنها ومعالم دمعها ، هتف بضيق : عسى ماهي ضيقة كايده وانا اخوش ؟ تفداش الدنيا ابشري بي
انتفضت من نبرته ، أديب توده وتعزه مثل أخوها وأكثر مستحيل يحزن وهذا الوقت لفرحته هتفت بود مصفى : ماتقصر ياخوية أمس وقبله كان الخاطر ممتلي وشين لكن اليوم قلبي ممتلي فرح عشانك
برضا قال : ايه هذا الكلام اللي نبغى نسمعه وان حدتش الدنيا سايريها
بتهكم لاذع : هذي الدنيا من يومنا وهي لاوية يدينا خلاص يا أديب اترك اللمسات الأخيرة علينا
ترك الكيس بعد مافرغه على السرير وترك المهمة لهن ، ترتيب الأشياء بدقة النساء المحببة والتفاصيل الأنثوية دايم تحلي المكان وتضيف له حياة ..
نزل وهي قالت لغزل : اذا عندش عطور جديدة جيبيها أنا عندي كم عطر وأقلام حمرة جديدة بسرعة خلينا نجهز الغرفة قبل تدخلها العروس
غزل تحفزت من معنويات هتاف المفعمة بحيوية عجيبة ، قفزت لغرفتها مع تمارا وتمارا هذي فرصتها المحبوبة ، جمعت الكثير من الثياب وأغراض خاصة بالعرايس وحسناء اكتفت وتركت الباقي لتصبح من نصيب سلافة ، تمارا قفزت لمتعتها ورتبت الشموع والعطور والثياب الجديدة بعد ما تأكدت أن الغرفة جاهزه قفلت أنوارها ونزلت تشاركهم جلسة الدكة ..
.
.
: وين البتول ياسهم !
قبل يجاوب سهم رفع صوته وهو يناديها وقبل يندفع لداخل البيت استقبلته أمها بنظرات غريبة تجاهل دهشتهم ونظراتهم ، قفز للداخل وهو يدل طريق غرفتها اقتحم الغرفة ووقف عند الباب بعد ما أقفله ..

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن