غالب بتماسك : صل على النبي أول شيء وتأكد اني جيت عشان اثبت انك مو لحالك ولا وحيد وعايش حزن فريد مازار قلب أحد ثاني واجتمع بصدرك وصرت انت معزبه لا ياخوك اعتبرني ماقلت اسمه ولا اطريته بذا المكان لكن لاتبتر الوصل صدقني اني قاصدك عشانك وعشان شيء يجمعنا بتفهمه بعدين
ربت على كتفه بنفس الصلابة وبالرغم من استجدائه بالكلام لكن النبرة كانت مليئة بالحدة والثقة والصلابة نفس شخصيته ونفس تركيبته
سهم وهو متعرق بالرغم من برودة المحل عينه بالأرض وانكساره طاغي لايملك قوة او بالأصح لايعرفهاهنا حضرت البتول لتشاهد صورة متناقضة من كل الجهات سهمها غارق ويستنجد بقشة مالها وجود وصل لمرحلة من الغرق متأكده انها بتوقف عاجزه عن انتشاله مثل كل مرة لأن هذه الصورة من الغرق جديده عليها وفي الجهه الأخرى غالب عينه الثابتة مصوبها ناحيته بصلابة اغضبتها وكأنه جلاد والآخر ينتظر حكمه بخضوع لكن الصورة ناقصة لم تحضر بقية المشهد حضرت النهاية وهنا انقضت على صدر الشجاع ودفعته بعين ملاها الدمع وبصوت متوجع ومن أجل سهمها الجريح : رميت جرح جديد بصدره ؟ ليه اخوي وجهه ذبلان ليه قلبه يبكي ؟ انطق قول
غالب ببرود بينما داخله غضب ساحق بسببها بعمره مامد احد يده عليه وهذه تمردت و ضربته : قلت له سر متعلق بطفولته سر من أسرار الوجع اللي عايش معه للحين
هنا التفتت لأخوها وخايفة من نوبة الهلع تداهمه وتزيد الطين وتكثر الأوجاع وتدبلها وقفت بالقرب منه واحتضنت وجهه بيديها حركتها الدائمة توصل له أحاديث طويلة وأبرزها أنا البتول وهذا الشيء يكفيه : سهم حبيبي طالعني خذ نفس عميق السر ذا قديم احنا خلاص قطعنا مسافة طويلة ماراح نسمح للسر يرجعنا بخطوات لورى سهم شوف انت وصلت لنص الطريق لا تتعثر عشان سر
مسحت بكفوفها المخضبه بلون أحمر بعد ماتسلق الإحمرار لجسدها وهذا الإحتقان لايحضر إلا بلحظات غضبها العنيفة والآن حضر واشغل سهم عن سره هز رأسه يريد يطمنها لا أكثر : مستحيل اسمح له روحي البيت وجهك قاعد يحترق
ردت ببكاء : مالك شغل بوجهي لو يذوب المهم سهم عندي
سهم : وسهمك بخير لاتشيلي هم
وغالب واقف عند الباب ينتظر البتول تنتهي من طبطبتها وبكل مرة يزيد غثيانه من مياعتها هي تظن انها تحتوي سهم بينما هي بنظره تضعفه أكثر
ودها تخرج ولكن الشجاع متصلب عند الباب خطف له نظره ليشاهد نفس الإحمرار السابق بعدما شدها من عند المستشفى ذي النسمة تذوبها حتى جلدها مايتحمل الزعل يحترق على طول ظهرت علامات التقرف على وجهه لا تروق له تصرفاتها رقتها مبالغ فيها وحنيتها مبالغ فيها ومبتذلة بالنسبة له وسع لها مكان صغير تعبر منه اندفعت بسرعة وهو قال لسهم : حط ببالك اني شيء وخويي شي ثاني ومستحيل افرض عليك تبقى قريب منه ولا بطلب منك هالقرب
سهم بهدوء : أنا عندي مشاكل وأسرار وهموم تعرفها وماتعرفها لكن اقدر أميز وافرق واعرف الوقت المناسب والقرار المناسب ورجعتي للجنوب أول مكان أجيه بيكون بيتك
هنا ظهرت إبتسامة صريحة من ثغر غالب ليرد سهم نفس الإبتسامة
.وين الصغار ياتذكار؟
ردت تمارا بالنيابة : جود وماجد بغرفتنا نايمين
صفية بضيق وهي تتأمل صحون العشاء : ولا واحد منهم حط بفمه لقمة وامهم مقفله عليها الباب وجابر هج ماندري وين غدى ( راح )
هتاف نزلت بغطاء ومفرش جديد قاصدة قسم جابر القديم لم يعلق أحد بعد هجومه على حسناء وضربه لها رقت قلوبهن هي انثى مثلهن وكسرها يؤذيهن : بروح أشوف الضعيفة من الظهر مقفلة الباب غزل تقدرين تجهزين لها عشا والا
قاطعتها غزل وهي تفز للسفرة : عشا عيالها ماكلوه وصلي المفارش و ارجعي خذيه
ناظرتها برضا وتمارا صامتة لم تعلق نظرات حسناء الضايعة وتبلدها بوجه الهجوم حتى تحركات كفوفها وعلامات الضياع الظاهره على كل بقعة بجسدها لم تفوتها صوت الصفعة ومنظر الدم لم يفارق بالها لكن لم تعلق غزل بعبوس قطعت سرحان
تمارا : أول مرة بعمري كله أخاف من عمي جابر
تذكار بتأييد : وأول مرة أشوف قدامي مرة تنضرب
كشرت وهي تتذكر صوت الكف : توجعت عنها ماشفتو وجهها حتى اخ ماقالت
صفية بدت تتعاطف وكثير : ظنتي يمش انها تبلدت ماندري وش ذاقت من ضيم بحياتها ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...