بيت حسناء الصغير وجابر ..
جابر : تمارا ودها يخاويها ماجد للرياض ماجد خايف تردينه
منهمكة بمراقبة طبختها اللي تتوسط القدر بعد ما تأكدت من المكرونة المسلوقة سكبتها بصينية مستطيلة تتحرك وهي صامتة لم ترد عنده فضول يعرف نهاية الموقف تطورت صارت تغضب وترمقه بنظرات جديدة فيها من الغضب ما يستفز عناده ويحثه يكمل معها ما ابتداه من القسوة رافعة كم ثوبها القطني لونه زهاها شعرها مرفوع كله للأعلى بالرغم من قسوة أيامها هنا بشرتها ناضجة وحيوية بعد ما اختفت الضربات الموسومة على خدها بعد ماتجلت الصورة وصارت أوضح بعد ما انزاحت غشاوة الحزن يبدو انها هدنة مؤقتة لا أكثر
رمقته لثواني وقالت :لا تناظرني شيل السفره وجهز الملاعق !
رفع حاجبه تطورت وتوسعت اصبحت ترمي عليه أوامرها كزوجة قرر يماشيها ويساير اللحظة حمل السفرة ورتبها على الارض : ماقلتي لي
لترد : بخصوص ؟
وضعت الصينية بعد ما انتهت من تحميرها وطبق السلطة وزعت اللبن بأكواب
زفر وهو متملل من مماطلتها : الرياض
صدت وقالت : ماما العشا جهز ، ماجد شيل اختك وتعال قبل يبرد
عقد حاجبيه وقطبها بحده ضرب بالملعقة على الأرض ؛ ام ماجد لا تختبرين صبري !
قربت صحنه منه وهمست : لا تصبر و لا تتحملني ماهو مطلوب منك شيء الحين غير تخلص صحنك وردي على سفرة الرياض والموافقة عند ماجد كم مرة قلت لك الأشياء اللي بيني وبين عيالي لا تتدخل فيها ؟
ابتسم ورفع اللقمة لفمه راقت له صورتها الجديدة : نسيت اقول لك شيء ثاني غزل يا تمسك لسانها يا انت تعرف لو انفجر صبري وش بيصير ما عدت اتحمل حتى صوتها
انشغلت بأكل صغيرتها ونسيت نفسها انقطع الحوار لأنه انغمس بالتلذذ أكلها لا يقاوم نفسها بالطبخ لا يُعلى عليه
مسح طبقه ونهض بصوت ثقيل : الشاهي جيبيه بجلسة الدكة انتظره ..
•بعد كم يوم ..
تمارا يدها بيد أخوها عايشة شعور جديد تتمنى لو غزل تتنازل وتعيشه مترت الأماكن المبهجة برفقته ترفع يدها وتوصف له بلا توقف تسرد له تفاصل التفاصيل وهو في غاية السعادة كل شيء تظن انه متعلق فيه وبعيد عنه وتظن انه انحرم منه حملته بكفوفها وصار منه قريب كانت تركض وتسبقه لكل شيء تلمع عينه لرؤيته وقف طويلاً أمام فستان رمادي وقف وهو عاقد اليدين تعلو محياه ابتسامة شجن بالغ وهو يطيل النظر وبلا شعور منه ضم نفسه كان يتخيل شكل الحسناء وهي تدور على نفسها بعد ما لامست جسدها قطعة قماش راقية وثمينة تخيل حجم البهجة وقاسها تخيل لونها واستطعم مذاقها ، خالجه حزن وقطع طريق بهجته الطفيفة وهو يتذكر خزانتها الخالية من الأنوثة المتجردة من رداء الترف الخاوية بلا روح ، حسناء لا تملك من الحسن والبهاء إلا وجهها وإسمها بينما هندامها يفتقد معالم الأنوثة وبالرغم من ذلك كان حسنها يطغى ويضفي ملامح على ثيابها الجرد
لامست كتفه وهي تدرك سبب وقوفه الطويل وعينه الثابتة على هذا الجمال ابتسمت له : حبيته؟
هز رأسه وهو يضحك : مرسومة عليه ملامح أمي كل شيء هنا عديت عليه بس الفستان هذا خلاني اوقف غصب
يا الله دائماً يستوقفها بكلامه وعذوبته خصوصاً وقت يتكلم عن حسناء تختلف ملامحه كلياً وكأنه يحكي قصة عشق اسطورية لكن هذا الحب فاخر جداً حب الأم المتشعب داخل روحه الطافح من عذوبة كلامه يبهرها هذا الإنتماء ضحكت له بعد ما رق قلبها للمعة عيونه : بدون مقدمات طويلة يكفي تقول حبيته
صار الكيس بيده يشعر ان حامل بين يديه كنز نادر وده يقطع المسافات الشاسعة ويظفر بتلك اللحظة صار يسابق الزمن ويعد الثواني على اللقاء اللي متأكد انه بيثبت بذاكرة قلبه سنين طوال
لاحظ ارهاق اخته نطق :تمارا
بعفوية ردت :ها حبيبي
ابتسم لها : اليوم تعبتي
قاطعته : قلت لك اليوم كله لك بكرة بنشغل عنك مافي وقت لازم نرجع الديرة
.
.
ملكة ..مسحت بقايا الحليب بمنديل ملون بعد مافرغ من وجبته المخصصة له ، رتبت شعره ومسحت عنقه بفوطة مبللة يرفض كل الأيادي يرفض اهتمامهم لكن ملكة يرضخ لإهتمامها وهو مستمتع ضحكت له بعد ما لاحظت انتعاشه : يالله ابوي باقي العطر ضيوفك في المجلس ياجعلني افدا اللي يجمع شيوخ القوم حوله
انكسرت نظرته رفعت وجهه بيدها : الشيخ يوسف وده بشيء ثاني قبل يروح لضيوفه ؟
لم يتفاعل معها عقله يغيب ويرجع يعيش حالات صامتة وهي صارت شبه متعودة على وضعه المهم انه بخير دفعت كرسيه ناحية الباب وحضر قايد لم يرفع عينه التقط الكرسي ودفع خاله للمجلس وهي تنهدت خسرت كثير بسبب اعترافها السريع والمستعجل لم يخيل لها الندملم يخيل لها الندم لم تضع له خانة بقاموس حياتها معه لكن الندم صار بأول القائمة ليتها حسبت ألف حساب لما قالته لكن لن ينفع الندم قايد من ليلتها وهو بعيد بكل جوارحه يغيب أكثر أوقاته ،
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...