142

217 5 0
                                    

جلست وضمت ذراعه كان المفروض تحضن هذيانه لكن دست رأسها بحضنه وهي تبكي بصوت خافت هتفت : لهفتي تسابق لهفتك القديمة ولهفتك الحين ، ايه ياقايد أنا مثلك كانت الدنيا خالية وكان ورى صوتك الدافي فراغ عجزت فيه حتى الأغاني
صرت ألوم نفسي كثير ياقايد ليه عيشتها شعور وثم ضيعته بسهولة ، ليه صار الصد بعيوني سهل ويوم ابعدت كثير واستوعبت اني وحيدة استصعبت هالشعور ، عادي يمكن تشوفني وقحة وانا اقول اشتقت لك بس اتوقع تعودت على وقاحتي الصدق ياقايد فقدت نفسي بغيابك ..
رفعت نفسها من حضنه وقالت : لمني برضاك ياقايد لم لهفتي ولم الوحدة اللي عشتها وانت بعيد عني لمني ياقايد أجمع الشتات اللي عشناه بضلوعك
فلتت يدينه وهو يرمقها بنظرات باردة ذابلة قطع اللحظة حضور غالب يناديه من بعيد لف له وقال : ارسلت له يجيني ، أنا كل الحروف اللي نثرتها الليلة زاحمتني ثلاثين ليلة واختنقت فيها فز وقال : اللي بيننا فراغ كبير مايجمعه حضن
رمقت رحيله الذابل بنظرات الندم ضمت نفسها وهي تبكي خطواته المبعده عنها وهو واقف على حدود الإنكسار استنزف بالكامل يساوره شعور اللا شعور ترك كل شي وراه رهن للحظتهم هذه
ملكة عبثت فيه لم تحفظ قلبه لم تحفظ هواه تركته معلق على حافة محفوفة بالتمني كان يتمنى نظرة يتمنى همسة يتمنى لو خطوة كان يعيش معها على التمني استهلك معها طاقة الإنتظار وفي آخر مشاويره معها زجت به وبقلبه أعلنت التخلي وغادرته ببساطة تقرح منها قلبه !
.
.
وصلت لأرض الرياض وحرير من بعد ماعرفت بكل شيء لم تتركها ولو خطوة واحدة ، جود وماجد أصدقاء رحلتهم الجدد
فتحت باب بيتهم وانقبض قلبها كانت تحاول تغض النظر عن الشارع اللي ياما حمل خطواته الباردة الغاضبة ، الحزينة ، المجهدة حاولت تغض النظر عن الممر اللي يوقف فيه ساعات من أجل مراقبة حرير ومن أجل قلبه اللي ماكان ينبض لغيرها ، أما تمارا وقصتهم المبتورة ماكانت إلا هامش صغير قدر بليلة واحدة يتخلص منها ويفر بجلده ويتركها على قارعة الخوف والندم !
حرير تعرف سبب عبوسها تعرف أنها الآن تقاسي مخاض الذكريات وتدرك ان زايد الشخص الوحيد اللي قدر يهزمها صرخت بمرح تحاول فيه تشتيت تمارا : جود الأميرة وش مشتهية ؟ حرير تطبخ كل شي و طعمه يم يم
جود والمصاصة في فمها تجاهلتها هنا فجأة رن جرس البيت وتلخبطت تمارا وتلخبطت انفاسها يمكن زايد وصله الصوت وقرر العودة
جرت خطواتها للباب والطارق ماكان إلا ساري !
رفعت حاجب البرود من جديد وقالت : وش اللي جابك ؟ تعرف زين اني يوم قررت ارجع كنت قاصدة ابعد عن كل شيء وأول الأشياء أنت
وكأنها ترحب فيه تراحيب حارة تلقى كلامها ببرود لاذع هتف : جابر مأمني على الصغار وما اقدر اخلف بوعدي له احسبي حسابش من اليوم بتشوفيني عن السنين اللي قدرتي تصدين فيها وتتجاهليني !
تجاهلته وهو رفع الأكياس عن الأرض ودخلها في الممر : رقمي عند ماجد نقلت ملفاته لمدرسة قريبة من هنا وروضة جود باقي كم يوم
قاطعته : عندي علم في شيء ثاني ؟
ساري : بالنسبة للمبنى ،
تأففت بتملل وقاطعته بحدة : ماعندي وقت اسمع توصيات المبنى صار من ممتلكاتي ولا تقدر تناشبني عليه
تأفف هو كان بيفهمها شيء لكن حقدها يسبق كل الحروف وتقطع الصوت بنظراتها وحدتها : قبل اروح ابغى اشوف جود
سبقت جود ردها : عمي عمي
ضحك ساري ونزل لمستواها وهي صارت تمشي له بخطوات مليانة دلال بسببها تمارا كتمت ابتسامتها وبالكاد قدرت تسيطر عليها كشر ساري من منظر المصاصة : خلاص صرتي كبيرة وبتروحين المدرسة تبغين تروحين المدرسة بمصاصة ؟
عانقته واسندت رأسها على كتفه وهو رق قلبه همس لها : يا ذا الدلال اللي جايب قلوبنا كلنا مانقدر نقول قدامه شي
حملها وهي لازالت مسندة رأسها على كتفه : بكرة بمرهم مافي اعتراض
صمتت تمارا وهو نزل جود على الأرض ليخرج على الفور وحرير خلف الباب شدها حديثهم ومستغربة من برود تمارا وغضبها توقعت انها لانت مع السنين لكن تمارا لايمكن تلين ..
.
.
هزاع وينك ؟ شبرت قرية الفلس ذي ولا لقيتك !
هزاع من السماعة : طلعت اشوف أحوال ميمتي متنومة من الضغط
أديب وهو يجمع اغراضه اللي اشتراها من البقالة الصغيرة صمت لثواني وهو يراقب الأنثى اللي تسترق الحكي وتتظاهر بفتح الثلاجة اذنها عنده وعند المكالمة لكن تجاهل : مهر عروسك عندي في السيارة اشغلتني بفلوسك ذي كان حولتها لأبوها وخلصت ليه تصعبها على نفسك
هزاع من بعيد : مدري وش براس ابوها يبغى فلوس المهر كاملة ويستلمها بيده
حمل الكيس للشايب اللي عند الباب : كم حسابي ياعم
: ١٠٠

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن