11

363 13 0
                                    

مرت نصف ساعة لم تستيقظ
صفية الأم نطقت : ماقامت اصبح الصبح والبنت على حالها غزل اركضي لرقية تقرأ عليها
ركضت غزل وعتيق ختم السور اللي يحفظها تخدرت رجله وتصبب عرق الخوف والأسى على حالها قرب رأسه من اذنها ومن كتفها العاري بفعل الفستان الممزق وبفعل يده : هتاف صار مثل ماتوقعتي انحجب نور القمر ما امطرت الغيمة هتاف
ضيف الله بأسى تحرك وجلس يجاري جلسة حفيده : هاتها حط راسها على رجلي
هز رأسه وهو يشد من احتضان رأسها : لا ياجدي ابغى تصحى وتفوق على ريحة مطر
ضيف الله بعدم فهم : مطر ؟
مسح عتيق وجهه : سالفة بيني وبينها
صفية بحرقة : عتيق أمي خل جدك يمسكها انت يالله توثق عمرك
عتيق : مافيني شيء وش قومكم علي
أديب احتضن كتف أمه صفيه : هو مرتاح كذا لا تضغطونه
شد كتف أمه بإشتياق وهي هزت رأسها
ارتفع صوت الأذان ورقية استلمت مكان عتيق واحتضنت رأس صديقتها صارت تقرأ بصوت عذب رتلت البقرة وقربت تختمها وهتاف لم تستيقظ
بدأ التوتر يسيطر على المكان وصفية الأم صارت تبكي بلا توقف : وش نسوي المستشفى مايستقبلون وضعها ذا البنت ميته بين يدينا
رقية بدموع : مالنا غير نطلب الله ادعي لها ياخالة
ضربت صفية ارجلها بجزع : ضاعت منا راحت خلاص
فجأة ارتفع صوت صرخات هتاف صرخت بصوت هز المكان ارتفع جسدها وصارت تركض بالمكان ركض عتيق ليوقف ركضاتها لكن فقد السيطرة عليها بعد ماصار جسمها ينطوي بصورة غريبة ركض أديب وهو يرفعها انرفع طرف فستانها صد بوجهه بقهر غطت خصلاتها وجهها لازالت تصرخ بنفس الحدة حملها عتيق للغرفة وسط الدموع والذهول والأسى اللي تربع بصدر الكل ولأجلها ..

أطراف قرية ساري ...
استيقظ بعد ماداهمه النعاس بعد سهرة طويلة جداً كان يحاول بأقصى قوته يتجاهل إرهاقه ويتفرغ لمراقبتها لكن هزمه النعاس
مشى للخيمة دور بعينه لكن الخيمة فارغة
متر المكان بخطواته ذهاب وإياب وهو يبحث عنها لكن اختفت وكأن الأرض إبتلعتها !
ركض لأطراف الجبل يمكن تهورت ورمت نفسها لكن لا وجود لها !
ركب سيارته قطع مسافة طويلة لكن يبدو ان هناك سيارة أخرى اقتحمت المكان وسط غفوته
هربت !
رجع للخيمة يدور عن طرف يوصله لها لكن قطعت كل السبل وكأنها بالفعل ومضة حلم استحلت يومين من حياته وغادرتها !

الرياض ..

تمارا : بس بس دوختيني وانتي تمترين المكان خلاص بنروح بالسيارة جهزتي كل شيء
تمارا وهي تركض ناحية حقيبتها الصغيرة : خلصت خلصت مشينا
ركضت تسابق خطوات حرير ناحية السيارة
وحرير خلفها تحمل حقيبة صغيرة
زايد يراقب وضعهم المتوتر من شارع بيتهم كان ينتظر السيارة اللي طلبها لموعد والدته بالمستشفى تسلل لقلبه قلق طفيف من أجل حرير لكنه مشغول بوضع والدته الآن ..

تمارا وهي تحاول تتصل وتتطمن
حرير : أحد رد ؟
تمارا : ماحد الحين انتظر أديب الله يستر
لم يرد أحد زاد قلقها هي تعرف وضع هتاف المرير بدون تردد قطعت رحلة عملها المهمة لتشارك عائلتها هذا الوضع خصوصاً عتيق يعني لها الكثير ..

مر يوم كامل على عائلة ضيف الله عتيق لم يخرج من الغرفة وهتاف مستمره بصرخاتها ..

آخر بيت بقرية ساري ..

قلت اخرجي من هنا ماتخافين الله ماتسمعين ذا الصوت ماحرك بقلبش شيء
بقسوة ناظرتها : جيتي هنا عشان ادور بنيتي بخلص وبرجع مع طريقي وذا الصوت لو ينبح ماحرك فيني شيء !
ياقسوة ذا القلب ياويلش من الله ..
صرخت بها : قولي ذا الكلام لقلبش انتي من سبق بالأذية تحملي النتايج
تسمرت بقسوة وهي تسمع صوت هتاف الباكي بقيت لدقائق طويلة وكأنها تستمع لمقطوعة موسيقية لكن لم تطربها !
تحركت لتعود لغرفتها المهجورة بهذا البيت وشعور العناد تعاظم بداخلها بعد ماصرخت فيها العجوز وحملتها إثم الماضي بأكمله نسيت هدفها اللي جت عشانه نسيت أرضها ومدينتها تحفزت عندها رغبة البقاء هنا لن تمانع ولن تقف أمام عنادها ورغبتها وقبل كل شيء قسوتها ! ..

خرجت حرير من قرية ساري وهي مرهقة لم تذوق النوم من يومين لكن لن تترك عملها قررت تنام ببيتهم القديم وسط المدينة وتحجز للرياض بأسرع وقت ..
قطعت مسافة بعيدة خارج القرية لكن لفتها شيء اشعرها بالذهول !
تصنمت لثواني وهي تتأمل الشخص المرمي على أطراف الطريق خافت توقف والوقت ليل وهي بمفردها اي نعم خاطرت بنفسها وقررت الخروج لكن مضطره
ترددت وهي تشاهده يلوح بيده ويستجديها توقف لكن فتحت فمها بصدمة وهي تنطق : ساري !

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن