150

230 6 0
                                    

إنحنى وطوق جسدها بيدينه حملها وهي غاب عنها الوعي واستوعبت انها متمددة على أريكة وزايد إستنفذ كل المحاولات بإسعافها، وأخيراً فتحت عينها تنفس بإرتياح وهي جعدت وجهها
تمارا " وش صار لي ؟
زايد : هذي نتايج العناد تموتين لو ماتوجعتي ووجعتي راس غيرك !
تأففت وهي تقوم بتثاقل جذب كفها يساعدها وهي ما مانعت لأنها مجهدة همست : انت تدري ان مافيني حيل للشد والجذب وانت تعاند أكثر مني أنا لي حق كبير ولا تقدر تنكر المبنى لي يازايد لا تطولها
وده يستسلم لكن عناده أكبر منها : أتركينا من المبنى بكلم السايق يرجعك البيت ولا تناقشيني
مسحت وجهها وهزت رأسها بدون نقاش لأنها مرهقة وظهرها لم يتعافى بعد لاحظ توجعها من ظهرها وهتف : أنتي متوجعة من ظهرك وتكابرين ؟
مشت بخطوات ثقيلة لتجمع أغراض حقيبتها بعد ما نثرها لم تسأله عن السبب نطقت بصوت متوجع : طحت طيحة شينة وتوي ماتعافيت منها
ودها تفصح عن وجعها حتى لو لجدار المهم تتنفس ولسوء الحظ الجدار كان زايد لأنه إكتفى بمراقبة صامتة نزلت وهي تتجاهله وودها تقود سيارتها وتتحرر من خناقه اللي صار يستحوذ على كل أنفاسها لكن جذبها من جديد وحملها وهي ماقاومت سمع صوت أنفاسها المتهدج ، ضعفها لم يروق له وجزء من آلامها شعر بوخزها بصدره لأن هذا الوجع لايليق بها أبداً نزلها وهي رتبت عبائتها وشعرها اللي تبعثر ، خجلها الجديد اللي تسلل له بصوره مدهشة لم يفوته تمارا ضعيفة وجاتها لحظة خجل ! قرر يصمت عن اللحظة ويتغاضى عنها بصوت بالكاد وصله : بروح بسيارتي أنا بخير
غابت عن عينه بسرعة وهو يحاول قدر الإمكان ينفض كل شيء كل شيء وجودها بين يديها وإستسلامها وخجلها وكل شيء جديد عاشه معها قرر ينفضه رجع للمبنى وتمارا في طريقها للبيت ..
.
.
ملكة ..

بدت تختنق من غيابه من بعد آخر لقا ودع كرسي الإنتظار وهي ودعت الترقب من شبابيك غرفة المستشفى الكئيب بدت تختنق أكثر من هذه الوحدة ، رتابة الوقت تمضي بثقل ، والدقيقة الواحدة تجر معها غصة ثقيلة بسببها صار الوقت يمشي على مهله ، عجزت محاولاتها في جمع الشتات اللي إخترق وحدتها بعد غيابه عجزت وهي تلملم بقايا حروفه اللي تركها ، ترك لها اسئلة وغاب إعترف إعتراف صريح لكن أعلن من بعد إعترافه الرحيل ، ترك حروفه بصدرها وترك لهفتها
كانت تتسائل بينها وبين نفسها ياترى استوعب حضنها ؟ استوعب لهفتها ؟
استوعبها هي ملكة اللي كان يلاحق كل محاوله تجمعه فيها كان يعد صغار الفرص ويعتبرها لصالحه كان يقتنص أنصاف الثواني ليجد نفسه أمامها يظهر بكل تجرد ماكان يتمنع ، ماكان يبين خجله من المحاولة ، ماكان يبين ضيقه من صدودها على العكس كان الند لكل لحظة تهرب فيها ، كان يقف لنظراتها بالمرصاد ، هي تشيح عنه بعيونها وهو يقف بكل خطوة أمامها هذه الفرص كانت سبب ، قدرت تألفه من محاولاته قدرت تتشبث بالفرص وبأنصاف الثواني أكثر منه لكن قايد إستسلم وترك المحاولات لها هي وها هي الآن تعاود نفس خطواته نفس الترقب تنتظر لمحة عيونه تنتظر فقط وجوده !

ضمت اللحاف وقلبها ملهوف هذي طريقته بفتح الباب حفظتها وحفظت طريقة دخوله سابقاً ، صار يتسلل في أوقات نومها ويخطف له نظرة من خلف الستار أخبرتها ممرضة والدها بالصدفة وقررت اليوم تتظاهر بالنوم الستار كان عازل عن الإزعاج تقدر تنام براحة لكن اليوم قلبها فز على حس خطواته ومن رائحته اللي تسللت من وراء الستار أغمضت عينها بهيام من قربه ، تسللت لها راحة غريبة ، تأكدت أنه متمسك شدت على اللحاف أكثر وهي تسمع صوت أرجله ، حررت رأسها خافت تختنق من أنفاسها اللي حبستها ومن شهقات الفرح اللي تعاظمت بصدرها ، تقدم ورجله تستحثه وجوارحه المشتاقة تصرخ فيه تقدم تقدم إنثنى بالقرب من سريرها القريب من الأرض وضع يده على خصرها وهي على وشك الإنفجار مسح بيده بدون كلمات لكن الصمت كان يكفي، صمته حمل رسائل العتاب وشوقه المفضوح ، حمل حنينه وحمل معاناته وهو بعيد عنها وخصرها من تلقى كل هذا الزخم كان اللقاء في هذا المحيط كان أشبه بعناق كان يتسائل دائماً كيف هو شكل الإحتضان بعد غيبة طويلة ؟ هذا اللقاء كان جواب كافي لم يكتفي من ناحية ، خصلاتها المستريحة تناديه قرب ألثمني أنثر أشواقك ولا تخجل وبالفعل جاوب نداء خصلاتها قبّل أطراف شعرها قبلات عميقة جرها جر من صدره المتصحر ، كان هذا اللقاء أشبه برشفة باردة بعد عطش مرير تبلل الظما وإبتلت عروقه إبتهجت روحه لكن ليس بمفرده ! ملكة تجابه الآن أقسى المعارك ، صوتها الطاحن وصل صداه لعمقها ، حتى صوت القبل شبهته بصوت الرصاص من شدة وقعه على روحها ، أطلقت العنان لأنفاسها بعد ماسمعت دوي أقدامه كان أشبه بركض الخيول وسط ساحات الحروب من شدة وقعه على روحها

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن