48

221 8 0
                                    

تندمت على تسرعها وفتح حديث عفوي معه بعد موقفه الجارح لم ترد اعتبارها بعد : اليوم بنرجع ناخذ اغراضنا من هنا خلاص مالها لزمة قعدتنا بالفندق
وهو يمشط شعره مقابل المرآة سأل : ليه ؟
تجاهلت سؤاله : انتظرك بالمواقف ..
.
.
بسهرة العشاء كعادتها تمارا بوجه خالي من الزينة الصداع حضر وعكر مزاجها أكثر وزايد بجانبها متعكر مزاجه أكثر منها خصوصاً بعد ماشاهد نفس صديقاتها الكريهات لم تكتمل الجلسة بعد زاد صداع تمارا اخرجت حبة مسكنة من حقيبتها لكن بعد ماشاهدت النظرات مصوبة ناحيتها قررت تنسحب للحمام لتنطق إحداهن بهمس : الظاهر حامل مو طايقة أحد
لتضحك أخرى : لا لالا أبد ما تضبط يعني تحتار ابو العيال والا ام العيال
شاركوها الضحك وزايد اشتعل غضبه وصلت همساتهم المفضوحة لمسمعه لكن تجاهل سحبت الكرسي وهو حانت فرصته الثمينة الوحيدة الفريدة مسك يدها : حبيبتي تعبانة ؟
ابتلعت ريقها علقت غصتها بحنجرتها تدرك انه يمثل ويبالغ بتمثيله تدرك مدى تقرفه من القرب منها ومن لمسها
لمسته كانت مثل لسعة وصل لهيبها لقلبها سكب بلمسته هذه جرح حارق وقد تفنن بالأمس في توزيع الجروح بداخلها والآن ثبتها بلمسته الجديدة المؤلمة وبالفعل لم تعد تحتمل البقاء سحبت يدها لتلتقط اشيائها من الطاولة وخرجت بعد مانفضت يده مرة اخرى وهو يتعمد ايذاء روحها بتصرفاته هذه ..
وصلت معه للفندق صارت تجمع اغراضها بصمت وهو صمتها لم يعجبه حولت ناحيته مررت يدها على القميص وبنبرة لاذعة قالت : رخيص
امتدت يدها للحزام لتنطق : رخيص
مسكت يده لمست الساعة ومررتها على الخاتم لتنطق : رخيص
هو انشلت حركته بسبب تصرفاتها الغريبة اذهلته ابتسامتها اللي كانت تحمل معها عتب وخيبة أمل وجراح أدمت قلبها دفعتها كلها بوجهه لتضربه بحدة صوتها : كم ألف خرجتك للدنيا وللناس بشكل نظيف ماقدرت تنظف الردى اللي شاله قلبك بتبقى الحافي المنتف اللي ينرمي عند الرجول ويسكت ويضحك لكل وجه مرغ وجهه بالأرض وداس كرامته بتبقى زايد المتسول لو لبست الغالي والثمين
دفعها وهو يرجف ضرب فمها بيده لكن ردة فعله لم تخمد قهرها دفعته بيدها : اخترت تعيش أمك واخترت تنهان بكل مرة ماقدر اتحملك اكثر من كذا خلاص انتهت اللعبة
صفقت بيديها لكن تراجعت بصدمة وهي تسمع نبرته المحرقة : بس باقي الأثمن اللي للحين ما اخذته
اقترب ولفحتها انفاسه الملتهبة والإهانات اللي تلقاها تجمعت قدام عينه شكلت غشاوة حجبت كل شيء عنه صار مثل المجنون والغضب اللي كبته لسنوات طويلة صار من نصيبها هي طوق نحرها بطريقة مؤذية جداً صرخت بدون جدوى الشخص القابع أمامها فقد عقله بالكامل : زايد لا زايد زايد
صرخت ولكن انتهت اللعبة بعد ما انحدرت لمنحى مهلك في غاية الإيلام وقع المحظور !

٢٦ عام تصرّمت من حياتها لم تدرك فيها المعنى الحقيقي للخسارة والفقد
فقدت والدها
فقدت جدتها
تركت والدتها الجنوب أرضها المحبوبة
لم تشعر بحجم تلك الخسائر لم تستشعرها
فقدت اليوم جسدها وسلبت منها أنوثتها بثمن بخس !
زواجها السري لم تدرك انه طريقها للهلاك وزايد المهادن لم يكن إلا قنبلة موقوتة واليوم انفجرت تحطمت لأشلاء اجتمعت دماء جروحها تكورت داخل قلبها قلبها فقط
فتحت عينها لتجد نفسها بمفردها استيقظت من سبات الوجع لتجد جسدها مغطى بقميصه الرخيص انتزعته بجمود وعينها توشحت نفس الجمود بعد كلماته الثقيلة لكن الآن دمعها لم ينزل غاب بلحظة غير متوقعة كانت تريده يخرج وينقذ حنجرتها من هذا الجفاف نهضت بتخبط وهي تغطي جسدها المحترق بروب أبيض ركضت للحمام وزايد قد غادر المكان منذ ساعات ...

زايد مر بيتهم ارتدى ثوب وحاول يستجمع حطام نفسه لكن فشل كان ضايع ومشتت غاضب من نفسه ومن حماقته ليته اعطى غضبه القديم فرصه للخروج ليته اعطى كل لحظة حقها كان من الممكن تنجو تمارا لكنه بسبب كبته قضى عليها بلحظة غير متوقعة !
.
.
جبل الهزم .. شقة جابر وحسناء
على سفرة العشاء جود وحسناء ينتظرون جابر بعد مادخل يغير ثياب الدوام اما ماجد متمدد على الأرض في الجهه الاخرى ويلعب بجواله
جودي ...
رفع عينه لكن كان النداء لأخته ! وخز طفيف وحزن غريب داهم قلبه لكن تظاهر واوهم نفسه انه غير مهتم
حسناء : طلعي اللي بفمش عشان نبدأ نسمي وناكل
شااااطرة جودي بعدين ندور لنا حل مع هذي
جابر بنبرة تهكمية : سمعت مقولة قديمة بس مادري لو تنطبق على أوضاعش الحين .

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن