سالم : وليه ليه ؟ الدنيا ضايعة يوم تخرجين للناس بسيارة مع بنت غريبة وش اللي قلب حال الدنيا
دفع اخته الباكية على الأرض وضرب بخيزرانته بالهوا لكن زاد غضبه والبتول واقفه بوجهه وبصوت واثق : ما سوت شي غلط ولا تغلط بكلامك على بنات الناس ماحد خايب غيرك عيب تصارخ علينا بالشارع
رفع العصا واستقرت على يدها هنا اللي تدخل غالب وياكثر مايحضر مواقف البتول الصعبة والغريبة صار حاجز بينه وبين البتول : صل على النبي وشل اختك من هنا اللي تسويه عيب وشرهه
سالم وكل جسمه يحترق من الغضب ومن الفشيلة وبنظره اخته ارتكبت جرم وخالفت العرف وخالفت تربية ابوه
غالب بحدة : لا تسوي شيء تندم عليه اختك هذي والمفروض انك خابرها
سالم وكأن غالب امتص جزء من غضبه همس له وهو يعرفه زين مايتدخل إلا والامر يعني له يعني البتول تصير له : والمصفوقة ذي من بنته ؟
غالب بهمس : اخت قايد من ابوه خذ اختك ياخوك وروح من هنا وبعدين بتعرف كل شيء منها
مسك يد اخته لكن نفضتها ومشت أمامه والبتول يدها تأذت من الضربة القوية انشغل غالب عنها بترويض غضب سالم ومن كثر ماكتمت الألم ومن الغضب اضطرب عندها السكر وفقدت الوعي !
التفت بحدة وركض نحوها رفع رأسها عن الأرض وهو عاجز عن التصرف نزع نقابها وهو يتأفف ليتصل بسهم سهم كان قريب من المكان ولحسن حظه انتقلت من رجله لرجل سهم ضرب خدها الأحمر بيده : البتول أمي البتول افتحي عيونك البتول حبيبتي
كشر غالب بتملل هو لا يستحمل المواقف العاطفية حتى كلمات التحبب تثير غثيانه
فتحت نصف عين : سهم وأخيراً جيت مو قادرة اتحرك
حملها وهو يمددها بالسيارة وغالب شعر بقلق طفيف من وضعها انتبه لضربة سالم القوية وأثرها الطريق مو ممهد وشعرها سقط من الطرحة لونه ملفت للعين حاول يغض النظر وصل بهم لبيت عمته تردد بالدخول لكن قلقه اجبره يدخل ويتطمن أكثر
صار وضعها أحسن الحين تقدر تقول وش صار بالضبط
البتول من الخلف متمدده على الجلسة الأرضية نطقت بتعب :ماصار شيء اخو البنت شاف اخته معايه وضربها قمت دافعت عنها وضربته وهو يدافع عن نفسه ضربني وخلاص كل واحد ضرب الثاني
عندها قوة تألف وتكذب هو عرف انها تكذب من أجل سهم وخايفة عليه
تأكد انها بخير بعد ماقالت : خالة راوية ايش يعني مصفوقة ؟ يارب تطلع كلمة قذف بلهجتكم عشان اطلع الضرب ذا من عيونه الوقح المتخلف
حك خده وهو وده يضحك لكن كشر بعد مابكت بعد موقف طويل قدرت تمسك دموعها انتهت المعركة وانتهى كل شيء وبكت
عند الباب واقف وبحدة قاصد فيها سهم : فهم اختك البيئة هنا غير ماحد مقتنع ولا أحد بيقتنع بيوم وليلة حتى أنا مايرضيني الوضع ذا لأنها انضربت وقفت معها اقنعها تقدّر الناس اللي هنا على الأقل فهمتني ياخوك ؟
سهم هز رأسه ببرود وودعه ..
غالب وده يرجع لسيارته اللي تركها بأطراف القرية لكن شده صوت نزاع وعرف هوية المتكلم وصلته الأخبار و بسرعة البرق أكيد البتول استفزعت بأخوها : انت تحسب يوم تمد يدك ان ما عندها أخوان وأهل والا استرخصتها يوم شفتها من نظرتك انت ؟
سالم ببرود : علمها تمسك أرضها ولا تقرب من أهلي ولا تجي من بيبان سالم اللي انت خابرها ترى صبري قليل جاية برداها وبعلومها الشينة وتعلم بناتنا ؟
ضحك قايد بسخرية : وبناتكم على قولك مالهم عقل مالهم شور انا اقول لا تضحكني عليك وخلك سالم اللي مراجله تشفع له
سالم : ماعاد فيها مراجل وبناتنا ينسلخون قدامنا ولا نغير شيء بناتنا بنات حمايل
قايد قاطعه بتروي : ارفع علومك وش قصدك ؟ بناتنا بنات ارذل الناس وانقصهم ؟
سالم : محشوم محشوم في ذمتي مير انت تعرفني يوم تظلم الدنيا في عيني يشوش راسي قايد انت خابرني مايثورني غير الردى
قايد بهدوء : انا علي من اختي البتول عارفها وعارف انها متربية ومستحيل تزل للردى اللي انت تشوفه واثق من اصل اختي ونواياها اذا انت مو واثق من اهلك لا تشوف بنات الناس بذي النظرة واحشم اهلك قبلهم وإذا على السيارة اللي ثورت شياطينك بنمسك اختي ماتسوق بأرضك اللي غرت على حصاها لكن الضربة اللي على يدها فيها حق
قاطعة سالم بهياط : جاكم والله انت تبشرون به بس اختكم تكفى لاتقرب صوبنا
تجاهله قايد ومشى بطريقه وغالب وبالرغم من موقفه من بتول اللي مستحيل يتبدله اعجب بقايد وبدفاعه وبحميته ويبدو ان البتول مستحوذه على قلوبهم من عمته لقايد لسهم الصامت ولغزل طبعاً عداه هو مستثنى .
•
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...