169

182 5 0
                                    

قدرت تحرر نفسها من حصار قلبه وحصار أشواقه ومن حصار قبلته
لتزهر اللحظة من أنفاس الحنين ، توردت أغصانهم لتنبت اللحظة ورود العاشقين ، ارتوت أرواحهم أرتوت والفتيل كانت شرارة غضب !
كانت بتهرب للأعلى لكن جذبها من جديد سقطت ربطة شعرها لفحت خصلاتها المتمردة كتفه ولاصقت جزء من وجهه وده يتمرد أكثر ويغمس إشواقه بين خصلاتها الكثيفة يمكن يسكن الجزء الباقي لم تشبعه قبلة !
هتف بصوت حاد يناقض شكلهم المتلاحم جسدها قدر يستحوذ عليه ويلمه ، جمعها وجمع خصلاتها وجمع أشواقه وأشواقها كلهم الآن في حصار العشق داخل حضنه هتف : وقايد رحلته مع أمه للجنوب اليوم مالي مقعاد بديرة مافيها أنتي وحتى لو الشرهه كبيرة مانقدر نهرب ، وحتى لو العتب باقي أنا أعترفت من قبل وبعترف ألف مرة شوري ماهو بيديني شوري هنا تسمعينه ؟
بسط راحتها جهة قلبه رمشت وهو مستغرب من صمتها ، بينما هي بينها وبين البكاء شعره لمع الدمع وأخذ جوابه ، قرب وقبل عيونها بكل تجرد ماعاد يملك وقت للعناد هي حزمت متاع السفر وبتغيب عن عينه وبتخلى الديار منها ، هو عازم على السفر مثلها ومع ذلك يحس أن الوقت يسرقهم من بعض قرر يتجرد لو قبل السفر وبالفعل قبل عينيها وهتف : أمي يوم ينزل لنا دمع ونبكي حتى لو هو شيء صغير يبكينا كانت تقول عساني قبل عينك
إنتفضت وهي تحت تأثير قبلة عيونها لتهتف بجزع عفوي : مجار قلبك ياقايد لاتعيدها تكفى
ضحك قلبه، يشعر أنه طار وراحتينه عانقت الغمام وقلبه مثل راحتينه فوق الغمام من السعد ومن الحب خرج وقلبه راضي وهي مثله رجعت تلم أشياء السفر بقلب راضي ..
.
.
جابر وهو يمسك الجوال ويعطيه لغالب المتوتر : هذي أول جلسة لك معها أوهمها أنك طبيب وودك تسمعها
غالب وهو يناظر جابر المصر على خطوته القادمة : صوتي ماهو بعيد عن صوتك أخاف تميزه
بمحاولة مرح فاشلة يريد بها تشتيت توترهم نطق جابر : أنت صوتك قريب من صوت جدي ضيف الله
بسرعة رد : أعقب
فلتت ضحكة بغير وقتها لينطق جابر : أعقب أنت ليه وش فيه جدي
خلاص لا تضيعنا وش أقول
يدري أنه متوتر أكثر منه هتف : روقنا أول صب من الشاهي وبعدها بيصير كل شيء تلقائي خلها ترد أول
رن الجوال رنتين وردت بصوت منهك : هلا
دق قلب جابر وغالب حس بلهفته، نطق غالب وهو يحاول يغير نبرته العادية : أنا دكتورك من اليوم
قاطعته على الفور : أنا علتي ماهي بعلة طبيب، أنا علتي غصة هنا وودي تذوب ،
غالب وكنه يشوفها تشير لقلبها المتضخم عجز يرد وجابر حرك وجهه للجهه الثانية يدرك أن وضعهم صعب ومستحيل تقتنع من أول مكالمة لكن صار العكس !
حسناء : تقدر تسمعني للأخير ؟ تقدر تتحمل صوتي يوم يغيب ورى ماضي حاولت أدفنه ركنته في أبعد مكان بروحي تتحمله لو ضاع ، تقدر تهد الجسر اللي واقف بيني وبين دمعي ؟ تقدر على طفولتي وأشياء قديمه تقدر تسمع حكاية طويلة بدون لاتسأل ولا تقاطع ؟
غالب بنبرة غريبة نطق : أقدر أقدر

إنطلقت بثرثرة

: ماحد لمس يدي لو مرة وحدة من فتحت عيوني ماحد ربت بيده عليها ، كنت هادية حتى خطوات رجليني مالها صوت ، كنت وحيدة وحيدة مثل لوحة بجدار قديم ترك لها الزمن غبار بهت مع السنين لونها الحقيقي ، بنت الست سنين تبكي على رجل عروستها المكسورة على فساتينها الضايعة وأنا بزوايا معتمة آخذ عقاب لشيء ماسويته
كبرت تحت يدين شريفة في بيت الردى كبرت على نقص واقتنعت أني قبيحة أستحق الضرب والشتايم والصوت العالي ، كبرت وأنا مقتنعة أن هذا حقي من الدنيا لا أبسط حقوقي !

دخلت عمر الثمان سنين بديت أفطن وأشوف الصح والغلط ،أشوف هالبيت وش كثر تعيس ويخنق ، كان بقعة تجذب رديين الأفعال ، كانت شريفة تجهزه لهم، تزين لهم بنات وتقدمهم على طبق من دموع
ويوم صار عمري عشر ، يوم بانت معالم جسمي صدرتني للردى ! كانت تقول وش يضر لو فرطنا فيها ؟ وش يضر لو بكت لها عين ! لو سال دمع عينها صبح مع ليله مايضر أنت تعرف همال العين وش كثر غالي ويقولون عنه حبة ثمينة ؟ كان لشريفة ثمين لكن للردى كان دسم ويشبع هواها ، كانت تشتري بدموعي فساتين وعقود كانت تشتري بدموعي أساور وعطور كانت تشتري بدموعي
" أنثى"
أنا ماني ردية " أنا أخاف "
ربيت على الخوف ، أخاف من إنعكاس ظلي في الزوايا ، ومن إنعكاس لوني في المرايا ، أخاف من النظرة ومن قرصتها ، أخاف من أضعف نفس وأحسه صوت صداه يفجر ضلوعي ،

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن