73

223 9 0
                                    


رد وهو يتجاهل اندفاعه محق بكل كلمه قالها :ابوك سبقك هنا وحاول مليون مرة وماجد ولد وحيد كبر هنا
لف له بذهول وهو يرد : يعني أنا مثل اللي انصفق على رآسه واستوعب قبل النهاية ليه أنا آخر من يعلم ؟
ضحك غالب : تطمن مو لحالك ساري وعتيق وأديب ماعندهم خبر لانت نبرته وهو يقول : وكبرت تذكار وسبقتنا كلنا
هنا ضحك جابر : لا يكون حاسدها على الامومة اكيد بتكبر والا تبغاها تثبت لين تتعوذ من ابليس وترجع
حك جابر حاجبه بعد مالاحظ صمت اخوه ونطق بتوجس : سويت غلطة كبيرة وكني انضربت على رآسي وقتها صدق احس اني مسحور
غالب وكل جوارحه مركزه على جابر وتفاعلاته المتوترة : زوجت تمارا بالسر !
غالب : وش ! اعرفك قبل اخرج من البيت القديم ماتواطن المزح ودايم جدي تكفى المره ذي قول اني امزح
جابر وهو خجلان من تسرعه السابق ومن اعترافه للتو : صار اللي صار وانتهى من اشهر اللي عجزان عنه هو كيف افتح فمي واواجه جدي وابويه
غالب حضر غضبه رفع صوته بعد مااحتقن الدم بعروقه وبان على تفاصيل وجهه : وش بتقول ؟ بنت اخويه ماقدرت فيها غلبتني بالهبال وانا اهبل منها وش علوم الصغار ذي اللي تلبستك وصرت ماتوزن افعالك ؟
جابر لا يملك رد
غالب وهو يضغط على سبحته بقهر : تأثير امهم تمارا نص عمرها قضته وهي تتسمم من أفكار أمها اللي تعاند فيها بيئة ضيف الله وعياله
جابر بهدوء : جدي قسى كثير وحيد دايم يصدمنا بقراراته ،الخطأ منه اختار له مرة ماهي من ثوبنا وجدي بعد مافرض الفراق وحيد اختار بناته
غالب بقهر : وش عقبه ؟
جابر بسخرية : ضيف الله اللي ماحد يقوى سلطته تمارا تمردت وكسرت شوكته
ضحك بسخرية ليكمل : عنادها و خشونتها لوت فيها ذراعه وخضع و تغيرت كل افكاره بسببها تخيل !
غالب وهو يعرف جده كثير نقطة ضعفه البنات وبالذات بنات وحيد : ماعلينا المهم المكان والكلام اللي انقال وهذي اللحظة تبقى سر اتفقنا؟

حسناء الأيام الماضية قضتها بين جدران بيتها الجديد بيت جابر القديم ومحط ذكرياته ومواقف العشق الفريد اللي قضى نصفها بين هالجدران مع محبوبته سارة لكن سرقتها منه ألسنة اللهب ضاعت تحت الركام بمطبخهم القديم لم يلحق إلا على الرفات وكان هذا قلبه ! يشعر انه ودعه في ذلك الحريق وصار يتوسد الثرى بالقرب من سارة
حسناء وضعت بصمات خفيفة بعد ماغيرت الفراش ووضعت ملابسها البسيطة داخل الدولاب اللي صار خالي من رائحة المحبوبة السابقة بالكاد تخلى عن ذكرياتها كان مضطر بعد مرور شهر تخلص من كل شيء واقفل الغرفة ومن وقتها وهو يهرب من هذا المكان لكن بوجود حسناء ماذا سيفعل ؟
حسناء وضعت عطرها الوحيد على التسريحة لا تملك شيء غير عطرها وثيابها وضعت ربطتها الحريرية وهي تحرر شعرها طال وطوله صار مزعج بالنسبة لها صار عند خصرها لكن يفتقد الحيوية وذابل لفت بسرعة وهي تسمع الباب ليقطع اللحظة حضوره تصنمت بمكانها وهو عند الباب يمسحها بنظرات نارية خمنت القادم وبالفعل شد شعرها الذابل ونطق من بين أسنانه : من سمح لش تفتحين الباب ذا ؟ ردي وين لسانش الطويل هاه؟
رفعت يدها وهي تحاول تنقذ شعرها من قبضته القوية : ماحد قال ان المنطقة ذي محظورة رميت كل شيء عند الباب واختفيت من مدة
جابر وبرودها زاده غضب : انتي كل مكان زايدة عليه حتى الحدود اللي تظنينها بتصير لش ومصدر أمان تطلب فراقش
استدارت له وعينها الغايره من الإرهاق والجوع صارت عالقة بملامحه تدور خط رجعة تدور لو نقطة أمان قررت تتجاهل كل حرف خرج من فمه قررت تسحق كل جملة جارحة رماها بوجهها قررت تناظره وبس بدون حرف زائد لأن بالفعل ماقاله صحيح والحقيقة اللي كانت تعيشها بداخلها يوم نطقها صارت موجعة وكثير
رخت قبضة يدينه من لمح نظراتها ليه خط الرجعة اللي تدوره صار بالفعل حقيقه وصارت نقطة الرجوع عينيها ! هدأ غضبه ونزل يدينه نطق بصوت بارد : لمي ثيابش بتنامين بالصالة
بإنصياع صارت ثيابها بيدها هي بالأصل وش تجمع وهي فقط كم قطعة خرجت للصالة مثل ما أمرها جلست على الكنبة وهي تتفكر كيف كانت مستكثره الغرفة ودفاها على روحها وعلى شخص مثلها وبالفعل صارت كثيره عليها وهي مثل ماقال جابر وأيقنت سابقاً زائدة على الدنيا ويمكن بالأصح ثقل !

جود بالقرب من الدكة تلعب وتضحك الكل صار ينجذب لتحركاتها وصوتها ويتحبب لها بإستثناء غزل ..
تمارا وهي تراقب ضيق ماجد صغير ويحمل بين ضلوعه حمل جبال هتفت له : ماجد شرايك نخفف لك شعرك لا تخاف سلم لي نفسك وانت مغمض عيونك
جود قفزت لحضنه وهي تقول : وجودي ؟

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن