حسناء وهي شايله كيس اسود بعد مارفعته من المطبخ وانتهت من تنظيفه خرجت للصالة وهي تحمله وضعته بزاوية عند باب المدخل خرج جابر وهو متجهز لدوامه وماجد نفس الشي
حسناء : ماجد حطيت لك خبزة بجيب الشنطة وثنتين زيادة اللي ماتشوفه ياكل اعزمه ياكل معاك طيب ماما ؟
كانت منهمكة بروب البيت البسيط وشعرها مرفوع نفس الرفعة بربطته الحرير قبل تخرج سمعت صوته الثقيل : اتركيها بطلعها بطريقي
حسناء : طيب حطيت فطور على الطاولة حسبت حسابك مع ماجد لاتطلع بدون أكل
كانت النية ترجع تكمل نومها لكن حصل مثل ماتوقعت بالضبط ..
جارهم ينادي بصوت ملأ المكان ينادي حسناء وبإسمها فار غضب جابر لكن وده يكمل المسرحية لنهايتها خرجت وهي ملتفه بعبايتها : خير ماصبرت الين تشرق الشمس ؟
جارهم : اسمعي ياقليلة الأصل الدم اللي طلع من راس ولدي فيه حقوق والحق يطلع بطيب ولا بشيء مانبغى نوصل له وانتي تعرفينه !
حسناء ببرود : لا ما اعرفه عرفني عليه
جارهم والد الولد المصاب : طيب طيب انتي رضيتي الرجال اللي داخل جايبته زينة كان خرج وقابلني والا تعودتي تواجهين الدنيا لحالش مقطوعة وبدون أصل
لم تتأثر لم يغير شيء حديثه اعتادت على سماعه مئات المرات : خلصت هروجك ؟
لم يرد
وهنا تدخل جابر ودخل بالوسط بعد ما مسك كتفها وحركها بيده وصارت خلفه بالضبط لأول مرة تشعر انها تحت ظل ولأول مرة تشعر بالعملاق الذي يقف امام الأشخاص واللي يستفردون فيها دائماً لأول مرة تشعر ان لها أحد ولها أمان اختفت وانحجبت كلياً خلف جسده بعد ما احتواها بطوله الفارع وجسمه العريض مسكت اطراف تيشريته من الخلف لتهمس : خلاص انتهينا مالها داعي تكبر
جابر وهو يحاول يتحكم بغضبه : وش المطلوب لك الحق وبيوصلك لكن يوم تجي بالوقت الصح وبوقفة رجال بدون رفع صوت وبدون لا تستفرد بشخص ثاني الطرف اللي تظنه ضعيف لا تغرك ظنونك انتبه منه
حسناء وهي ترتجف تشعر ان هناك مصيبة قادمة ضحك جارهم : غسلت عقلك الله يخلف عليك هي طرف ضعيف وطرف كله بلاوي انتبه على نفسك وعلى سمعتك لا توسخ جناحك وتضمها تحته
شدت بدون شعور بأصابعها النحيلة على خصره شدت بقبضتها وهي تعصر جلده بغير إرادتها شدت أكثر لكن فاض الشعور وفاض الصمت هي تتحمل شيء تتحمل الضرب والقسوة والظلم لكن اللي ينهش بعرضها ويدنسه يمكن يكون ضحية لكبتها الطويل وبالفعل اندفعت من خلف جابر وبكل قسوة غضبها وقهرها صارت تضرب جارهم وتهذي بكلام غريب لم يفهمه أحد خاف جارهم من وضعها المريب ومن اندفاعها دايم يثقل الكلام ويجرحها لكن انفجرت هذه المرة وجابر حاول يحتوي انفجارها لكن كانت بدون وعي تتحرك مسك يديها وعينه على الجار : حرك من هنا لا بارك الله فيك
تحولت الضربات لصدر جابر ضربته بيديها الضعيفة كورتها وصارت توزع ضرباتها على صدره وبطنه وهو واقف بصمود ضعفت استيقظت من لحظتها المجنونة لتفتح عينها بذهول والآخر يراقبها تتنفس بقوة وربطتها الحريرية سقطت وتناثرت خصلاتها والإحمرار اخذ له حيز كبير من جسدها ودموعها لم تنزل الأمر يتعلق بها يشح الهطل وتجف محاجرها ينتفخ قلبها ويتضخم لكن اليوم اختلف الوضع انهارت لدقائق لكن عادت لوعيها ضمت كفوفها ببعضها وصارت تضغط بطريقتها المعتادة لاحظ جابر ضغطها القوي بعد ما ادمت اصابعها بدون شعور منها ..
همست بضياع : اللي توقعته صار ماقدرت ابلعها مثل كل مرة
جابر وهو يتقدم رفع ربطة شعرها عن الأرض
وقال : ادخلي نامي وانسي اللي صار !
انسى ؟
انسى ؟
انسى؟
انا والنسيان مو اخوان ليت وهو يحبني وأحبه كنت بخير من زمان
صارت تعبث باصابعها والربطة بين يديها تلونت بالدم وعينها على يديها وهو لازال واقف أمامها يراقبها بصمت : خلاص نامي لا تنسين
رفعت عينها له حركت فمها اليابس لتنطق : ماله حقوق هو عرف قدر نفسه بكرة بيجينا يتعذر وندمان
كلمات متقاطعه نطقتها بثقل لتنسحب من أمامه وهو اخذ نفس عميق وخرج يكمل طريقه لدوامه ..
.
.
غالب : خلصت ياسعيد ؟
سعيد : اص اص وليه تعاجلني وكن الدنيا بتطير
غالب ماهان عليه حزن رفيق دربه وندمه قرر يتطفل عليه وبتهور نطق :رايح اشوف الغريب !
ضحك سعيد باستخفاف : قول غيرها هاك امسك ذي عني حطها بالصندوق واربطها صح
غالب : ياولد تراني صامل
ونزل الأغراض ذي برسل فرحان يجي ياخذها ويوزعها
سعيد بعد ما تأكد من اصرار خويه : وانت وين بتلقاه بارض ربي الواسعة ؟ قول غيرها وامسك امسك ورانا شغل .
رايحة لهم تتشكين ضعيفة الله ماتحملو نظراتها الكذبية صار عندش اكثر من محامي انبسطتي؟
حسناء وذراعها تخدرت من أصابعه الثقيلة صار يضغطها وهي كلها بحضنه شعرها رهن ليده الثانية وجسمها الرقيق صار تحت تأثير حدته الغاضبة كان يتنفس بقوة وهي معه تتنفس لكن بخوف وذعر هي لاتملك من المشاعر غير الخوف عدتها وعتادها نظراتها الذابلة لكن اليوم اسبلت عيونها واستسلمت لهذا الضخم يبدو انه يستخدمها للكبت ويستخدم جسدها لتفريغ شحناته الغاضبة بلا توقف وهي صارت تألف يده الثقيلة وصارت تخمن نوع عقابها قبل لا يبتديه هي الآن بحضنه دايم تحلم انها تطير من السعد وبحضن تأمنه لكن دائماً جابر يعاكس تيّار أحلامها واقعها يشبهها ومتجذر فيها ومنها حضن ينتهي بمرارة وأوجاع حضن مأساوي وقبضاته ولمساته تبقى ثابتة وأثرها يشوفه الكل لكن ما يرحمها أحد حتى نفسها ماترحمها : تحسبينهم بيوقفون بصفش لا بيقولون تسلم يمينه افلتها من يده وصارت بحطام روحها على الأرض تنتظر عقوبة كلامية ووقعها أكبر من أوجاع الجسد : اهلي اليوم يحضرون لش عزيمة نسوان القرية بيشوفونش بس عادي اسأل سؤال ؟
فتحت عيونها وصوبتها ناحية وجهه حك عارضه وهو يتعمد ابتسامة تزيد من وقع الوجع بروحها كان يتعمدها بكل مرة يقرر فيها يثقل العقوبة ويستفرد بجسدها وليونته : تقدرين تتنازلين عن ثياب المطبخ وتخرجين للدنيا بثوب جديد ؟ عادي أجاوب والا عندش جواب
نهضت بثقلها ووجعها وعينها لازالت بعينه بادلته نفس الإبتسامة وعينها تحمل نفس اللمعان اللي جذب تمارا وقبلها جذبه : ليت والله سعدي و مناي التقي بثياب جديدة بس ثيابي القديمة بالوضع الحالي تكفي وتوفي ماعندي روح جديدة الروح القديمة بثقوبها وبعيوبها وبالآثار المرسومة ومغطيتها بالكامل عندي استعداد اطلع فيها واواجه غيري دام مارحمت نفسي تبغاني استحي وانا اواجه الناس بالآثار اللي متربعة على وجهي ؟
تراجع بحدة واليوم قررت ترحم نفسها وتتكلم عنها لكن حسناء بثقوبها القديمة وبعيوبها مثل ماقالت حتى هي تكره نفسها يعني هي راضية عن ضربه ووو ليه شعور كريه قفز الآن وتوسط اللحظة ليه سد من العطف أسس جذوره وبدأ يظهر بينه وبينها ليه واستفهامات كثيره همس لها بهدوء:...
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...