لكن الشيء اللي غرق فيه هو حسنها الملفت لقلبه قبل عينه القبول السماحة اللي غفل عنها وصارت جلية أمامه !
البتول : شوف هذي من خالة صفية وهذي من ملكة وهذي من بيت حفصة وأمها الله يسعدهم طيبين .
غالب وده تكمل وصفها لأطباق الجيران مستمتع وهو مستغرب من نفسه كان يكره طريقة كلامها واليوم يستلذ بكل حرف تقوله ، كان بيضحك وهي تقرب طبقها الكارثي لكن رق قلبه بعد ماقالت :ماعرف اسوي شيء غير فطاير البيض اللي يحبها سهم وكيكة الأمهات يموت فيها
امتدت يده لطبقها وقربه ورد : وليه كيكة أمهات ليه اسمها كذا ؟
ردت : سهم يقول طعمها حنون مثل خالة راوية
قربت منه طبق عمته صفية وقالت : جريش خالة صفية أحلى
غالب وهو يأكل من طبقها متجاهل الأطباق الثانية فرحة غامرة تسللت لروحها ولقلبها وظهرت من عيونها الضاحكة ، نطقت ونبرتها اختلفت بعد ماجبر بخاطرها وماكسر تعبها : خلاص لا تجامل على حساب بطنك لقمة تكفي والله رضيت وانبسطت
هو اللي انبسط قلبه ، عفوية وفرحها عفوي وتعبر بسلاسة ليت يقدر يفصح عن انبساطه ويخبرها انه جبر بخاطره قبل يجبر بخاطرها لأنه ظفر ونال من ضحكتها وصار سبب ..
انتهى فطورهم وسبقها للباب قالت بتردد
خجول : غالب عادي نطلع بدون سيارة ؟
ببساطة قال : من الأساس طالعين من دونها
بذهول ردت : يعني عادي تطلع بين ناس القرية وانا معاك ؟
ضحك من سؤالها : هو صحيح اني شوي جلف واكره بعض الأمور بس ماني متخلف
حملت شنطة الأكل والشاهي ويدها الثانية جوالها مشت معه للباب الخارجي وهو سبق يدها نزل نقابها على عيونها ومشى معها لتنطق
بتلاعب : غالب بن ضيف الله يمشي بمرته بين الناس شرهه وعيب الحين تطلع خالة صفية تقولها
كتم ضحكة غريبة لأنها تقلد لهجتهم : خالة صفية مثل ماتقولين تطلع بين الناس ومعها نادر بن ضيف الله ، هذي أفكار قديمة هو صحيح قرية بس المرة فرق تعاملها عن أول راحت الجاهلية من زمان
انحرجت لانه صار جدي لتنطق : كنت امزح بس في عوايل ماتغيرت جاهليتها طيب نتعمق بالموضوع عادي تمر بين الناس بالوضع ذا ؟
شبكت يدها بيده وهي تختبره لا أكثر نيتها تقتنص مدى تأثيرها وهو بالفعل تأثر من هذه اللمسة اللي كانت مدروسة ، هو فهم مغزى الرسالة و مقصدها تخبره انها موجودة حتى ولو تجاهلها ، ولو قدر يهرب هي قدرت بلحظة تتعانق فيها الأصابع ، قبلها موقف الفطور وهذي المحاولات غيرت بداخله كثير أشياء ، هو ممتن لهذه الخطوات ولهذا التمسك شد أصابعها وقال بصوت يتصنع فيه الشدة: ابعدنا عن الناس ولا حولنا أحد قولي انش خايفة من الظلام وقلتي اتشعبط احسن
ضحكت والظلام ماكان قوي أنوار طفيفة من بعيد واصوات ملعب القرية قريبة منهم كانت مستمتعة والخوف بعيد عنها
زلقت قدمها وبسرعة شدها لحضنه : انتبهي
بعفوية محببة نطقت : شفت ان في حسنة لمسكة اليد مو حسنة أكثر من حسنة !
رضا ، رحابة ، داعب روحه شعورين بوقت واحد هي متمسكة بهذه العلاقة هي الطرف الراغب الأقوى المحب ، شاهد الحب بعينه وهذا التمسك وهذي الرغبة لن يعديها لن يتجاوزها، وصل المغزى الجديد والمسكة هذه كانت عربون تقارب راق لها الجو وانطلقت بعيد عنه بعد ماحررت يده ..
.
.
ألو يابن ضيف الله لقينا اللي تدورها وتراها وحيدة من أسبوع
ساري تحفز فضوله وابعد عن الجلسة : تقولها صادق وين وين ارسل لي التفاصيل
قرأ رسالة صديقه اللي وكلّه مهمة البحث عن رهاف لن ينسى صوت نظراتها ولا حتى النجدة اللي سلبت راحته من مدة ( تركوها في البيت مع عاملة وسايق بيقضون العيد في مدينة ثانية )
بسرعة نفض ثوبه من بعد ماقام من الجلسة والبقية عيونهم عليه رفع يده لأبوه وقال معتذر : السموحة جاني اتصال مهم
خرج من الجمعة ، جلسة رمضانية متعودين عليها من سنوات قريبة من ملعب الطائرة اللي يجتمعون فيه شبان القرية بعد صلاة التراويح ..
•جابر في الجهه الثانية فتح بابهم لم يستقبله دخان البخور وريحة العود مثل كل يوم ، ولا صينية الشاي اللي أدمنه من يديها ، حسناء اللي تجلس على الأرض بشكل يومي ويتابع معها مسلسلها الساذج لكن يستمتع من اندماجها ، اعتاد يرجع من التراويح ويجلس معها ساعة كاملةبدون حوار يدور بينهم تعود على الجلسات الصامتة معها وهي اعتادت على حضوره لكن اليوم الغرفة ظلام والتلفاز مغلق وصينية شاي الأمس موجودة !
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...