خرج معها لأطراف المكان يجاري خطواتها المتوترة همست بضعف : قبل شوي يوم قلت تناثرت اغراضي كان قصدي أكسب وقت وأمان بنفس الوقت
برزت عروق الغضب عقدة حواجبه فكه اللي ضغطه وهو يعض عليه بثورة بعثرتها صارت ترجف ملامحه الجامدة بدون غضب تخوف ولو غضب الخوف مضاعف : وش مقصدش يابنت نلعب شايفتنا صغار
تراجعت للخلف بحدة رفعت يدها ودها تنطق وتبرر لكن ضاعت الحروف اقترب منها بوجهه المحتقن وصرخ : انطقي وين راح الإستعراض اللي قبل شوي شد كتفها ناحيته وهو يهزها : انتي مرسولة من أحد ناوية تتسلطين علي والا وش علمش ؟
ببكاء وذعر نطقت : يومين بس يومين والله مامني مضره بس ادبر عمري وعد ماتشوفني مرة ثانية
تأفف وهو يدفعها سكت وتوجه لمكانه اغمض عينه وهو يسمع صوت خطواتها خلفه تأكد انها مصيبة ولن تخرج من حياته إلا ببصمة كارثية مسح جبينه وهو يفكر بحل للخلاص منها
أما هي توجهت للجلسة الخارجية وهي مرهقة وخائفة لكن هذا المكان بالرغم من ملامح صاحبه المرعبة أمانها الجديد ولو كان بصورة مؤقتة..
•حسناء ..
ابتسمت برضا وهي تشاهد صينية العشاء المجهزة خصيصاً للجيران الجدد نوعت الأصناف وكلها تشهي العين حملت عربون التعارف بعد ماغطت رأسها تشعر بغرابة لكن خمنت انه توتر طبيعي خرجت من شقتها واللي كانت عبارة عن دور كامل مع درج وباب خارجي من الخلف اما الجيران الجدد في الدور السفلي بباب مختلف صادفت بطريقها ماجد ابتسمت بحب وقالت : طولت حبيبي كنت بلبس عبايتي واطلع ادورك
كشر بتذمر : ما استغرب باقي تفصلين شنطة على مقاسي وتشيليني معك بكل مكان
ضحكت من تذمره : اقول احمد ربك بس وين تلاقي أم مثلي لو لفيت الدنيا ماحصلت ويذم اهتمامي بعد
ماجد بدون لايحس نزل معها واندمج بالكلام والضحك امه تحمل جاذبية خاصة يلاحق رائحتها بطفولة مستمرة ولسنوات : دام وصلت معي اضغط الجرس يدي مشغولة
تراجعت بخجل وهي تشاهد وجه جارهم الثقيل واللي قطع نعاسه صوت الجرس المزعج : خير !
شدت على الصينية من احراجها لينطق ماجد : أمي اليوم مسوية عشاكم
لانت ملامح جابر جارهم الجديد تقدمت حسناء بعد ما خف إحراجها مدت الصينية وقالت : السموحة على القصور كان ودي اضيفكم من الصبح
مد يده ليرد ببرود : وصلت وماقصرتي
قفل الباب واعصابه مشدودة ، تنفس بعمق ارهف السمع لأصواتهم خلف الباب
ماجد وهو يضحك : كان وفرتي ذا الأكل وضيفتي ولدش الجايع خدودش ولعت نار
حسناء وهي تضحك : يقال اني انا ووجهي بسوي فيها طيبة مسحت خدها الأحمر
حاوط كتفها بيده وهو يمشي معها : ماما والله اشتهيت صينية الدجاج
ضحكت حسناء : سويت لاتخاف وبعدين لاتسمعك خالة سعدية وانت تقول ماما
اما جابر بعد ما اختفت الأصوات فرش سفرته على الأرض وبدأ يأكل بتلذذ وهو يدعي بداخله لجارتهم اللي يجهل اسمها
جابر ضيف الله طبيب ..
-
-
قرية ساري
يعني خلاص بتروحين
غزل وهي تودع تمارا عند الباب : غزل غزل بكل مرة تعيدين ذا الموال إذا شفتيني شايلة قشي ورايحة الرياض والله ماتهونين علي بس شغلي ماقدر اتركه
جدهم ضيف الله واقف بهيبته حضر يودعها وجدتها صفية زوجة ابو وحيد الثانية وهتاف أيضاً حضرت لتوديعها
جدها وهو يحتضنها : تمارا ماتحتاج من يوصيها لكن لو احتجتي لحاجة عمش عتيق وأديب وقايد وكل الجماعة هناك
قاطعته بضحكة : لاتوصيني ياجدي عندي حرير عن ذولا كلهم
ضحك وهو واثق من كلامها وهو يعرف حرير عز المعرفة : استودعتش الله يابوش والخط الخط وصي عليها لا تسرع
تركت حضنه لتحتضن يد صفية الباكية لتضحك بحب : احب وقفة الباب ذي تبين غلاتي ياحظي وياسعدي بذا الحب
صفية ببكاء : الله لايورينا ذا الغلا ولا يبينه مسحت وجه تمارا بعطف كبير : وصيت عتيق يجهز كل شيء قبلكم ودعتش الله ودعتش الله
تأثرت تمارا وهي تسمع صوت بكاء غزل : والله انكم ناوين تبكوني كلها شهرين وجايتكم أصلاً ساري بينط الين هناك ويشلني مع شوشتي
ضحك جدها ليحتضن يدها مشى معها بخطوات بعيدة عنهم وقال بهمس : حولت لش مصروف الشهرين ومصروف حرير ولو احتجتي زيادة كلمي أديب قاطعته بضحكه : والله أديب ذا ساحرك عسى بس غزل تحبه مثل ماتحبه وأكثر
ضحك من تهكمها ودفع كتفها بمرح : امشي لاتسمعش والله ان تقوم بقعا هنا
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...