سهم رمقه وابتسم رغماً عنه : يعني صدنا واحد ثاني حزين غير قطنتنا !
غالب بضحكة : قطنتكم ؟ وبعدين مسوي نفسك خارج منها انت ساري ووجودك فيها لحاله يضيق خاطرك ولو حسبنا هموم الخاطر بنغلط وحن ما احصيناها
ضحك سهم بسخرية واشار بيده : وقف على جنب اتفقد القطنة حقتنا لا يكون جاها شيء بس
وبالفعل وقف على جانب الطريق ونزل سهم فتح الباب الثاني وصار بجانبها يداريها مثل ماتداريه ونفس اللطف اللي تستخرجه وهي معه يعطيها اضعافه رفع نقابها ومسك كفها وصار يضغط يدها بهدوء تعكر نعاسها وكشرت وهو همس لها : حبيبتي بتو حلاوة القطن
هنا ضحكت وضربت يده : ايش جابك هنا لايكون جبت العيد الله يخليك مو ناقصة يكفيني عيد واحد
ضحك سهم : خفت عليك
قاطعته وهي تنزل نقابها : لاتخاف من أمس مو نايمة
غالب : نكمل ياخوي ولا وش السالفة؟
صوته الحاد قطع حديثهم ليرد سهم : جاي جاي لاتعصب
أكمل الطريق وغالب رغماً عنه صار يرفع عينه ويتفقدها بنظراته من بعيد محتضنه يدها الزبديه النقاب صار مايل وانكشف جزء من وجهها صد بعينه وهو غضبان من نفسه هو مايتمادى بالنظر ولا حتى بالكلام إلا معها يصير أريحي فوق العادة ويطلق نظره بدون لايشعر وهذا الوضع لايرضيه نزلهم في المطار وودع سهم وعده بزيارة لمكة برمضان ورجع لقريته ولحلاله ...
•قرية ساري ..
غزل مسترخية وهي تضع على عينيها شرائح من الخيار وتذكار دخلت الغرفة لترى غزل بوضع مسترخي وقررت تشاكسها
تذكار : يالله انك لاتبلانا تلعبين بالنعمة وتطشينها على وجهش الشين وغيرش مالقي لقمة
: لارد
تذكار : وبعدين ليش التسدح المفروض انش مخلصة العجين قبل تغرب والثياب ليش ماعد نشرتيها الليل بارد ومايمديها تحمى ( تنشف ) قبل الفجر
: لارد
قرصتها تذكار لتصرخ الأخرى : وجع وجع بسم الله بالعة راديو
تذكار بغضب : من اليوم وانا ازهم وانتي فاغرة وينش قومي خلصي قبل ترجع امي من بيت خالي
قفزت للأسفل وانهت مهماتها على عجل مسحت بقايا الماء بطرف ثوبها وقبيل أذان المغرب ب 5 دقائق صعدت بخفة فوق التنور الاسمنتي لتنادي حفصة ، اليوم موعد سهرتهم الأسبوعية وجلسة السمر لتخرج حفصة بثوبها المبلل بفعل ملابسهم فهي للتو انهت نشرها كعادتهم المسائية
حفصة : هاه غزل خلصتي شغلش
لترد : ايه ايه هاه امش موافقة نجتمع أخاف تعيي علينا مثل المرة اللي راحت
حفصة : لا تخافين مضبطة وضعي ماتشوفين غسلت ثيابنا وثياب الجيران ابغاها توافق وخلصت كل الشغل بس عشان ترضى
غزل بسعادة :طيب بسوي لكم سحلب يدفي انا علي كل شي انتو بس رتبو المكان وجيبو لبس ثقيل
بدرية : طيب طيب نصلي العشا ونشب الضو سهرتنا صباحية لترقص وتصفق بطريقة كوميدية
•اما تمارا في الجهه الثانية تتوسد يدها وسرحانة ومبعده عن الدنيا بأفكارها حضر ماجد وجلس قريب منها ابتسم لوجهها صار محبب وقريب لقلبه وجهها طبيعي وتصرفاتها بالرغم من فضاضتها طبيعية وعفوية وجهها خالي من الزينة شحوبها صار واضح داهمت تأملاته وهي تبتسم لوجهه القريب منها : شرايك آخذك معي للرياض ؟ انت عمرك كله ماتركت الجنوب ؟
تردد وهو يسمع طلبها الغريب وسؤالها الأغرب ليرد : ايه و ماتوقع أمي ترضى اتركها ،
نزّل رأسة بخجل طفيف : ماعرف انام وانا بعيد عنها
ضحكت له : خلاص صرت رجال بكرة تتوظف لمكان بعيد وتسافر لحالك أماكن وبلدان ثانية وبيني وبينك نبغى الرحلة هذي تصير استثنائية تشتري كل شيء نفسك فيه وافصل لك ثياب للعيد غمزت له بحماس وأكملت ماعندك ولاثوب صح ؟
طريقتها وهي تغريه حمسته لكن يجهل ردة فعل أمه : أول أشوف أمي وبعدين اقرر
•بعد ساعات ..
النار في الوسط والبنات مجتمعات بشكل حلقة دائرية ممتد بينهم لحاف كبير احضرته رقية فهي تعلم ببرودة الجو وكاسات ينبعث منها دخان السحلب بالإضافة لصحن حلا مزين بطريقة مرتبة من صنع هتاف المحترفة ..
حفصة وقد استندت على كتف غزل وبعفوية : لو تقولون وش حلمش ياحفصة بقول ودي اطير ودي اشوف الجنوب من فوق هي مثل ما تخليت والا أحلى
تذكار بسخرية :وش ذي الأمنية التافهه احلمي بشي سنع والا هبي لقيمات بفمش تنقطنا بسكاتش
ضحكت هتاف وردت بمرح :وانا حلمي أطير مع حفصة بس اعرفها قليلة خاتمة لو تحقق حلمها بتسحب علينا وتنسانا
رقية بمرح: ولو تقولون وش حلمش يارقية بقول اقطع من شحومي و احطها بظهر اختي اللي بتتقبلها أكيد اعرفها ماتردني
حفصة رمت شبشبها بكتف اختها لتصرخ رقية وهي تحك كتفها بتوجع وسط ضحكاتهم
قطع سمرتهن صوت انفاس تمارا النائمة والتي لم تقاوم برودة الجو ورائحة الحطب نامت بغرابة جعلت الكل يضحك من جديد ..
أنت تقرأ
ساري الجبل واخوان ساري
General Fiction.حينما تضيق بك الحياة ، تختنق بآلامك وحيداً ، تتنفس من خرم إبرة ، تولد أحاسيس خيالية ، وأخرى من رحم الواقع ، "هنا يكمن نتاج المعاناة " وهنا البداية تنطوي الأيام بحلوها ومرها ،نوقد مصابيح للفرح ونتخطى العثرات نغلق ابواب الألم وتفتح ابواب اخرى مؤلمة...