111

213 7 0
                                    

تمارا تظاهرت بالنوم والسبب ثيابها صارت تفضح ملامح بطنها المتكور ، قررت تختار الغياب هم متعودين على مزاجها وغيابها عن جوهم..
هتاف بثوبها الزهري واقفة عند الدولاب تتأمله وعتيق واقف خلفها مستغرب من إندماجها بعفوية صدمته نطقت : عتيق تهقى الثوب ذا يجي على حسناء ؟
ضحك بدون شعور : فكري أول بفرق الطول ماهو الشكل وبس
هتاف : اي بالله نسيت انها تصير نتفة قدامي بس قلبي معورني عليها وأخوك ماعنده دم كيف مايكسيها للعيد ما عليه قاصر ؟
عتيق جلس على السرير وهو مستمتع بحوارها العفوي: روحي انشديه كلنا رفعنا يدينا لا هو اللي رحم حالها وعاملها مثل الأوادم ولا هو اللي طلقها
قاطعته بحيوية : بروح اشوف لغزل غزل تقريباً من طولها والله ماتهون علي ذا الضعيفة
خرجت وقلبه ضاحك وعيونه رجعت تلمع بعد ماترفقت وحنّت بالجفاف اللي تربع على ضلوعه وحاوطها ، وأخيراً رشت رذاذ بارد على جفافه وانتعش ، هذي قطرة السيل الكبير ، أبطى به طول الطريق حمد الله ان العيد صار على قلبه عيدين رجعتها بهذا الوهج تسر الخاطر وتبهج العين لن يطالبها بشيء المهم تكون قدامه وبخير !

غزل عند المرآه تتغنج راضية عن شكلها تمام الرضا وهتاف تضحك وراها : حاولي تستعدين من الحين لنظرات ضيف الله هذا ان ماكسر ساقش وانتهى
غزل وهي تجدد حمرتها : لا ما يطيعه قلبه بلعب عليه بكم كلمة المهم ما يخصم من العيدية عاد ذي بتصير كسرة الساق
هتاف مترددة تفاتحها بالطلب وغزل فطينة قالت :خاتمي الجديد لا ، كعبي الجديد تخسين برقص فيه الليلة ، أي شيء ثاني اطلبيه حلالش
هتاف والمهمة صارت سهلة : إذا ماعندش ثياب لبستيها من قبل بنزينها بكيس ونعايد حسناء ، اليوم شفتها بثوبها القطن وذي عاشر مرة أشوفه عليها ..
غزل وصدرها من أول ضايق و متكدرة من الظلم اللي طال حسناء هزت رأسها : عندي ثياب ماهو ثوب واحد خذي اللي تشوفينه يليق
هتاف : ياحبيبة عيني تعالي خذي بوسة العيد قبل تظفر فيها نوير بنت تذكار
غزل بسعادة صارت تقرب وجهها والأخرى تضحك
خرجت والثياب اللي صارت باسم حسناء مجموعة بكيس ، حرصت هتاف على شعور حسناء وكأنها انتقتها لها وغلفتها لها بالإسم
ضربت الباب بأصابعها الخجولة وهي تتمنى تستلطف هديتها وتتقبلها
هتاف ؟ ليه تعنيتي
إبتسمت لها وقالت : قدني بخير وعافية مافيها عنوة وانتي منا وفينا
ردت لها الإبتسامة وفتحت الباب بشكل أوسع :تعالي انتي أول من يعايدني
رفعت الكيس وتعابير الفرح على وجهها مرسومة بحلاوة : تذكرين يوم تأذى راسش من أسبابي والله انها قعدت بخاطري فترة وقلت ماتعدي لين أطيّب خاطري قبل خاطرها
حسناء تلخبطت : مافي الخاطر شيء صدقيني راح كل شي يوم اختفت الضربة
لتقاطعها الأخرى : بعض الأحيان يصير الضد بالعلاقات وتضطرب بين زوجات الأخوان وقلت أكسر القاعدة صدقيني ماهي من مقامش ،غلاوتش بقلبي كبيرة نقيت ثوب يشبه ثيابي
حسناء لأول مرة العطايا تصير قدامها بشكل مغاير للمعتاد ، ماهي عطية لا هدية
"ثوب يشبه ثيابي"
خذتها على محمل آخر يمكن تكون هذي الهدية متفردة عن كل الأشياء اللي مرت بحياتها ، لأنه ثوب ما يشبهها ، وأخيراً تقبلته لأن الإبتسامة قفزت لمحياها العذب ، وجهها يضيء بالبهجة وعيونها تتنقل مابين الثوب ومابين ملامح هتاف المستفهمة لتنطق : وعشانه يشبهش ماينرد أول عيد يمر علي ويبتسم قلبي فيه أول عيد احس فيه بشعور ، كان يشبه كل أيامي بعيني ماله لون
هتاف ما قدرت تبتسم ولا قدرت تبتهج مثل هذه اللي عايدها شعور زاهي، اكتست روحها حلة جديدة قفز لونها وتشربه وجهها، هتاف وهي تحاول تبتلع غصتها لأنه موقف سعيد ويوم سعيد نطقت : يكتمل الشعور يوم تتزين يدينش بحنا من يديني ويوم تحطين حمرة والمرة ذي انا بحطها نقول ايه
هزت حسناء رأسها بسعادة شقية وهذه الطفلة المحرومة من ألوان البهجة تدفقت على قلبها دفعة واحدة بيوم واحد ..
.
.
بعيداً عن ارض الجنوب
ساري متسمر عند باب عملاق وحالته هذه رافقته لأيام ، حاول يقتنص له خبر او نص او لمحة من حياة هذه الأنثى حبيسة هذا القصر تركوها بدون رفيق ، تركوها وأهملوها وهي تحمل روح من أرواحهم ، اليوم الخامس بحسبته لم يستجد شيء لم يلمح شيء ، صباح العيد على هذا القصر مر مثل الأيام أو شبيه لبعض الأيام الثقيلة، رتيب وبلا صوت ، قبل يتحرك لسيارته انشد ناظره لسيارة الإسعاف اللي داهمت طريقه وصارت قريبة من سيارته ، وقف متفرج ينتظر تنتهي القصة ويفهم بعض التفاصيل ، لكن فجأة رهاف محمولة وتتوجع وصوتها ملأ الطريق الفاصل بينه وبينها ، العاملة خلفها تبكي والحارس عاجز عن التصرف تحرك الاسعاف واختفى عن عيونه

ساري الجبل واخوان ساري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن